ب مم **

ثالثة 3 ثانوي مدونة محدودة/ كل الرياضيات تفاضل وتكامل وحساب مثلثات2ثانوي ترم أول وأحيانا ثاني *التجويد  /من كتب التراث الروائع /فيزياء ثاني2 ثانوي.ت2. /كتاب الرحيق المختوم /مدونة تعليمية محدودة رائعة /صفائي /الكشكول الابيض/ثاني ثانوي لغة عربية ترم اول يليه ترم ثاني ومعه 3ث  /الحاسب الآلي)2ث /مدونة الأميرة الصغيرة أسماء صلاح التعليمية 3ث /مدونة السنن الكبري للنسائي والنهاية لابن كثير /نهاية العالم /بيت المعرفة العامة /رياضيات بحتة وتطبيقية2 ثانوي ترم ثاني /احياء ثاني ثانوي ترم أول/ عبدالواحد2ث.ت1و2.  /مدونة سورة التوبة /مدونة الجامعة المانعة لأحكام الطلاق حسب سورة الطلاق7/5هـ /الثالث الثانوي القسم الأدبي والعلمي * المكتبة التعليمية 3 ثانوي *كشكول  *نهاية البداية * مدونة كل روابط المنعطف التعليمي للمرحلة الثانوية *الديوان الشامل { لأحكام الطلاق}  * الاستقامة اا. * المدونة التعليمية المساعدة * اللهم أبي وأمي ومن مات من أهلي * الطلاق المختلف عليه * الجغرافيا والجيولوجيا ثانية ثانوي  * الهندسة بأفرعها  * لغة انجليزية2ث.ت1. *مناهج غابت عن الأنظار. * ترم ثاني الثاني الثانوي علمي ورياضة وادبي * المنهج في الطلاق *عبد الواحد2ث- ت1. * حورية  * المصحف ورد ج  * روابط المواقع التعليمية ثانوي غام *منعطف التفوق التعليمي لكل مراحل الثانوي العام * لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ  * فيزياء 2 ثاني ثانوي.ت1. * سنن النكاح والزواج * النخبة في مقررات2ث,ترم أول عام2017-2018  * مدونة المدونات  * فلسفة.منطق.علم نفس.اجتماع 2ث ترم اول * الملخص المفيد ثاني ثانوي ترم أول *السيرة النبوية  * اعجاز الخالق فيمن خلق * ترجمة المقالات * الحائرون الملتاعون هلموا***النُخْبَةُ في شِرعَةِ الطلاق. * أصول الفقه الاسلامي وضوابطه * الأم)منهج ثاني ثانوي علمي رياضة وعلوم * وصف الجنة والحور العين اللهم أدخلنا الجنة ومتاعها * روابط مناهج تعليمية ثاني ثانوي كل الأقسام * البداية والنهاية للحافظ بن كثبر  * روابط مواقع تعليمية بالمذكرات * دين الله الحق * مدونة الإختصارات  * الفيزياء الثالث الثانوي روابط * علم المناعة والحساسية * طرزان  * مدونة المدونات  * الأمراض الخطرة والوقاية منها * الخلاصة الحثيثة في الفيزياء * تفوق وانطلق للعلا* * الترم الثاني ثاني ثانوي كل مواد 2ث * الاستقامة أول * تكوير الشمس * كيمياء2 ثاني ثانوي ت1. *مدونة أسماء صلاح التعليمية 3ث *مكتبة روابط ثاني ثانوي.ت1. *ثاني *ثانوي لغة عربية *ميكانيكا واستاتيكا 2ث ترم اول  *اللغة الفرنسية 2ثانوي * مدونة مصنفات الموسوعة الشاملة فهرسة *التاريخ 2ث *مراجعات ليلة الامتحان كل مقررات 2ث الترم الثاني * كتاب الزكاة * بستان العارفين * كتب 2 ثاني ثانوي ترم1و2 ./

الأربعاء، 9 يوليو 2025

المسيح الدجال ليس خوارق لكن دجل وكذب //الجزء الثاني صلوا كما رئيتموني اصلي..

 

المسيح الدجال ليس خوارق لكن دجل 

وكذب

بياناته الشخصية

اسمه :مسيح الدجال او مسيح الضلالة ويلقب بالأعور الكذاب او الدجال ،اما ميلاده :-فالواضح أنه مولود قديما وأدلة ذلك مايلى:

1-ان النبى صلى الله عليه وسلم أخبر ان كل نبي أنذر قومه الأعور الكذاب وقال صلى الله عليه وسلم (ما خلا نبي فى  قومه إلا  انذر أمته الأعور الكذاب) لكن ليس هناك نص يحدد وقت ميلاده Åوقد لوَّح النبي صلى الله عليه وسلم إلى قِدَمِ ميلاد الدجال فى حديث مسلم فقال (ما بين خلق آدم ألى قيام الساعة أمراً أكبر من الدجال) ،وقد أخرج مسلم في صحيحه (2933) والبخاري فى (13/88) عن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الكذاب الأعور ألا إنه أعور  وإن ربكم ليس بأعور ،مكتوب بين عينيه كفر  
2 .الدليل الثاني: عظم خلقه وأدلة ذلك :

أ)ما جاء فى رواية مسلم فى خبر تميم الداري( فوجدنا دابةً أهلب كثيف الشعر لايرى قُبلها من دبرها فاستوقفتنا فقالت: من أنتم ؟  قلنا نحن قوم من لخم وجذام... {وقصوا ما حدث لهم حتى لقوها} قالت : إعمدوا إلى رجلٍ بهذا الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فذهبنا فوجدنا رجلاً عظيم الخلقة وفى رواية أبى داوود "فإذا به ينزو  بين السماء والأرض "وموطن الإستدلال في هذا الحديث هو عبارة (عظيم الخلقة ) أو (ينزو  بين السماء والأرض)
وماهيته : أن هذا الخلق القديم كان فى أوائل خلق البشر حين كان طول آدم عليه السلام ستين ذراع بالذراع الآدمي
خروج المسيح الدجال
يخرج مسيح الضلالة أو المسيح الدجال أو الأعور الكذاب حيث كلها مسميات لشخصه تدل على إنحطاطه وصغار  شخصيته واتصافه بالكفر البواح ،كما أنها أسماء صفات بَشِعَة تدل على بشاعة منهجه وما سوف يدعو إليه من كفر ،وخُصَّ بمسمى
المسيح الدجال للأتى:
1.لأنه سيفترى الفرية الكبرى ويزعم أنه إله الناس وربهم ويُدَعِّم فريته هذه
بتغطية عظيمة لم يحدث مثلها فى الأولين والآخرين لايكاد يفرقها عن الحقيقة الا بواطن تحتاج إلى يقين وإيمان وسابق معرفة يعرف بها كل نبي قومه ويحذرهم منه ،ويلاحظ هنا أننى لم أسم هذه التغطية بأنها خوارق كما يزعم كثيرٌ من الناس ذلك لأن الخوارق لا يعطيها الله تعالى إلا للأنبياء وبعض عباده الأبرار، أما الدجال فكافر سيطوع الجن والشيطان فى تصوير تغطياته على أنها خوارق .
2.وسمى المسيح لأنه سيمسح بدعوته وفتنته عن كثير من الناس إيمانهم بالله ورسوله حين يدعوهم إلى عبادته فيتبعونه ويأمرهم فيطيعونه فيتحولون من الإيمان إلى الكفر-عياذا بالله- وسيكون هو  نفسه  فتنة توقع الحليم فى حيرة عظيمة وتجلب إليه الشك كما أنها ستوقع الناس فى فتنة اتباعه وإقرارهم له بالإلوهية فيكفرون بذلك كفرا عظيما ،لذلك يحذر النبي صلى الله عليه وسلم من فتنته فيقول:(من سمع بالدجال فلينأ عنه فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أن لا يتبعه فيتبعه مما معه من الشبهات)حديث صحيح رواه أحمد فى مسنده وأبو داود فى سننه عن عمران بن حصين وكذا رواه الحاكم فى المستدرك وصححه الألباني فى المشكاة برقم/5488 –

روى مسلم عن حميد بن هلال عن رهط منهم أبو الدهماء وأبوقتادة؛ قالوا: كنا نمر على هشام بن عامر، نأتي عمران بن حصين، فقال ذات يوم: إنكم لتجاوزون إلى رجال ما كانوا بأحضر لرسول الله (صلي الله عليه وسلم) مني، ولا أعلم بحديثه مني، سمعت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يقول:  ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال - روى مسلم عن حميد بن هلال عن رهط منهم أبو الدهماء وأبوقتادة؛ قالوا: كنا نمرُّ على هشام بن عامر، نأتي عمران بن حصين، فقال ذات يوم: إنكم لتجاوزون إلى رجال ماكانوا بأحضر لرسول الله (صلي الله عليه وسلم) مني، ولا أعلم بحديثه مني، سمعت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يقول: ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال
Sروى أحمد ومسلم والترميذي عن أم شريك: أنها سمعت النبي (صلي الله عليه وسلم)يقول: ليفرن الناس من الدجال في الجبال ، قالت أم شريك: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: هم قليل وفى الحديث الصحيح (أم الدجال؟،فشر غائب ينتظر)

Sوكان صلى الله عليه وسلم يقول: (ليفرن الناس من الدجال فى الجبال ) Sويقول أيضا :(إنى لأنذركموه) ثم يضخم النبي صلى الله عليه وسلم من خطورة شأن الدجال فيقول:{ياأيها الناس :إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ خلق الله الأرض ومن عليها أعظم من فتنة الدجال وإن الله عز وجل لم يبعث نبياً إلا حذر أمته الدجال}،الحديث بسنده عند ابن ماجة وصححه الألباني
Sولكن ماهوالمسيح الدجال؟
فى حديث فاطمة بنت قيس الذى أورده مسلم فى صحيحة ودعمه حديث "جابر بن عبد الله" عند ابن ماجه فى سننه وأبى هريرة مرفوعاً عند أحمد فى "المسند" وأفصح تميم الداري عن رؤيته للمسيح{ بالحاء المهملة }الدجال وتبادلوا الحوار – المجموعة البحرية التى كان فيها تميم مع المسيح الدجال -
أما توابع هذا الحوار حيث أفصح الدجال عن نفسه حين تكلم:
1.فكشف عن لكنته – لغته –وهى العربية،وسواء أوتى علم لغات غيرها أو لا يعرف إلا هى فليس ذلك بمؤثر فى مضمون تواجده أو دعوته إذا خرج ليفسد فى الأرض فسوف يحط فى كل الأرض بعد خروجه يعوث يميناً ويعوث شمالاً إلا مكة والمدينة .
2.وكشف عن امتلاكه لتناسقات ذهنيه  ماكرة حيث أرجأ الإخبار عن نفسه حتى يتم له معرفة ما يريد: " قد قدرتم على خبرى فأخبرونى من أنتم " .
3 .وأنه سليم الحواس واللسان وما بقى من الإبصار إن كان العور قد أصابه من قبل – ولم يتكلم تميم الداري عن عور عينه لكننا نوقن بأنه حين يخرج سيكون أعور العين اليمنى وعينه اليسرى طافئة
Sفهل هو أعور الآن ولم يره تميم على عوره،أم هل سيصيبه عور عينه على أثر إصابة تحدث له فى الفترة ما بين رؤية تميم الداري له حتى ما قبل خروجه ؟! خاصة لو حدث تفجير نووي قريباً منه كأن تشمله الدائرة الثالثة أو الرابعة من دوائر التفجيرات النووية

Sونحن نعلم أن هذه المنطقة التى تضم دول الخليج العربى(بحر العرب) وجزر المحيط الهادي حيث صراع الذرة والتحصينات النووية وقطباها دولة إيران الشيعية ودولة إسرائيل متمثله فى الولايات المتحدة الأمريكية ولم نزل نسمع يوماً بعد آخر تهديدات أمريكو-أوربية، سينتهى فيها الصراع حتماً إلى تصادم نووي مريع إذا صارت الأمور على هذه الوتيرة ، فإذا حدث هذا الدمار الذرى فإن وعيد الله تعالى بأن يجعل الأرض حصيداً كأن لم تغنْ بالأمس واقعٌ لا محالة ، وذلك عندما تأخذ الأرض زخرفها وتكتمل زينتها ويتحقق ظن أهلها أنهم قادرون عليها،حين ذلك يأتى أمر الله ويحق عليها قوله فَتُدمَر تدميرا حتى يحصد كل مزروع فيها وتنهار كل حضارة عليها ويعود الأمر إلى البداء، هنا قد يصيب المسيح الدجال حرارة دائرة من دوائر التفجير النووي قد تُحدِث به تشوهات يكون أبرزها عور عينه اليمنى وانطفاء عينه اليسرى،هذا الاحتمال لم يَرِد به نص أو حتى نقد لكنه قرائه احتماليه لما وراء النص
ولا تعارض مطلقاً بين نص حديث أبى بكر الصديق ولفظه " الدجال يخرج من أرضٍ بالمشرق يُقال لها خُرسان "حديث صحيح صححه الألباني، وبين خروجه من الجزيرة المجهولة التى بها محبسه فى بحر العرب أو المحيط الهادى ماراً بخُرسان فحينئذ يكون خروجه من خرسان بعد ضم أتباع من يهود أصبهان يصل عددهم إلى سبعين ألف يهودي عليهم الطيالسة كما ورد فى حديث صحيح مسلم ((كتاب الفتن واشراط الساعة /من حديث أنس مرفوعاً وهو صحيح ))
Sلكننا نوقن أنه حين يخرج من محبسه سيكون أعوراً لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي رواه رواه ابن ماجه وابن خزيمة فى صحيحهما وصححه الألباني[يا عباد الله فاثبتوا فإنى سأصفه لكم صفه لم يصفها إياه قبلى نبى يقول:(أنا ربكم ولا ترون ربكم حتى تموتوا ، وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور .... ) الحديث وهوصحيح .
4.علم المسيح الدجال بمنطقة بيسان وعين زُغر وبحيرة الطبرية ، وكل هذه الأشياء فى منطقة الصراع الفلسطينى الإسرائيلى الآن وقراءته لأدله يربط بها بين اقتراب خروجه وحدوث الظواهر التى أشار إليها فى حديث تميم الداري، وهى(تقطيع نخل بيسان لأغراض التوسع العمرانى اليهودي أو لإقامة جسور اتصال أو طرق أو غير ذلك/وأظن أن هذا النخيل قد قُطِعَ أكبر جزء منه إن لم يكن كله/

Sوكذلك غور مياه عين زُغر وتوقف الزراعة بها،

^ وكذلك جفاف بحيرة طبرية لما عليها من صراع بين سوريا وإسرائيل الآن

Sولأنها سينتهى ماؤها تماماً فى زمان خروج يأجوج ومأجوج وهو زمان متعانق مع زمان خروج الدجال حيث سيكون زمان خروج عيسى بن مريم هو صلة تعانق الزمنين :

خروج الدجال   ثم موته   ثم بعث يأجوج ومأجوج ثم هلاكهم فكلهم سيشهده المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام .

S وكذلك علم المسيح الدجال بحتمية خروج نبى الأميين – محمد صلى الله عليه وسلم – وتنبيهه على أنه خير لأمته أن يطيعوه،واعتباره لذلك البعث النبوى إذن له بالخروج .

5.ثم كشف عن ماهيته أولاً بذكر اسمه قائلاً: " وأنى مخبركم عنى – إنى أنا المسيح – بالحاء المهملة " .

6. ثم كشف عن ميقات خروجه بعد سؤاله عن عين زُغر ونخل بيسان وبحيرة الطبرية وخروج نبى الأميين،وعبر عن هذا الميقات بعد معرفة هذه الأشياء بقوله: " وأنى أوشِك أن يؤذن لى بالخروج فأخرج " ، ويلاحظ أن هذا التقرير المبنى على أدله كان يعرفها،تربط بين وقوعها وبين خروجه استغرق من بدأ البعثة حتى يومنا هذا( (1428+13سنه=   1441 سنه أى أربعة عشر قرناً ونصف قرن تقريباً من الزمان ،ورغم هذا قال الدجال فى أولها أما يوشك أن يؤذن لى بالخروج فأخرج
^ فما بالنا اليوم هل يمكن لنا القول بأنه شارِعٌ فى الخروج أو نقول أنه خارج .
7. وكشف عن منهجه فى الخروج فقال: " فأخرج فأسير فى الأرض "، وبين أنه سيهبط فى الأرض كلها فى أربعين ليله ما عدا مكة والمدينة فقد حرمتا عليه  
^ واستخدم لفظ "هبطتها" فى التعبير عن أسلوبه فى التنقل بركوب الجو –أى عن طريق الطيران محمولاً بواسطة الجن.
- وذلك متناسق مع إسراعه فى الأرض والذى وضحه النبى/ صلى الله عليه وسلم/بقوله: " كالغيث إستدبرته الريح " ولا يحدث هذا إلا بركوبه الجن، أويكون هو مخلوقاً مهجناً وراثياً بالجان، ويؤكد ذلك أنه سيطوف الأرض ويجوب سماءها كلها
إلا مكة والمدينة فى أربعين ليله ، ولفظ ليله يفيد أن كثافة نشاطه فى الليل أكثر منه فى النهار .

ثم..هل هو بشر آدمي طبيعي؟

وهل ولد من أبوين؟

وكيف ولد؟

ثم كيف تحصلت له هذه القوة؟

وكيف سيقوم بهذه الأفعال الباطلة ويخالها الناظركانها حقيقة؟

ثم اين مكان وجوده؟

هل هو موجود مما مضى أم سيولد ثم يكبر ويعيث فسادا ؟

ثم لماذا هو مشوه الخلقة؟

وهل حدث التشوه هذا نتيجة تدخل بشرى أم هو خلق خلق به؟

هل كان يدين بدين أم ليس له دين؟

وماحجم الشر الذى تنطوى عليه نفسه؟

وأقـول المدون : إن مسيح الضلالة هو بشر آدمي انتقلت فيه صفاته الوراثية من أبوين فيما يبدو / نسبة إلى الفراش/ جاء ذكرهما فى حديثين :

الأول فى قصة ابن صياد واشتباه أمره بأمر الدجال فى الشكل والدجل ودلالة كلام النبي (صلي الله عليه وسلم)بتضمين السياق ضعف النفى واحتمال الحدوث فى قوله (إن يكنه فلن تسلط عليه وإن لم يكن هو فلا خير لك فى قتله)الحديث صحيح،

والثانى: فيما رواه أحمد فى مسنده عن أبى بكرة والترمذى عن حماد بن سلمة بسنده مرفوعا(يمكث أبوا الدجال ثلاثين سنة لا يولد لهما ثم يولد لهماغلام أعورأضر شىء وأقله منفعة تنام عينه ولا ينام قلبه،أبوه رجل طويل مضطرب اللحم طويل الأنف كأن أنفه منقار وامه امرأة فرضاخية عظيمة الثديين )
والفرضاخية: الضخمة البنيان طويلة البنان،وأما هو فيهودي كافر عقيم ،لايلد ولا يتزوج ،ليس له عقب ولا ذرية،كماجاء فى رواية مسلم ج8/ص190- ط – التحرير،أما ابوه على الحقيقة فسيأتى الكلام عنه.

ولكن كيف تحصلت له هذه القوة؟
أولا : فكلنا يعلم أنه دجال لكننى أضيف :أنه الدجال الأكبر والأخيرمن ثلاثين دجالا كلهم يزعمون النبوة لكنه يدعيها ثم سرعان مايدعى الألوهية،وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فى الحديث الصحيح فقال: ( إن بين يدى الساعة ثلاثين دجالا كذابا) رواه أحمد فى مسنده وضمنه الألباني السلسلة الصحيحة 1683 .
وقد عهد الناس جميعا أن كل دجال لابد له صلة بالجن ومعرفة بتسخيرهم لهم وأنه كلما عظم تسخيرهم للجن كلما ارتفع وعلا دجلهم وشاع وذاع ،
والمسيح الدجال هو البشرالوحيد الذى أوتى قوة عظيمة لتسخير الجان والشياطين، ويبين هذا من الروايات التى وردت بشأنه واستخدامه السحر وفن التغطية

فالسحر خيال وباطل إذ يخيل للناس بفعله أن مايروه حق وهو باطل قال تعالى(يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى)،

وقال أيضا: (إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى )
وهكذا الدجال عنده نهران :

نهر من ماء ونهر من نار فأما الذى هونار فماء عذب تأجج وأما الذى هو ماء فنار تحرق،

ومعه جبل من خبز وهو وهم لا حقيقة، ولا عجب فقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم(الدجال)
والدجل فى اللغة يعنى التغطية
وهو حقيقة فى إبهام حقيقة الأشياء بغطاء وهمي فيرى الناظر الشيئ غير ماهيته فمثلا: يرى الحبل ثعبانا ،ويرى الماء نارا أويرى النار ماءا ويرى الحجارة خبزا،اويرى التراب كنوزا.... وهناك عدة أسباب لإطلاق اسم " الدجال "على هذا الكذاب نذكر منها :
^ سُمي الكذاب دجالاً لأنه يغطي الحق بباطله , فيقال : دجل البعير بالقطران إذا غطاه ,والإناء بالذهب إذا طلاه .
^ وقال ثعلب : الدجال : المموه , سيف مدجل : إذا طلى .
^ وقال ابن دريد : ًسمي دجالاً لأنه يغطي الحق بالكذب .
^ سمي بذلك لأنه كذاب , فالدجال هو الكذاب , وإنها دجلة بسكون الجيم ودجلة بفتحها : كذبة , لأنه يدجل الحق بالباطل . وجمعه دجالون ودجاجلة في التكسير .
^ وكذلك سمي بذلك لضربه في نواحي الأرض وقطعه لها, ويقال دجل الرجل : إذا فعل ذلك.
^ وكذلك سمي بذلك لأنه الدجل هو ماء الذهب الذي يطلى به الشئ فيحسن باطله وداخله ( لأنه يحسن الباطل)
^ ويُسمي بذلك لأنه من التغطية , فهو يغطي جميع الأرض .

ملحوظة لا يمكن لدجال بهذا الكفر أن نسمي ما يفعله خوارق لأن الخوارق لا تصح إلا للأنبياء ولكن ما يفعله كما سنري من عرض أحداثة الواردة في سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم دجل يستخدم فيه الجن والشياطين ولا يمكن أن تكون خوارق أو علم لأن كل ما سيفعله باطل وكفر بالله العظيم كما سنشير إلي ذلك في حينه إن شاء الله

،ولقد وقع في فتنة هذا القول كثيرٌ من العلماءِ أردت التنبيه إلي شدة خطأ ذلك المنحي في وصفه فهو دجال وليس بخارق يستعين بجيش جرار من الجن والشياطين لأنه هجين بشري ناري مهجن من وطئ بين أمه وبين الشيطان الأكبر من زمان قديم

ما سبب خروج هذا الدجال ؟  
سبب خروج الدجال هو غضبة يغضبها ،فيخرج :
وقد ثبت ذلك في حديث ابن عمر عن حفصة ,حين قالت له في حديث طويل :"....  أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنما يخرج من غضة يغضبها " ؟

وفي رواية قالت له " ألم تعلم أنه قد قال :أن أول ما يبعثه على الناس غضب يغضبه

ولكن لماذا بقى عمره السابق ممنوعا من هذه الغضبة ؟

الاحتمال الأول :هو سلبه مقدرته التعرف على هذه الغضبة بقدرة الله الواحد

والثانى : إمكانية تعرضه لمؤثر يفوق طاقته على الصبر،وتحمل مضرة حبسه مثل نار تلفح وجهه فيكون بين خيارين أحدهما الإستسلام للموت والآخر مقاومة الموت وذلك باستجماع مالم يتحصل عليه من قبل من قوة، والمعروف أن الغضب يستنفر قوى الشر الكامنة فى أعماق النفوس ويستدعى الشيطان لقلب ميزان الأمر إلى الأسوأ لكن مع اليقين بأن مايشاءه الله وحده هو الكائن وقد قدر الله فى الأزل أن الدجال سيخرج عندما يغضب غضبة الفكاك والراجح من وجهة نظرى أن ذلك ماسيكون من نار تؤججها الحرب النووية القادمة والتى تنسج خيوطها الآن اسرائيل وأمريكا ودول الإتحاد الأوروبي فى بؤرة كثر لغط العالم حولها فى جمهورية إيران الشيعية حيث مكان تواجده وخروجه(
فوسيلة الدجال فى التغطية :

1- إما علم

2.أو جن..
ولا يجوز أن يكون ما مع الدجال علم.. لأن الدجال كذاب ودجال والعلم صفة الحق ،فتأكد حتما أن وسيلته فى التغطية هى استخدام الجن والشياطين .

لماذا سمي الدجال بهذا الإسم ولقب بهذه الصفة ؟  انظر سابقا قبل صفحات


خروج هذا الدجال ؟ تفصيل أكثر لسبب خروجه:
سبب خروج الدجال هو غضبة يغضبها ،فيخرج :
وقد ثبت ذلك في حديث ابن عمر عن حفصة , فقد قالت له في حديث طويل :".... أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنما يخرج من غضة يغضبها " ؟ وفي رواية قالت له :" ألم تعلم أنه قد قال : أن أول ما يبعثه على الناس غضب يغضبه) ولكن لماذا بقى عمره السابق ممنوعا من هذه الغضبة ؟
الاحتمال الأول: هو سلبه مقدرته التعرف على هذه الغضبة بقدرة الله الواحد
والإحتمال الثانى : تعرضه لمؤثر يفوق طاقته على الصبر،وتحمل مضرة حبسه مثل نار تلفح وجهه فيكون بين خيارين أحدهما الإستسلام للموت والآخر مقاومة الموت وذلك باستجماع مالم يتحصل عليه من قبل من قوة والمعروف أن الغضب يستنفر قوى الشر الكامنة فى أعماق النفوس ويستدعى الشيطان لقلب ميزان الأمر إلى الأسوأ لكن مع اليقين بأن مايشاءه الله وحده هو الكائن وقد قدر الله فى الأزل أن الدجال سيخرج عندما يغضب غضبة الفكاك والراجح من وجهة نظرى أن ذلك ماسيكون من نار تؤججها الحرب النووية القادمة والتى تنسج خيوطها الآن اسرائيل وأمريكا ودول الإتحاد الأوروبي فى بؤرة كثر لغط العالم حولها فى جمهورية إيران الإسلامية حيث مكان تواجده وخروجه( ثانيا: فإنه مع اقتراب يوم القيامة يكون الوقت قد أزف على الشيطان ولم يرو نهمه فى إضلال البشر ، فيعزم آخر عزماته على إضلال بنى آدم أجمعين بالتعاون الفاضح مع بذرته فى الأرض “مسيح الضلالة : الدجال، ويسخر الشيطان ويوظف آخر إمكاناته من جيوش الجن ونسله الخاسئ من الشياطين ليكونوا جميعا تحت أمر المسيح الدجال فيزعم المسيح الدجال أنه إله ويسخر الشيطان نفسه وجنده لتدعيم ذلك فحينئذ يأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت – وكل ذلك وَهْمٌ وخيالٌ يراه الناس حقيقة.

^ ومن ذلك أنه يمر على الأرض الخربة فيقول لها أخرجى كنوزك،فتتبعه كيعاسيب النحل ،والحقيقة أن ذلك تراب وحجارة يحملها الجنى ويطير بها فتبدو فى عين الناظر كنوزا وهى تراب وحجارة،

^ ومن ذلك أنه يمر على سارحتهم- أى- مواشيهم- فتروح أدره ضروعا وأمده خواصر وكل ذلك بإعانة الجن له وسحره أعين الناس مستخدما الجن فى التغطية
^ وكذلك مايفعله المسيح الدجال بشاب مسلم:يأتيه فينشره بالمنشارحتى يلقى شقين ثم يقول انظروا إلى عبدى هذا فإنى أبعثه ثم يزعم أن له ربا غيرى-هكذا يخاطب الدجال الناس(فيبعثه الله)،ويقول له الخبيث :من ربك؟ فيقول: ربى الله وأنت عدو الله،أنت الدجال الذى أخبر به رسول الله، والله ماكنت قط أشد بصيرة فيك من اليوم ...الحديث ضمنه الألباني فى السلسلة الصحيحةبرقم/2457

قلت المدون : ومثل هذا نراه اليوم فى ألعاب السيرك وعلى شاشات التلفزة حيث يأتى الساحر بإمرأة ويضعها فى صندوق خشبي قصير يسمح بظهور قدميها من ناحية ورأسها من الناحية الأخرى ثم ينشرها بالمنشار من وسط الصندوق ثم يفصل القطعين بعيداعن بعضهما ،ثم يقربهما مرة أخرى ثم يلوح بستارة لبرهة فتقوم المرأة سليمة ،وكل ما حدث هو أنه استخدم الجن فى التغطية وهو عامل ثا لث يراه الساحر ولانراه نحن يستخدمه فى التغطية اللازمه للخيال السحري .[انظر الروابط التالية:(ضع الجملة في مستطيل البحث في يو تيوب)

سحر ..على المسرح
سحر .. والعياذ بالله
سحرأقوى سحر بالعالم
أعظم ساحر فى العالم |
تعلم السحر الحقيقي
سحر حقيقى على ملعب كرة القدمجيش المستيقظين.
اقوى سحر فى العالم اقرب الى الخيال ... ساحر يخلع الاسنان و يعديها مره اخرى
انقلب السحر على الساحر الفاشل - مضحك
أشهر السحرة الذين قتلوا أثناء فقرات سحرية خطيرة
هل سبق وشاهدت سحر على مخ حقيقي انظر لتعلم خطر السحرة
السحر ينقلب على الساحر
سحر او جن , قوى خفية تضع الكرة داخل الشباك في مباراة لفيركوزن
فضح الألعاب السحرية مقطع مضحك.
فضح الألعاب السحرية مقطع مضحك.
أقوى ساحر على وجه الأرض
ساحر يموت على المسرح نتيجة سحره.

هكذا سيفعل الدجال وسيصدقه الناس لتمكنه من فعل كل أنواع السحر فى كل المناحى المطروحة حينئذ ومنها سحر الماء إلى نار والنار إلى ماء والجبال إلى خبز والطوب والتراب إلى كنوز وغير ذلك مما قد ذكرنا مستخدما فى كل ذلك الجن والشياطين.

ولقد جاء اللفظ صريحابذلك فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم عند ابن ماجة،وابن خزيمة فى صحيحة مرفوعا وفيه (وإن من فتنته أن يقول للأعرابي:  أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أنى ربك فيقول :نعم،فيتمثل له شيطانان فى صورة أبيه وأمه فيقولان :يابني اتبعه فإنه ربك..) وهذا النص قاطع فى بيان استخدام الدجال للشياطين فى أحداثه وفتنته ودجله.
ولكن ماهى العوامل التى ستساعد الدجال على ارتفاع دجله وذيوعه وانتشاره؟
1.رجوع الحياة الحالية الى حياة البداء وذلك بعد الدمار الذى سيحدث فى الكون بأحد التوقعات التالية
a.إما بحدوث دمار نووي شامل تنهار به مااكتسبته البشرية من تقدم فى المائة سنة الماضية مماسؤهل النفوس الى البساطة وتصديق مايلقى اليهم من شبهات ،وتصديق السحر المضاهى تغطية للحقيقة مثل شق الشاب نصفين وإقامته مرة أخرى وسائرأفعاله الأخرى.
b.أو بتغيركهرومغنطيسي نووي يرد إلى الأرض من الشمس ويبطل كل الألات العاملة بأشعة الميكروويف اوالتقنيات الحديثة كلها.
C.أوبتدمير طبيعي يسوقه الله تعالى ليمهد به خلافة الأرض لعباده المؤمنين ، وذلك مثل زلزال يعم الأرض ويدمرها فى لحظة أو عواصف وبراكين وخلافه مما لايعلمه الا الله تعالى.
D.أو بانعدام آبار البترول ونضوب مخازنه تحت الأرض
2.انتشار حالة البؤس والضنك الشديدين والنقص الخطير فى المياه والغذاء الذى سيعقب الدمار النووي المتوقع حدوثه حسب الدراسات الحديثة والمقرر فى المؤتمرات العالمية المنعقدة لمنا قشة المترتبات على الإسخدام النووي وتوقعات مابعد الحرب النووية المتوقعة،حيث سيكون من آثار هذه الحرب حدوث ما يسمى بالشتاء النووي ،وهو ظلمة أى ليل يدوم حوالي سنة كاملة لوجود سحابة نووية تغطى الكرة الأرضية بكاملها تحجب الشمس عنها هذه المدة ،فيعيش الناس فى ظلام وينعدم الزرع ويجف الضرع وتمنع السماء ماءها،والأرض خراجها،وقد تنبأالنبي صلى الله عليه وسلم بذلك فى الحديث الذى رواه مسلم فى صحيحه،وابن ماجة وابن خزيمةعن أبى أمامة وصححه الألباني برقم:2457فى السلسلةالصحيحة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:...

وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد فيأمرالله فى السنة الأولى السماء أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها، ثم يأمرالسماء فى السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله، فلا تنبت خضراء فلايبقى ذات ظلف(أى ماشية وأنعام) إلا هلكت إلاماشاء الله، قيل فمايعيش الناس فى ذلك الزمان؟ قال التهليل والتكبير والتحميد ويجزى ذلك عليهم مجزأة الطعام .....الحديث

^ فهى ظروف جوع وقحط وشدة يستغلها الدجال فى فتنته للناس حيث ينتزع منهم الإقرار بأولوهيته مقابل الخبز والماء ،ففتنة الدجال ستكون حينئذفى المطعم والمشرب والإنبات وإنزال المطر ومباركة المواشى (السوارح)وزعم إحياءالأموات، ذلك لأن حرب الذرة قبل خروجه قد دمرت الزرع وأهلكت الضرع وجففت المياه من البحار والأنهار وملايين البشر
3. تشوه خلق الدجال وخلقه :هو عامل من عوامل امتلاء صدره بالكراهية والحقد الدفين على البشرية أجمعين(هذا مجرد تفسير لانقل فيه وهو أمر ترجيحي لاخبر فيه )وقد ورد ت بعض الأخبار وإن كانت ضعيفة إلا انها تشير إلى أن سليمان عليه السلام قد قام بحبسه بعد وثاقه ولايعنينا إن كانت القصة صحيحة من عدمه لأنه محبوس بالفعل موثوق بالسلاسل فى جزيرة عاينها تميم الداري فى ثلاثين رجل بحارة من لخم وجزام كما وردالخبرالصحيح الذى رواه مسلم ] كتاب الفتن وأشراط الساعة[ كما سيأتى ذكره .

4.استخدامه وتطويعه للجن والشياطين مدعوما بجيش كبير منهم .

^ الإحتمالات التى تفسرالقوة الزائدة للمسيح الدجال وهى قوة فوق قدرات البشر(إلا الأنبياء)

هذه القوة جعلت الدجال يقاوم عوامل التعرية والشيخوخة البشرية وكذا عوامل تقلبات المناخ على مر الزمان:]

ملحوظة :هذه مجرد إحتمالات يحتملها منهج البحث العلمى كإفتراضات لم يستبعدها سياق النصوص النقلية كما لم يصرح بها تلفظاً فحدوثها محتمل التحقق]

1.الإحتمال الأول : أن يكون خلقا مهجنا من الإنس والشيطان تهجينا حقيقيا وذلك لم يكن مستبعدا فى حينه ألم تقرأ قوله تعالى فى عهد الله تعالى لإبليس حين طرده من الجنة وصب عليه عظيم غضبه وأبدية لعنته قال تعالى[ وشاركهم فى الأموال الأولادوعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا] ولإن صح هذا الإحتمال لسوف يفسر كل ظاهرة تجمع بين صفات الإنس وصفات الجن فى شخص المسيح الدجال مثل ^استطالة العمر وعدته بآلاف السنين لأن الشيطان أعطى طول العمر إلى يوم يبعثون]  (قال فأنظرنى إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم)

^ وكذا يفسر القوة الطاغية للدجال فوق مقدرات قوة البشر مجتمعين الا الأنبياء

^ وكذا مقاومته لعوامل التعرية المناخية على مر الزمان

الأدلة الترجيحية على أن الدجال نسل مهجن بين الشيطان وأمه بحيث اجتمعت فيه صفات البشر والجن معا

أ- الدليل الترجيحي الأول :اجتماع صفته البشرية وصفته الشيطانية ويسمى هذا الدليل بعكس الدليل أى:ثبوت النتيجة الحتمية هو تحقيق للمقدمة بمعنى أن وجود الزرع فى مكان هو تحقيق محتم لوجود الماء بنفس المكان،ووجود الدجال منذ آلاف السنين فى محبسه حياً لم تؤثر فيه التغيرات المناخية والبيئية على مر هذه القرون ومازال منتظرا خروجه ليعوث يمينا ويعوث شمالا يحقق المقدمة المنطبقة حتماً على أن هذا من خصائص الشيطان العمرية

^ كما أن الإخبار بأنه بشرٌ ومن بيت فيه أبوين وقد ولدته امرأة يحقق الشق البشري من الفرض

ب)الدليل الترجيحى الثاني : دليل الخسأ أو الخسوء والموت ذوبانا : الخسأ هو الصغار والإنزواء والذوبان حتى الإنتهاء وهذه الصفة هى من صفات الجن وأحفادالشياطين ويتحقق الخسأ للجنس الناري بأحد أربعة أشياء ..

1.أن يرى الشيطان نبيا ويقيد أمامه فعند حدوث ذلك يخسأ الشيطان فينذوى ويصغر ويذوب تدريجيا حتى ينتهى ولأن الدجال يتميز بهذه الصفة فهى مؤكدة هجين نسلهِ بالشيطان وذلك فيما رواه البخاري ومسلم فى صيحيهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الدجال إذا نزل عيسى ابن مريم (فإذا رآه عدو الله لانذاب كما يذوب الملح فى الماء ولكن يقتله الله بحربته ويريهم دمه فى حربته )

2.إذا قيد الشيطان وظل المسلم يطالبه بالخسوء والتصاغروبصق عليه ولم يزل يفعل....إلى أن ينتهى.

3. إذا سمع الأذان ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط ،حتى لا يسمع الأذان ، فإذا قضي الأذان أقبل ، فإذا ثوب بها أدبر ، فإذا قضي التثويب أقبل ، حتى يخطر بين المرء ونفسه ، يقول : اذكر كذا وكذا ، ما لم يكن يذكر ، حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى ، فإذا لم يدر أحدكم كم صلى ، ثلاثا أو أربعا ، فليسجد سجدتين وهو جالس.

رواه أبو هريرة بسند صحيح وهو عند البخاري وأخرجه الألباني فى
الجامع الصحيح رقم: 1231،،وفى لفظ : إذا أذن بالصلاة أدبر الشيطان له ضراط ، حتى لا يسمع التأذين ، فإذا سكت المؤذن أقبل ، فإذا ثوب أدبر ، فإذا سكت أقبل ، فلا يزال بالمرء يقول له : اذكر ، ما لم يكن يذكر ،حتى لا يدري كم صلى .

وفى لفظ آخر: إذا نودي للصلاة ، أدبر الشيطان وله ضراط ، حتى لا يسمع التأذين ، فإذا قضي النداء أقبل ، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر ، حتى إذا قضي التثويب أقبل ، حتى يخطر بين المرء ونفسه ، يقول : اذكر كذا ، اذكر كذا ، لما لم يكن يذكر ، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى . وروى بسياق مشابه بلفظ : إذا نودي بالأذان أدبر الشيطان . له ضراط حتى لا يسمع الأذان . فإذا قضي الأذان أقبل . فإذا ثوب بها أدبر . فإذا قضى التثويب أقبل يخطر بين المرء ونفسه . يقول : اذكر كذا ، اذكر كذا . لما لم يكن يذكر . حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى فإذا لم يدر أحدكم كم صلى فليسجد سجدتين.وهو جالس.وفي رواية :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:إن الشيطان إذا ثوب بالصلاة ولى وله ضراط . فذكر نحوه . وزاد : فهناه ومناه . وذكره من حاجاته ما لم يكن يذكر من حديث أبى هريرة وهو صحيح رواه مسلم فى المسند الصحيح رقم: 389 أما مايعنينا هنا فهو الذوبان والإختفاء وهى صفة نارية ليست آدمية بشرية ممايدعم الرأى بأنه سلالة مهجنة من شيطان وإنسية (أم الدجال )

ج).الدليل الترجيحي الثالث :اعتباره الشخصية الآدمية الوحيدة على ظهر الأرض منذ خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة شديدة الخطورة على كل الأمم وهو اعتبار يفرض خاصية تخص هذه الشخصية تجعلها فى ناحية والخلق جميعا فى ناحية فإذا اشتركا فى (الآدمية)جينيا فقد اختلفا بكونه (آدمي- شيطاني)جينيا آخر وإلى شق الشيطانية يعزى خطورته وتحذير كل نبي قومه منه واختلاف صفاته عن صفات البشر.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما خلا نبيا فى قومه إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ،وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم.....الحديث وفيه الألفاظ الأتية:

"ياعباد الله فاثبتوا"

"وإنه أعوروإن ربكم ليس بأعور"

"مكتوب بين عينيه كافر"

وفى حديث مسلم "ليفرن الناس من الدجال فى الجبال

وأيضاقوله(صلي الله عليه وسلم) :ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر

وفى لفظ: فتنة) أكبر من الدجال"

وقال (صلي الله عليه وسلم) أيضا : وإنى أنذركموه "

د) الدليل الترجيحي الرابع،هو تحليه بصفات شيطانية غير آدمية:

1- أمدية العمر : فهو موجود من زمان يرجح أنه من قبل نوح علي السلام،ويقال من قبل زمان سليمان عليه السلام،وسيظل موجودا حتى يخرج ويعيث فسادا ويقتل فى زمن خروج عيسى ابن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام....هذه الصفة-أمدية العمر- تخص فقط الجنس النوري كالملائكة والجنس الناري الشيطاني وهجنه الآدمي الوحيد : مسيح الدجال،وأعتقد أن العور الذى بالدجال والمسخ الذى به وإنقطاع عقبه ماهى إلاصفة الذرية الناتجة من هذا التناسل الشاذ والتى لم تحدث إلا فى شخص المسيح الكذاب فقط دون الخلق جميعا

2. مقاومته لعوامل التعرية والمتغيرات المناخية على مرالأزمان

3.كفره الوراثي (مكتوب بين عينيه كافر) يدل على المشاركة الشيطانية فى الأصل الجيني كهجين حقيقي لذلك مكتوب بين عينيه كفر أو كافر هجاؤه وهى كتابة بالفطرة ولد الدجال بها كنسل مهجن أحد أطرافه الشيطان

4. مدى إفساده فى الأرض وفتنته العظيمة الذى سيستخدم فيها أولياؤه من الشياطين ومردة الجن تدعم القول بأنه هجن آدمي/ شيطاني يقوم على خدمته اليوم أولياؤه منهم

5,دليل إسراعه فى الأرض وهو من الأدلة القاطعة بأنه سلالة مهجنة بالشيطان،حيث يستحيل أن تكون هذه صفة بشرية،ومحال أن تكون من الخوارق لأن الخوارق ممتنعة فى حق الكافرين وبقى الإحتمال الوحيد أن تكون هذه صفة سائدة موروثة من الطرفين:(شيطانى/آدمي) وسيأتي تفصيل ذلك بمشيئة الله الواحد،الراجح جدا أن المسيح الدجال قد أوتى خاصية الإنتقال الشيطاني بإعتباره خلقا مهجنا نتج من تزاوج بين أمه والشيطان فى واحدة من مرات المشاركة الكاملة نادرة الحدوث بين الشيطان وآدمية،والدليل العام لإمكانية حدوث هذه المشاركة قوله تعالى (وشاركهم فى الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) ، 5- أما صفة إسراعه فى الأرض بسرعة الغيث المدفوع بالريح الشديد فهى دليل ترجيحي خامس على أنه سلالة مهجنة نتج من لقاء حقيقي كان الشيطان أحد طرفيه،لأن هذه السرعة ليست إلا للجن والشيطان كان من الجن،وحيث تتميز سرعة الملائكة بأنها كسرعة الضوء أو أكبر وأما سرعة البشر فما أبطؤها،وأما سرعة الجن فهى كطرف العين أو أقل لقوله تعالى (قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مكانك وإنى عليه لقوى أمين  قال الذى عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ...الآية)سورة النمل

^ وأما سرعة الدجال فهى( موروث آدمي/شيطاني ) لذلك اتصفت بكونها كالغيث المدفوع بالريح الشد يدة [ ويستطيع الفيزيائييون أن يحسبوا محصلة العلاقة بين أقصى سرعة بشرية ،وسرعة الجن فى حدها الأدنى (عدة ساعات) أى مقدار مجلس سليمان لتصريف شؤن المملكة )وسرعته فى حدها الأعلى (وهى مقدار ارتداد الطرف/ اى الرمش) وهو دقيقة أو يقل أو يزيد ) وإنى على يقين أن المحصلة ستكون سرعة كسرعة الريح المدفوع بقوة (أى سرعة المسيح الدجال فعلا)

6 وإذا ثبتت هذه العلاقة الفيزيائية فستعتبر دليلا سادسا علميا ورياضيا يدعم القول بأن الدجال مخلوق مهجن وان أباه الوالد هو الشيطان ويكون هذا الدليل السادس من الأدلة الترجيحية لإثبات تشيطن سلالة المسيح الدجال على الحقيقة.

^ وفي حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه- الطويل- قال: "... قلنا : يا رسول الله، وما إسراعه في الأرض؟  قال: كالغيث استدبرته الريح... " رواه مسلم

^ وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "... وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة لا يأتيها من نقب من أنقابها إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة حتى ينزل عند الضريب الأحمر عند منقطع السبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقى فيها منافق ولا منافقة إلا خرج إليه؟ فتنفي الخبيث منها كما ينفي الكير خبث الحديد " أخرجه ابن ماجه والحاكم وابن خزيمة.

ماهى الصورة الخلقية التى رسمتها لنا النصوص النبوية لهذا الدجال ؟؟
^ هـــــــــــــــــــو  : أي الدجال :

رجل

جسيم

أحمر

شعره جعد قطط

عينه اليمنى عوراء ناتئة أى بارزة،كأنها عنبة طافية،واليسرى طافئة ممسوحة مطموسة (أى اختلط بياضها بسوادها وهذا يدل على تقرح القرنية وتلفها وذهاب نورها إما لعلة أصابته أو خلق هكذا بها ،كناتج من نواتج (التهجين الآدمي/الشيطاني) فلا يرى بها إلا قليلا ويؤكد هذا وصف النبي ((صلي الله عليه وسلم)) له بالأعور يعنى الذى يرى بعين واحدة،

^ ثم هو أفحج: أى يمشى العوجاء، فمشطى قدميه متقاربان أى يتجهان لبعضهما عندما يمشى وكاعبهما-عاقبهما- متباعدان،

^ وأماشعره فلأنه جعد ولا يمشطه فهو مرسل خلف رأسه بحيث يتدلى على كتفيه خصلات كرتاء جعداء كأنها أغصان شجرة وهذا معنى "حبك حبك "

^ ولأن درجة جعودته شديدة فهو أى شعره "قطط".

^ وأما وجهه ورأسه: فهو كريه المنظر أعور العين اليمنى،عينه كما وصفناها وكذا شعره،أكرث،جاف ،جعد ومرسل بين كتفيه كأغصان شجرة حدباء،وله جبين مكتوب على صفحته كافر بحرو هجاء واضحة (ك،ف،ر) تشغل المساحة بين عينيه

تحقيق القول فى عورعينه:

جاءت بعض النصوص تبين أن النتوء والبروز فى العين اليمنى وبعضها وصف النتوء فى العين اليسرى، والحقيقة أن أحد العينين ممسوحة طافئة بالهمز والأخرى بارزة ناتئة طافية (بالياء) وأن أحد الرواة قد خالف وروى عكس الأضبط،فقد جاء عندمسلم 8/195 ط- التحرير من حديث نافع عن ابن عمر عن النبي (صلي الله عليه وسلم) مرفوعا وفيه : لفظ :  أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافئة/ بالهمزرواه عبيد الله بن نافع عن ابن عمر وتابعه موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمرمثله،

^ أما رواية مسلم8/195 فى عور عينه اليسرى فضبطها أقل حيث رواها أبو معاوية عن الأعمش وعنعنها وروايات أبومعاوية عن الأعمش ترد ولاتقبل إن لم يصرح فيها بالسماع لأنه ثقة يدلس روايات الأعمش ولم يصرح هنا بالسماعÅجاءت من طريق شقيق الذى خالف ربعي بن حراش حيث رواه شقيق بلفظ أعور العين اليسرى  ولم يروه ربعي بن حراش وربعى أضبط من شقيق ولفظ ربعي بن حراش: "ممسوح العين عليها ظفرة غليظة/ بدون تحديدأيمنى هى أم يسرى" ..

ثم رواه عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش بسنده إلى حذيفة مرفوعا وليس فيه لفظ العور أصلا، والتحقيق أن رواية أعور العين اليمنى هى الأضبط.

تحقيق القول فى طوله : الأضبط من النصوص أن الدجال جسيم عظيم الخلقة ،ليس بقصير، فقدحدثت فاطمة بنت قيس فى صحيح مسلم ،وأبو هريرة ،وعائشة عند أحمد فى مسنده،وجابر بن عبد الله فى سنن ابن ماجة واللفظ لمسلم من حديث فاطمة بنت قيس ،وفيه (فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير فإذافيه أعظم إنسان وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه مابين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد

^ أمالرواية الثانية فمن حديث تميم الداري أخرجها مسلم فى صحيحهوفيها لفظ: ( فإذا فيه رجل ينزو مابين السماء والأرض.
واللفظ كما جاء هو: قال : {فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا ، وأشده وثاقا ، مجموعة يداه إلى عنقه ، ما بين ركبتيه إلى كعبيه ، بالحديد . قلنا : ويلك ، ما أنت؟ قال : قد قدرتم على خبري ، فأخبروني ما أنتم؟ قالوا : نحن أناس من العرب ، ركبنا في سفينة بحرية ، فصادفنا البحر حين اغتلم ، فلعب بنا الموج شهرا ، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه ، فجلسنا في أقربها ، فدخلنا الجزيرة ، فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر ، لا ندري ما قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقلنا : ويلك ، ما أنت؟ فقالت : أنا الجساسة . قلنا : وما الجساسة؟ قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير; فإنه إلى خبركم بالأشواق . فأقبلنا إليك سراعا ، وفزعنا منها ، ولم نأمن أن تكون شيطانة . فقال : أخبروني عن نخل بيسان . قلنا : عن أي شأنها تستخبر؟ قال : أسألكم عن نخلها ، هل يثمر؟ قلنا له : نعم . قال : أما إنه يوشك أن لا تثمر . قال : أخبروني عن بحيرة الطبرية . قلنا : عن أي شأنها تستخبر؟ قال : هل فيها ماء؟ قالوا : هي كثيرة الماء . قال : أما إن ماءها يوشك أن يذهب . قال : أخبروني عن عين زغر . قالوا : عن أي شأنها تستخبر؟ قال : هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له : نعم ، هي كثيرة الماء ، وأهلها يزرعون من مائها . قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟ قالوا : قد خرج من مكة ، ونزل يثرب . قال : أقاتله العرب؟ قلنا : نعم . قال : كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب ، وأطاعوه . قال لهم : قد كان ذلك؟ قلنا : نعم . قال : أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه ، وإني مخبركم عني ، إني أنا المسيح ، وإني يوشك أن يؤذن لي في الخروج ، فأخرج فأسير في الأرض ، فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة ، فهما محرمتان عليَّ كلتاهما ، كلما أردت أن أدخل واحدة ، أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا ، يصدني عنها ، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها " . قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطعن بمخصرته في المنبر : " هذه طيبة ، هذه طيبة ، هذه طيبة " . يعني المدينة . " ألا هل كنت حدثتكم عن ذلك؟ " فقال الناس : نعم . " فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه ، وعن المدينة ومكة ، ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن ، لا بل من قبل المشرق ما هو ، من قبل المشرق ما هو " . وأومأ بيده إلى المشرق ، قالت : فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ثم رواه مسلم من حديث سيار ، عن الشعبي ، عن فاطمة ، قالت . فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو على المنبر يخطب ، فقال : " إن بني عم لتميم الداري ركبوا في البحر " . وساق الحديث}

ومن حديث غيلان بن جرير ، عن الشعبي ، عنها ، فذكرته : أن تميما الداري ركب في البحر ، فتاهت به السفينة ، فسقط إلى جزيرة ، فخرج إليها يلتمس الماء ، فلقي إنسانا يجر شعره ، واقتص الحديث ، وفيه : فأخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس ، فحدثهم ، قال : " هذه طيبة ، وذاك الدجال
حدثني أبو بكر بن إسحاق ، حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا المغيرة ، يعني الحزامي ، عن أبي الزناد ، عن الشعبي ، عن فاطمة بنت قيس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قعد على المنبر ، فقال : " أيها الناس ، حدثني تميم الداري أن أناسا من قومه كانوا في البحر في سفينة لهم ، فانكسرت بهم ، فركب بعضهم على لوح من ألواح السفينة ، فخرجوا إلى جزيرة في البحر " . وساق الحديث ، وقد رواه أبو داود وابن ماجه ، من حديث إسماعيل بن أبي خالد ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عنها ، بنحوه . ورواه الترمذي من حديث قتادة ، عن الشعبي ، عنها ، وقال : حسن صحيح غريب ، من حديث قتادة ، عن الشعبي .ورواه النسائي من حديث حماد بن سلمة ، عن داود بن أبي هند ، عن الشعبي ، عنها بنحوه ، وكذلك رواه الإمام أحمد ، عن عفان ، وعن يونس بن محمد المؤدب ، كل منهما عن حماد بن سلمة به وقال الإمام أحمد : ثنا يحيى بن سعيد ، ثنا مجالد ، عن عامر ، قال : قدمت المدينة ، فأتيت فاطمة بنت قيس ، فحدثتني أن زوجها طلقها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية .. الحديث)،وأخرج مسلم فى صحيحه عن هشام بن عامر وأحمد فى مسنده، ولفظه" مابين آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال/
والكبر هنا عام يشمل الفتنة والخلقة،

^ أما لفظ : المسيح الدجال قصير أفحج جعد أعور مطموس العين)  فقد رواه أبو داود فى سننه عن عبادة بن الصامت وأحمد فى مسنده وفى إسناده ضعف

د- انحباس القطر والنبات : ستكون بين يدي الدجال ثلاث سنوات عجاف، يلقى الناس فيها شدة وكرباً ؛ فلا مطر، ولا نبات، يفزع الناس فيها للتسبيح والتحميد والتهليل،حتى يجزئ عنهم بدل الطعام والشراب، فبينما هم كذلك؛ إذ تناهى لأسماعهم أن إلهاً ظهر ومعه جبال الخبز وأنهار الماء،فمن أعترف به رباً ؛ أطعمه وسقاه، ومن كذبه؛ منعه الطعام والشراب، فالمعصوم عند ذلك من عصمه الله وتذكر لحظتها وصايا المصطفى صلى الله عليه و سلم : لن تروا ربكم حتى تموتوا، وأنتم ترون هذا الأفاك الدجال ولم تموتوا بعد

مكان خروجه

روى أحمد والترمذي والحاكم وابن ماجة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقال: إن الدجال يخرج من أرض بالمشرق، يقال لها: خرسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المُطرقة

وأول ظهور أمره واشتهاره والله أعلم يكون بين الشام والعراق؛ ففي رواية مسلم عن نواس بن سمعان: إنه خارج خلة بين الشام والعراق

هلاك الدجال

أ. ففي بلاد المشرق: روى أحمد ومسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: يأتي المسيح من قبل المشرق، وهمته المدينة،حتى ينزل دُبُر أحد،ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام، وهناك يهلك

ب.قاتله هو عيسى بن مريم عليهما السلام: روى الترمذي عن مجمع بن جارية الأنصاري؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "يقتل ابن مريم الدجال بباب لد " ولن يسلط عليه احد إلا عيسى بن مريم عليه السلام

صفاته الخلقية

أ .  أعور العين أو العينين: روى الشيخان عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إن الله لا يخفي عليكم، إن الله تعلى ليس بأعور، وإن المسيح الدجال أعور عين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية

ب . مكتوب بين عينيه كافر : روى الشيخان عن أنس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما من نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، ومكتوب بين عينيه- ك ف ر .

د- قصير، أفحج، جعد، أعور، عينه ليست بناتئة ولا جحراء:

روى أحمد وأبو داود عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: {إني حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا ..أن المسيح الدجال: قصير، أفحج، جعد، أعور، مطموس العين، ليست بنائتة ولا جحراء، فإن ألبس عليكم؛ فاعلموا أن ربكم ليس بأعور، وأنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا}

هـ_ هجان، أزهر، كأن رأسه أصلة : روى أحمد وابن حبان عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: الدجال: أعور، هجان، أزهر ( وفي رواية أقمر )؛ كأن رأسه أصلة، أشبه الناس بعبد العزى بن قطن، فإما هلك الهلك؛ فإن ربكم تعالى ليس بأعور

أعماله وفتنته

أ - يدعي الألوهية للحديث: معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار  رواه مسلم

ب-   تسخر له الجن زيادة في الفتنة للحديث: يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم، فيتمثل له الشيطان في صورة أبيه وأمه فيقولان: يا بني اتبعه فإنه ربك، فيأتي على القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم: فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم - رواه مسلم

جـ . يستخدم الجن والشياطين فى إظهارإمكانية القتل ودعوة المقتول إلى الاستواء فيستوي زيادة في الفتنة للحديث: ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين، ثم يقول له: قم فيستوي قائما - رواه مسلم

د- ومكوثه في الأرض أربعون للحديث: قلنا: يا رسول الله وكم لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوما - رواه مسلم، للنجاة منه

هـ -: أن تقرأ فواتح سورة الكهف للحديث: فمن أدركه منكم فليقرأ عليه بفواتح الكهف فإنها جواركم من فتنته - رواه مسلم

أتباع المسيح الدجال:

أ). أكثر أتباع الدجال من اليهود والعجم والترك، وأخلاط من الناس غالبيتهم الأعراب والنساء.

^ روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة"

ب . وأما النساء فحالهن أشد من حال الأعراب لسرعة تأثرهن وغلبة الجهل عليهن، ففي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ينزل الدجال في هذه السبخة بمرقناة فيكون أكثر من يخرج إليه من النساء، حتى إن الرجل يرجع إلى حميمة وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطا مخافة أن تخرج إليه " رواه الإمام أحمد.

ج .ومن أكثر أتباعه الكفار والمنافقون: روى الشيخان والنسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال؛ إلا مكة والمدينة، وليس نُقب من أنقابها إلا عليها الملائكة حافين تحرسها، فينزل بالسبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، يخرج إليه منها كل كافر ومنافق .

د.  ومن أتباعه جهلة الأعراب: ودليل ذلك ما رواه ابن ماجه وابن خزيمة والحاكم والضياء عن أبي أمامة، وفيه: ". . . وإن من الفتنه أن يقول اللأعرابي: أرأيت إن يبعث لك أباك وأمك؛ أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم فيمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه، فيقولان: يابني! اتبعه؛ فإنه ربك.

هـ . ومن أتباعه من وجوههم كالمجان المطرقة، ولعلهم الترك: عن أحمد والترمذي والحاكم وابن ماجه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: إن الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خرسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة

فتنة الدجال وأعماله: فتنة الدجال أعظم الفتن منذ خلق الله ادم إلى قيام الساعة، وذلك بسبب ما يخلق الله معه من الدجل  العظيم وأعمال السحر التي تبهر العقول وتحير الألباب. فقد ورد أن معه جنة ونارا، وجنته نار وناره جنة، وأن معه أنهار الماء وجبال الخبز، ويأمر السماء أن تمطر فتمطر. والأرض أن تنبت فتنبت، وتتبعه كنوز الأرض، ويقطع الأرض بسرعة عظيمة كسرعة الغيث استدبرته الريح، إلى غير ذلك من الخوارق، وكل ذلك جاءت به الأحاديث الصحيحة.
سبب افتتان الناس بالدجال:

1.ظهور الرخاء والغذاء والمياه وإقبال الدنيا معه فيما يبدو للناظرين، واستجابة الجماد لأمره فيما يبدو للناظرين

فقد ثبت في الحديث الصحيح: أنه قبل خروج الدجال ثلاث سنوات يصيب الناس فيها جوع شديد، حيث تؤمر الأرض فتحبس نباتها كله، فلا تنبت خضراء، فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله، ثم يأتي المسيح الدجال على هذه الحال فتكون من فتنته أنه يأمر السماء فتمطر،والأرض فتنبت،ويأمر خرائب الأرض أن تخرج كنوزها المدفونة فتستجيب له "  قلت المدون: وكل هذا دجل وسحر لا حقيقة ولا خوارق كما هو زعم أكثر الناس وقد  قدمنا بأن أعماله دجل وسحر يستخدم فيها الدجال قبائل الجن والشيطان.

فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة.. وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فيأتي على القوم- أي الدجال- فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا، وأسبغه ضروعا، وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل " رواه مسلم.

2. يجيء الدجال معه مثل الجنة والنارومعه نهران ،فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن مع الدجال إذا خرج ماء ونارا، فأما الذي يرى الناس أنه نار فماء بارد، وأما الذي يرى الناس أنه ماء فنار تحرق، فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يرى أنه نار، فإنه ماء عذب بارد" رواه البخاري.

^ وعن المغيرة بن شعبة رضى الله عنه قال: ما سأل أحد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر ممن سألته وإنه قال لي: "ما يضرك منه؟ قلت: إنهم يقولون: إن معه جبل خبز ونهر ماء، قال: هو أهون على الله من ذلك " رواه البخاري ومسلم.

3.سرعة انتقاله في الأرض والبلاد التي لا يستطيع دخولها:
ففي حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه- الطويل- قال: "... قلنا: يا رسول الله، وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته الريح... " رواه مسلم. وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "... وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة لا يأتيها من نقب من أنقابها إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلته حتى ينزل عند الضريب الأحمر عند منقطع السبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقى فيها منافق ولا منافقة إلا خرج إليه؟ فتنفي الخبيث منها كما ينفي الكير خبث الحديد " أخرجه ابن ماجه والحاكم وابن خزيمة

4- استجابة الشيطان لأوامره فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وإن من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان: يا بني اتبعه فإنه ربك " حديث صحيح رواه ابن ماجه والحاكم في المستدرك

5- قتله للشاب المؤمن ثم إحياؤه جاء في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما حدثنا به أنه قال : "يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة، فينتهي إلى بعض السباخ التي بالمدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه. فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته. هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه. فيقول حين يحييه: والله ما كنت قط أشد بصيرة مني اليوم. فيقول الدجال :  اقتله ولا يسلط عليه،

ولمسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح،{مسالح الدجال}فيقولون له: أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج. قال: فيقولون له: أوما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خفاء. فيقولون : اقتلوه. فيقول بعضهم لبعض : أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدا دونه فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه المؤمن قال : ياأيها الناس، هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فيأمر الدجال فيشبح فيقول: خذوه وشجوه فيوسع ظهره وبطنه ضربا،قال: فيقول : أو ما تؤمن بي؟  قال: فيقول: أنت المسيح الكذاب. قال: فيؤمر به فيؤشر بالمنشار من مفرقه حيث يفرق بين رجليه. قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له: قم، فيستوي قائما. قال: ثم يقول: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة. قال : ثم يقول: يا أيها الناس، إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس. قال : فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا فلا يستطيع إليه سبيلا. قال : فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار، وإنما ألقي في الجنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين ؟

الوقاية من فتنة الدجال :

-Aالتمسك بالإسلام والتسلح بسلاح الإيمان ومعرفة أسماء الله وصفاته الحسنى التي لا يشاركه فيها أحد، فيعلم أن الدجال بشر يأكل ويشرب، وأن الله تعالى منزه عن ذلك، وأن الدجال أعور والله ليس بأعور، وأنه لا أحد يرى ربه حتى يموت، والدجال يراه الناس عند خروجه مؤمنهم وكافرهم.

-B التعوذ من فتنة الدجال وخاصة في الصلاة، وقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة، فمنها ما رواه الشيخان والنسائي عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة: " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ". وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال.

^حفظ آيات من سورة الكهف، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة فواتح سورة الكهف على الدجال. وفي بعض الروايات خواتيمها، وذلك بقراءة عشر آيات من أولها أو آخرها، ومن الأحاديث الواردة في ذلك ما رواه مسلم من حديث النواس بن سمعان الطويل وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : " من أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف "

^وروى مسلم أيضا عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال " أي من فتنته. قال مسلم: قال شعبة: من آخر الكهف. وقال همام: من أول الكهف.

-C الفرار من الدجال والابتعاد عنه ولو فى الجبال والأفضل سكنى مكة والمدينة، فقد سبق أن الدجال لا يدخل مكة والمدينة، فينبغي للمسلم إذا خرج الدجال أن يبتعد منه، وذلك لما معه من الشبهات والدجل والسحر العظيم الذي سيوقع أكثر الناس في فتنته، فإنه يأتيه الرجل وهو يظن في نفسه الإيمان والثبات فيتبع الدجال.

هلاك الدجال ؟

يكون هلاك الدجال على يدي المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة، وذلك أن الدجال يظهر على الأرض كلها إلا مكة والمدينة، ويكثر اتباعه وتعم فتنته، ولا ينجو منها إلا قلة من المؤمنين. وعند ذلك ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام على المنارة الشرقية بدمشق، ويلتف حوله عباد الله المؤمنون فيسير بهم قاصداً المسيح الدجال، ويكون الدجال عند نزول عيسى متوجها نحو بيت المقدس فيلحق به عيسى عليه السلام عند (باب لد)فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الملح، فيقول له عيسى عليه السلام: (إن لي فيك ضربة لن تفوتني، فيتداركه عيسى فيقتله بحربته، وينهزم أتباعه فيتبعهم المؤمنون فيقتلونهم حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم، يا عبدالله، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله إلا الغرقد؟ فإنه من شجر اليهود

2-الإحتمال الثاني: أن يكون خلقا مجهزا بقدرة الله تعالى بحيث يقاوم عوامل التغيرات المناخية والإنحدار السريع للعمر وأغلب ظنى أن التجهيز الرباني للأبدان بحيث تقاوم المتغيرات المناخية كرامة لا يستحقها الدجال لكفره البيِّن ولا تستحق إلا للمؤمنين ..

3- الإحتمال الثالث: أن يولد المسيح الدجال قبل وقت خروجه ماراً بزمن النمو الطبيعي للإنسان ويكون الكفر والإفساد بالنسبة له مناهج مكتسبة فى مسار نموه المعتاد/ وهذا الإحتمال مستبعد لقول تميم الداري فى حديث فاطمة بنت قيس الصحيح،وقول ابن صياد : إنى أعرفه، وأعرف أبيه وأين يوجد الان كما ورد فى صحيح مسلم كتاب الفتن وأشراط الساعة وإن كان احتماله جائزاً ولأن النبي (صلي الله عليه وسلم) لم يستبعده عندما تشكك الصحابة فى ابن صياد أن يكون هو المسيح الدجال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر ابن الخطاب : إن يكن هو فلن تستطيع قتله وفى رواية : فلن تسلط عليه- فأقر النبى (صلي الله عليه وسلم) احتمال تواجده ولادة فى حينه ،لأن ابن صياد لم يتجاوز عمره قرنا من الزمان منذ ولد إلى أن تواجد في زمن النبي (صلي الله عليه وسلم) لكن قد أثبتنا أن الدجال موجود من قديم وأنه محبوس في جزير من جزر بحر العرب.

4.الإحتمال الرابع : أن يكون الشيطان قد تعهده ورباه وتحالف معه ويقوم وجنوده على رعايته حتى يأذن الله له فى الخروج فيوطئ له الشيطان كل سبيل للإفساد والسحر العظيم والتغطية الكبرى والإنتقال على متن عفريت قدير أو مارد مارق يجوب به بقاع الأرض بإسراع كالغيث استدبرته الريح ليعيث يميناً ويعيث شمالا،أو تكون صفة الإسراع فى الأرض أصيلة فى جيناته الموروثة كهجين.

احاديث عامة منبئة عن أحوال المسيح الدجال


1. عن محجن بن الأدرع،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوما فقال يوم الخلاص وما يوم الخلاص؟(ثلاثا) فقيل له: وما يوم الخلاص؟ قال يجيئ الدجال فيصعدأحدا فينظر إلى المدينة فيقول: لأصحابة: هل ترون هذا القصرالأبيض؟ هذا مسجدأحمد،ثم يأتى المدينة فيجد فى كل نقب من أنقابها ملكا مصلتا سيفه، فيأتى سبخة الجرف فيضرب رواقه ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فلايبقى منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلاخرج إليه فذلك يوم الخلاص) صحيح رواه أحمد فى مسنده والهيثمي فى مجمع الزوائدوصححه.

2- وروى ابن ماجة وابن خزيمة عن أبى أمامة مرفوعا (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا أيها الناس:إنها لم تكن فتنة منذ (أى خلق) الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال وإن الله عز وجل لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال وأنا آخر الأنبياء وانتم آخر الأمم وهو خارج فيكم لامحالة، فإن يخرج وأنا بين أظهركم فأنا حجيج لكل مسلم وإن يخرج من بعدى فكل حجيج نفسه والله خليفتى على كل مسلم، وإنه يخرج من خلة بين الشام والعراق فيعيث يمينا ويعيث شمالا ياعباد الله فاثبتوا فإننى سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه قبلى نبى،يقول: أناربكم، ولاترون ربكم حتى تموتوا،وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وإنه مكتوبب بين عينيه: كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب)

3.وفى الحديث الصحيح :من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال)،وفى رواية:“ [من آخر سورة الكهف]

4.وروى مسلم فى صحيحه(207و208) (ج8)عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:بادروا بالأعمال ستا [ طلوع الشمس من مغربها ،أو الدخان ،أوالدابة، أوخاصة أحدكم ،أو أمر العامة،أوالدجال فشر غائب ينتظر،أو الساعة فالساعة أدهى وأمر[

أين يختبئ الدجال اليوم وأين يوجد؟

إن القارئ لحديث تميم الداري يقطع بأن المسيح الدجال موجود الآن يعيش ويحيا على جزيرة من جزر المحيط الهندي من ناحية بحر العرب،(راجع الخارطة التالية)

جزر-المحيط-الهادئ.jpg: والمحيط الهندي يقع بين سواحل الجزيرة العربية وشبه الجزيرة الهندية. تحده إيران وباكستان من الشمال.شبه القارة الهندية من الشرق وشبة الجزيرة العربية والقرن الافريقى من الغرب. وأكبر عرض لبحر العرب هو 2400 كيلومتر تقريبا وأقصى عمق له 4,6 كيلو متر تقريبا. أنهار أندوس والمعروف كذلك بنهر سندهو، نامادا، وتابتي تصب مباشرة في هذا البحر.الخليج العربي والبحر الأحمرومن أشهر الجبال التى تطل عليه الجبل الاخضر في عمان و جبال غات الغربية في الهند.الدول المطلة على بحر العرب هي الهند، إيران، عُمان، باكستان، اليمن، الإمارات العربيةالمتحدة،الصومال و المالديف. ومن المدن التي تطل على هذا البحر مدينة ممباي في الهند و كراتشي في باكستان و صور في عمان والمكلا في اليمن و ميركا في الصومال.؟ وقد رصدنا من موسوعة ويكبيديا قليل من كثير من جزر المحيط الهادي كما يلي:

تصنيفات فرعية {الروابط يمكن الرجوع اليها في الموسوعة الحرة ويكبيديا} ويشتمل هذا التصنيف على 19 تصنيفا فرعيا، من أصل 19.

أرخبيلات المحيط الهادئ‏ (40 ت، 53 ص

أ
جزر بحر أوخوتسك‏ (3 ت، 6 ص

جزر أوقيانوسيا‏ (17 ت، 10 ص

إ
جزر الإكوادور‏ (1 ت، 1 ص

ب
جزر بحر اليابان‏ (2 ت، 6 ص

جزر بولنيسيا الفرنسية‏ (3 ت، 1 ص

جزر بولينيزيا الفرنسية‏ (1 ت، 8 ص

ت
تايوان‏ (22 ت، 15 ص

ج
جزر بحر الصين الجنوبي‏ (9 ت، 12 ص

جزر خليج كاليفورنيا‏ (4 ص

جزيرة القيامة‏ (6 ص

س
سيدروس‏ (1 ص

ش
شعاب حلقية في المحيط الهادئ‏ (1 ت، 12 ص

ف
جزر الفلبين‏ (7 ت، 9 ص

جزر فوجيان‏ (2 ص

م
جزر المارشال‏ (2 ص

ميلانيزيا‏ (10 ت، 8 ص

هـ

جزر هاواي‏ (3 ت، 6 ص

ي
جزر اليابان‏ (8 ت، 22 ص

صفحات تصنيف «جزر المحيط الهادئ»{ْالروابط يمكن الرجوع اليها في

الموسوعة الحرة ويكبيديا}

يشتمل هذا التصنيف على 35 صفحة، من أصل 35.

أ
أرخبيل تشيلوي

أرخبيل غالاباغوس

إ
إسبيريتو سانتو

ا
تقسيم الجزر تبعا للمعاهدة الألمانية الإسبانية لعام 1899

ب
بونبي


ت
توباي

ج
جزر ألوتيان

جزر أوسترال

جزر المجتمع

جزر المحيط الهادئ

جزر تواموتو

جزر خوان فرنانديز

جزر غامبير

جزر ويندوارد

جزيرة بيكر

جزيرة جونستون المرجانية

جزيرة روبنسون كروزو

جزيرة غوادالوبي

جزيرة كارولاين

جزيرة كليبرتون

جزيرة كوكوس

جزيرة لورد هاو

جزيرة ماكواري

جزيرة نورفولك

جزيرة هاولاند

ح
حلقية بيكيني

خ
خليج سانتا كاتالينا

س
سخالين

سيدروس

غ
غينيا الجديدة

م
ماوبيتي

ماياو

موتو ون

موريا

ميلانيزيا

أما عن وجود الدجال الآن حيا ،وإذا كان كذلك فأين هو ولماذا لم يتم اكتشافه ونحن فى زمان الأقمار الصناعية؟ ومتى سيخرج ؟

البيان

يوجد المسيح الدجال الان يعيش حيا يرزق فى دَيْرٍ بجزيرة من جزر المحيط الهندي المطلة على بحر العرب حيث لم ينزل بهذه الجزيرة إلا تميم الداري فى ثلاثين رجل بحارة من لخم وجزام- قبيلتين من قبائل العرب الذين عاينوا فترة الدعوة إلى الدين الجديد عند بعثة محمد نبى الإسلام (صلي الله عليه وسلم) هربا من الدين الجديد ،وكان تميم نصرانيا،حين ركبوا جميعهم البحر فى سفينة بحرية فلعب بهم الموج شهرا فى البحرثم أرفأوا إلى جزيرة فى البحرحتى مغرب الشمس فجلسوا فى أقرب السفينة، فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دآبة أهلب كثير الشعر لا يدرى ما قبله من دبره من كثرة الشعرقالوا : ماأنت؟  قالت أنا الجساسة قالوا وما الجساسة ؟ قالت أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل فى الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق، قال: لماسمت لنا رجلا فرقنا(أي فزعنا منها) بها أن تكون شيطانا قال فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان خلقا وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه مابين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا:ويلك! ما أنت؟ قال قد قدرتم على خبرى فأخبرونى ما أنتم ؟ قالوا: نحن أناس من العرب ركبنا فى سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا فى أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دآبة أهلب كثير الشعر لا يدرى ماقبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنت؟ فقالت أنا الجساسة، قلنا وما الجساسة ؟ قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل فى الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأتينا إليك سراعا وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانا،فقال/يعني الدجال/ : أخبروني عن بيسان قلنا عن أى شأنها تستخبر؟ قال أسألكم عن نخلها هل يثمر؟ قلنا نعم، قال أما إنه يوشك أن لايثمر

[قلت المدون ولا يكون هذا إلا بأحد ثلاثة احتمالات:

الأول هو أن يتم تقطيعه عن آخره

والثاني أن يجف التربة وتتصحر  فلا يوجد ماء للري حيث لا يقوي علي استمرار انتاجه

والثالث هو أن تحدث طفرات ذرية تدمر الإثمار فلا يثمر] قال/قلت المدون يعني الدجال/  أخبروني عن بحيرة الطبرية، قلنا عن أى شأنها تستخبر؟ قال : هل فيها ماء، قالوا هى كثيرة الماء قال أما إن ماءها يوشك أن يذهب،قال أخبروني عن عين زغر ؟ قالوا عن أى شأنها تستخبر؟ قال هل فى العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا نعم هى كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها ،قال أخبرونى عن نبي الأميين ما فعل ؟ قالوا قد خرج من مكة ونزل يثرب ،قال أقاتله العرب؟ قلنا نعم قال كيف صنع بهم ؟ فأخبرناه أنه قد ظهر علي من يليه من العرب وأطاعوه ،قال لهم :قد كان ذلك؟ قلنا نعم قال: إن ذلك خير لهم أن يطيعوه، وإنى مخبركم عنى "أنا المسيح" وإنى أوشك أن يؤذن لى فى الخروج فأسير فى الأرض فلا أدع قرية إ لا هبطتها فى أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان عليَّ كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلنى ملك بيده السيف صلتا يصدنى عنها وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر: "هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة- يعني المدينة- ألا هل كنت حدثتكم ذلك؟ فقال الناس: نعم. فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة، ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق ما هو: من قبل المشرق ما هو، و أومأ بيده إلى المشرق. قالت: فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مكان خروج الدجال :

يخرج الدجال من جهة المشرق من خرسان، من يهودية أصبهان ثم يسير في الأرض فلا يترك بلدا إلا دخله إلا مكة والمدينة فلا يستطيع دخولها؟ لأن الملائكة تحرسهما

الأحكام المستخرجة من حديث ابن صياد :

1.معرفة ابن صياد بكثير من أحوال المسيح الدجال،حيث صرح بأنه يعرف أباه وأمه ومولده ومكان تواجده،وأعتقد أنه يعرف هذا بواسطة أولياؤه من الجن حيث كان يتصل به جن صادق وآخر كاذب –كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فالجن الصادق يأتيه بما يعرف من حقائق ولو أن بعضها ناقص ودليل ذلك قوله للنبي (صلي الله عليه وسلم) عندما سأله عما معه؟ فقال:[الدخ ] وهو بعض ما أخبره عفريته من سمعه المسترق [،فقال النبي صلى الله عليه وسلم:اخسأ فلن تعدو قدرك]

2- كشف ابن صياد عن سر مملكة إبليس ومكان عرشه في البحر “على الماء“ وذلك لما سأله قائلا: (فماذا ترى؟) قال: [ أرى عرشا وماءا] وأعتقدأن هذايفسر سر مثلث الرعب أومثلث برمودا حيث مكان عرش إبليس ومملكته وجنوده من الشياطين ومردة الجن[:

مثلث برمودا وعلاقته بمملكة الشيطان وعرش إبليس

إن مثلث برمودا هو لغز من ألغاز التي خلقها الله تعالي في الطبيعة احتار الناس في حله منذ مئات السنين،ولا يزال حتى الآن رغم الأفتراضات الكثيرة،وهو أحد الغرائب الموجودة في الطبيعة الذي تتحدث عنه الصحف والمجلات و التلفزيون من وقت الى آخر وتحيطه بهالة من الدهشة والغموض، هذا المثلث هو ذلك الجزء الغامض من المحيط الأطلسي الذي يبتلع بداخله آلاف السفن و الطائرات دون أن تترك أي أثر، ولم يستطع أحد حتى الآن أن، يفسر بشكل مؤكد سر هذا الإختفاء الغريب.

الحديث عن( مثلث برمودا) مثل الحديث عن الحكايات الخرافية والأساطير الإغريقية والقصص الخالية ، ولكن يبقى الفارق هنا هو أن مثلث برمودا حقيقة واقعية لمسناها في عصرنا هذا وقرأنا عنها في الصحف والمجلات العربية والعالمية ، ويذهب بنا القول بأن مثلث برمودا يعتبر التحدي الأعظم الذي يواجه إنسان هذا القرن والقرون القادمة

لا لأنه محال لكنه يحمل سراً من الأسرار التي قد تتضمنها مملكة ابليس الموجودة علي الماء كما أشار إليها ابن صياد في حواره مع رسول الله صلي الله عليه وسلم(عندما قال له النبي صلي الله عليه وسلم (فماذا ترى؟) قال: [ أرى عرشا وماءا  ]

الموقع الجغرافي  : غرب المحيط الأطلنطي تجاه الجنوب الشرقي لولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية ، وبالتحديد أكثر هذه المنطقة تأخذ شكل مثلث يمتد من خليج المكسيك غرباً إلى جزيرة ليورد من الجنوب ثم برموداً (مجموعة من الجزر 300جزيرة صغيرة مأهلوة بالسكان 65.000نسمة) ثم من خليج المكسيك وجزر باهاما

سبب التسمية : عرف مثلث برمودا بهذا الاسم في سنة 1954م من خلال حادثة اختفاء مجموعة من الطائرات وكانت تأخذ شكل المثلث قبل اختفاءها وهي تحلق في السماء كما لو كانت تستعرض في الجو ومن وقتها أصبحت هذه المنطقة تعرف بهذا الاسم وظلت معروفة به ، وقد سميت هذه المنطقة بعدة أسماء منها " جزر الشيطان " " مثلث الشيطان".

نقطة الاختفاء في برمودا  .

في منطقة معينة شمال غرب المحيط الأطلنطي ( بحر سارجاسو ) حيث اشتهر بغرابته ، وهو منطقة كبيرة تتميز مياهه بوجود نوع معين من حامول البحر يسمى " سارجاسام " حيث يطفو بكميات كبيرة على المياه على هيئة كتل كبيرة تعوق حركة القوارب والسفن ، وقد اعتقد كولومبس عندما زار هذه المنطقة في أولى رحلاته أن الشاطئ أصبح قريباً إليه فكانت تشجعه على مواصلة الترحال أملاً في الوصول إلى الشاطئ القريب ، لكن كان ذلك دون فائدة ويتميز بحر " سارجاسو" بهدوئه التام ، فهو بحر ميت تماماً ليس به أي حركة حيث تندر به التيارات الهوائية والرياح ، وقد أطلق عليه الملاحون أسماء عديدة منها " بحر الرعب " ، " مقبرة الأطلنطي " وذلك لما شاهدوا فيه من رعب وأهوال أثناء رحلاتهم وقد أشارت رحلات البحث الجديدة إلى وجود عدد كبير من السفن والقوارب والغواصات راقدة في أعماق هذا البحر حيث يرجع تاريخها إلى فترات زمنية مختلفة منذ بداية رحلات الإنسان عبر البحار ، ومعظم هذه السفن غاصت في أعماق هذا البحر في ظروف غامضة ، هذا إلى جانب اختفاء عدد كبير من السفن والقوارب ، دون أن تترك أي أثر ، وأيضاً في أعماق هذا البحر يوجد المئات من الهياكل العظمية لبحارة وركاب هذه السفن الغارقة .

بداية ظاهرة الاختفاء في برمودا .

في عام 1850م اختفت من هذه المنطقة أو بالقرب منها أكثر من 50 سفينة ، استطاع بعض قادتها أن يبعثوا رسائل في لحظات الخطر ، وهذه الرسائل كانت مبهمة وغامضة ولم يستطع أحد أن يفهم منها شيئاً . ومعظم هذه السفن المختفية تتبع الولايات المتحدة الأمريكية ، أولها السفينة "انسرجنت" التي اختفت وعلى متنها 340 راكباً ، تلاها اختفاء الغواصة :اسكوربيون" عام 1968م وعلى متنها 99 بحاراً . ومن السفن التي اختفت في مثلث برمودا : في عام 1880م السفينة الإنجليزية "اتلنتا " وعدد أفرادها 290 فرداً ، وفي عام 1918م السفينة الأمريكية "سايكلوب" وعدد أفرادها 309 فرداً .

ظاهرة اختفاء الطائرات : وصل نشاط الاختفاء إلى سماء المحيط الأطلنطي حيث ظاهرة اختفاء الطائرات وهي تحلق في سماء الأطلنطي أو لنقل سماء برمودا .

1. فى عام 1945م انطلقت من قاعدة لوديرديل بولاية  فلوريدا الأمريكية خمسة طائرات في مهمة تدريبية في رحلة تبدأ من فلوريدا(المسافة 160ميلاً شرق القاعدة ثم 40 ميلاً شمالاً وكانت تطير على شكل مثلث ) عدد أفراد هذا السرب خمسة طيارين وثمانية مساعدين على قدر عال من المهارة والخبرة ،وكان قائد هذا السرب الملازم " تشارلز تيلور " الذي يمثل رأس المثلث وفي أثناء أداء المهمة كان السرب يتجه في لحظة ما نحو حطام سفينة شحن بضائع يطفو على سطح المحيط جنوب بيميني (Bimini) وأثناء انتظار القاعدة الجوية لرسالة من ( السرب 19 ) لتحديد ميناء الوصول وتعليمات الهبوط ، تلقت القاعدة رسالة غريبة من قائد السرب تقول :القائد(الملازم تشارلزتيلور ) ينادي القاعدة : نحن في حالة طوارئ يبدو أننا خارج خط السير تماماً " لا استطيع رؤية الأرض،لا استطيع تحديد المكان "اعتقد أننا فقدنا في الفضاء ، كل شيء غريب ومشوش تماماً لا استطيع تحديد أي اتجاه حتى المحيط أمامنا يبدو في وضع غريب لا استطيع تحديده
وانقطعت بعد ذلك سبل الاتصال بين القاعدة والسرب 19 .

ومن الطائرات التي اختفت في مثلث برمودا

1. في عام 1945م اختفت طائرتين من قاذفات القنابل تابعتين للقوات الأمريكية  2. في عام 1948م اختفت طائرة الركاب البريطانية "ستارتيجر" وعلى متنها 31راكباً3/ في عام 1949 اختفت طائرة الركاب البريطانية "ستارأريل " وعلى متنها37راكباً 4/ في عام1956م اختفت الطائرة (p5m) التابعة للبحرية الأمريكية مع طاقمها المكون من عشرة أفراد

توقيت حدوث الكوارث في مثلث برمودا:

لاحظ المراقبون أن معظم الكوارث تقع في مواسم معينة أطلقوا عليها مواسم الاختفاءات وهي فترة الإجازات بين شهري نوفمبر وديسمبر وفبراير خاصة التي تسبق بداية السنة الميلادية الجديدة أو بعدها

التفسيرات التي تفسر لغز هذا المثلث :

^ متلازمة [syndrome ] الأطباق الطائرة : وتقول أن هناك علاقة بين ظهورها واختفاء السفن والطائرات في هذه المنطقة . - متلازمة الزلازل وعلاقتها بما يحدث في مثلث برمودا : وتقول أن حدوث الهزات الأرضية في قاع المحيط تتولد عنها موجات عاتية وعنيفة ومفاجئة تجعل السفن تغطس وتتجه إلى القاع بشدة في لحظات قليلة ، وبالنسبة للطائرات يتولد عن تلك الهزات والموجات في الأجواء مما يؤدي إلى اختلال في توازن الطائرة وعدم قدرة قائدها على السيطرة عليها .
^ متلازمة الجذب المغناطيسي وعلاقتها بما يحدث في مثلث برمودا : إن أجهزة القياس في الطائرات أثناء مرورها فوق مثلث برمودا تضطرب وتتحرك بشكل عشوائي وكذلك في بوصلة السفينة مما يدل على وجود قوة مغناطيسية أو قوة جذب شديدة وغريبة .
^ متلازمة المسيح الدجال : وهي أقرب النظريات لتفسير مثلث برمودا ، حيث أن القوة الخارقة في مثلث برمودا لا يستبعد بأي حال من الأحوال ارتباطها بوجود المسيح الدجال ،باعتبار وجود مملكة الشيطان وعرشه على الماء بهذا المثلث،وقرب هذه المملكة من مكان وجود المسيح الدجال المحبوس بدير مختبئ فى جزيرة بالمحيط الهندي وربيب الشيطان وولده ؟

2.أن الشيطان اتخذ منطقة برمودا مكانا لمملكته وعرشه على الماء كشف عنها ما يحدث فيها حديثا.

3.وكذلك كشف عن معرفة ابن صياد لمكان الدجال وبعض أحواله وأحوال أبيه وأمه.

4,وابن صيادرجل يهودي الأصل ماطل فى اسلامه حتى أسلم ولم يزل يتصل بأوليائه من الجن.

5.واسمه“صاف“وكانت أمه على قيد الحياة فى زمن البعثة.

6.وكان يقطن دائما فى طائفة النخل، وكان له فراش من قطيفة،وزمزمة للماء.

7.وكان إذا غضب اعورت عينه وبرزت كأنها عنبة وتمدد حتى يملأ السكة-هكذا لفظ حديث مسلم فى صحيحه. وقد فرق ابن صياد بين الدجال وبينه بأنه دخل المدينة –حيث هى محرمة على الدجال،وبأنه متزوج وله أولاد،وبأنه أسلم-أما الدجال فلا يتزوج وليس له ولد ولا زوجة [حديث صحيح مسلم الجامع فى شأن المسيح الدجال]{ج 8/197طبعة التحرير}

8.حدث النواس بن سمعان الكلابي قال:ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه فى طائفة النخل،فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال:ماشأنكم؟قلنا يارسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه فى ظائفة النخل،قال:غير الدجال أخوفنى عليكم؟إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم ، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤحجيج نفسه،والله خليفتى على كل مسلم،إنه شاب قطط،عينه طافئة كأنى أشبهه بعبد العزى بن قطن،فمن أدركه منكم فليقرأعليه فواتح سورة الكهف، إنه خارج خلة بين الشام والعراق فعاث يمينا وعاث شمالا ياعباد الله فاثبتوا قلنا يا رسول الله وما لبثه قال أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع وسائر أيامه كأيامكم،قلنا: يارسول الله فذلك اليوم الذى كسنة!أتكفينا فيه صلاة يوم؟قال لا،أقدروا له قدره،قلنا يارسول الله:وما إسراعه فى الأرض؟ قال كالغيث استدبرته الريح- وفى لفظ :اشتد به الريح،فيأتى على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون،فيأمر السماء فتمطروالأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ماكانت ذرا وأسبغه ضروعا وأمده خواصر، ثم يأتى القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول له أخرجى كنوزك!فتتبعه كيعاسيب النحل ثميدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين –رمية الغرض-ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاكفه علىأجنحة ملكين،إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤفلا يحل لكافريجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهى حيث ينتهى طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله )..... الحديث بطوله فى صحيح مسلم ج8/197و198

مكان إقامته  يسكن الدجال (مسيح الضلالة ) وملك اليهود المنتظر فى جزيرة من جزر المحيط الهندي (بحيث يكون المدخل اليها من بحر العرب ) وذلك لما رواه تميم الداري فى خبره الذى رواه مسلم فى" صحيحه" فى كتاب(الفتن واشراط الساعة )

قال ياقوت في معجم البلدان - عند ذكره لبيسان : جاء ذكرها في حديث الجسّاسة، وقد ذُكِرَ حديث الجساسة بطوله في طَيبَة، وتوصَف بكثرة النخل، وقد رأيتها مراراً فلم أرَ فيها غير نخلتين مائلتين، وهو من علامات خروج الدجال . اهـ

 

تصنيف:جزر المحيط الهندي

 

{التصنيف من الموسوعة الحرة ويكبيديا}
 جزر المحيط الهندي
تصنيفات فرعية
يشتمل هذا التصنيف على 23 تصنيفا فرعيا، من أصل 23.
أرخبيلات المحيط الهندي‏ (10 ت، 16 ص  
I
جزيرة أمستردام‏ (4 ص  
أ
أرخبيل تشاغوس‏ (3 ص
أرخبيل سقطرى‏ (2 ت، 8 ص  
ب
جزر البحر الأحمر‏ (6 ت، 101 ص  
جزر بحر العرب‏ (1 ت، 3 ص  
ت
جزر تنزانيا‏ (2 ت، 6 ص  
جزيرة تيمور‏ (1 ت، 3 ص  
ج
جزر المالديف‏ (3 ص، 1 م  
جزر مرجانية بالمحيط الهندي‏ (3 ت، 4 ص  
جزر موريشيوس‏ (1 ت، 2 ص  
جزيرة عيد الميلاد‏ (5 ص  
خ
جزر في الخليج العربي‏ (4 ت، 36 ص  
ر
ريونيون‏ (2 ت، 5 ص
ز
زنجبار‏ (6 ت، 13 ص  
س
سريلانكا‏ (23 ت، 17 ص  
سيشل‏ (13 ت، 10 ص  
جزر سيشل‏ (2 ت، 5 ص  
ك
جزر كوكوس‏ (8 ص  
م
المالديف‏ (14 ت، 10 ص  
مايوت‏ (6 ص  
مدغشقر‏ (18 ت، 17 ص 
موريشيوس‏ (14 ت، 11 ص
صفحات تصنيف «جزر المحيط الهندي»
يشتمل هذا التصنيف على 32 صفحة، من أصل 32.
أ
أرخبيل تشاغوس
إ
إقليم المحيط الهندي البريطاني
ا
التقسيم الإداري في جزر القمر
الواق واق
ب
باغاي الجنوبية
باغاي الشمالية
بانايتان
ت
تينجيل
ج
جزر المالديف
جزر ماسكارين
جزر مبعثرة في المحيط الهندي
جزيرة أنغوجا
جزيرة بمبا
جزيرة سان بول
جزيرة سيمولو
جزيرة عيد الميلاد
جزيرة كيلوا
جزيرة مافيا
جزيرة هيرد وجزر ماكدونالد
جغرافيا مدغشقر
س
سريلانكا
سقطرى
سيبروت
سيبورا
سيشل
ض
ضفة نازاريث (موريشيوس
ف
فاندهو (ثا أتول
ل
لا ريونيون
م
مايوت
مدغشقر
موريشيوس
ن
نياس

هذا تصنيف جزر المحيط الهندي أقرب المحيطات الي جزيرة الدجال وقد سبق أن ذكرنا تصنيف جزر المحيط الهادي Åالتصنيف من ويكبيديا الموسوعة الحرة

تقع بيسان في الغور الشمالي بين الأردن وفلسطين، وهي داخلة في أراضي فلسطين{من الشبكة الدولية}

^ أما عين زغر فتقع في غور الأردن الجنوبي، قرب مدينة الكرك الأردنية، التي تبعد عن عمان العاصمة 130 كيلو متر، وهي عين صغيرة ضئيلة،وأنها كانت فيما مضى دفاقة الماء قوية الجريان، ويسميها أهلها بلهجتهم المحالية: (العين الزغيرة) أي الصغيرة. الوقاية من الدجال: فكما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم مكان خروج الفتنة هذه، ولبثها في الأرض، علمنا صلوات الله وسلامه عليه كيفية النجاة منها، من أعظم طرائق النجاة منها:

1. الأمر الأول : دوام التحذير منه على ، وهذه سنة الأنبياء من قبل سنها نوح، وتبعه الأنبياء من بعده يحذرون أممهم من هذا الكذاب الدجال.

2. الأمر الثاني : الاستعاذة بالله منه، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وأوصى أمته أن يستعيذوا بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المسيح الدجال، ومن فتنة المحيا والممات.

3.الأمر الثالث: قراءة فواتح وخواتيم سورة الكهف، فقد قال العلماء: إن المناسبة ما بين قراءة فواتح سورة الكهف وما بين التخلص من فتنة الدجال أن في فواتح سورة الكهف أخبر الله جل وعلا قصة أصحاب الكهف الذين نجاهم الله جل وعلا من ذلك الملك الظالم، فينجي الله جل وعلا من أدرك الدجال من فتنته بقراءة أخبار أولئك الأخيار الأبرار الذين حكاهم الله في القرآن، وأخبر الله جل وعلا أنهم استعاذوا بربهم ولجئوا إليه، فنجاهم الله جل وعلا من تلك الفتنة: فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)[الكهف:10]

4.الرابع: كما أخبر صلى الله عليه وسلم بأن الإنسان ينبغي عليه ألا يعمد إلى الخروج إليه، خوفاً من أن يقع فيه، ومن هنا قاس العلماء أن الإنسان ينبغي عليه أن يفر من الفتن كلها، وألا يقربها حتى يتمكن من البقاء على دينه، وأن يعصم نفسه، فلا ينبغي لعاقل أن يقتحم أبواب الفتن، ظناً منه أن ينجو. من الطرائق كذلك كما حررنا: سكنى مكة والمدينة؛ لأن الله جل وعلا حرم على الدجال تحريم منع وشرع أن يدخل المدينة، فسكناها في الغالب يقي من الدجال، ومن كتب الله عليه الضلالة فلو سكنها فوقع في قلبه المرض فإنه سيخرج إليه كما أخبر صلى الله عليه وسلم أن المدينة ترجف بأهلها وقت خروج الدجال، فيخرج منها كل كافر ومنافق يتبع ذلك المسيح الدجال. هذا ما يتعلق بفتنة المسيح الدجال على وجه الإجمال، .

باب في الأحاديث التي وردت عن المسيح الدجال

من صحيح البخاري والشرح من فتح الباري وتعليق العلماء عليها ثم من صحيح مسلم مع تعليقات العلماء

6705 حدثنا مسدد حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل حدثني قيس قال قال لي المغيرة بن شعبة ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر ما سألته وإنه قال لي ما يضرك منه قلت لأنهم يقولون إن معه جبل خبز ونهر ماء قال هو أهون على الله من ذلك

الحاشية رقم: 1

قوله : باب ذكر الدجال ) هو فعال بفتح أوله والتشديد من الدجل وهو التغطية ، وسمي الكذاب دجالا لأنه يغطي الحق بباطله ، ويقال دجل البعير بالقطران إذا غطاه والإناء بالذهب إذا طلاه . وقال ثعلب : الدجال المموه سيف مدجل إذا طلي . وقال ابن دريد : سمي دجالا لأنه يغطي الحق بالكذب ، وقيل لضربه نواحي الأرض ، يقال : دجل مخففا ومشددا إذا فعل ذلك ، وقيل بل قيل ذلك لأنه يغطي الأرض فرجع إلى الأول . وقال القرطبي في " التذكرة " : اختلف في تسميته دجالا على عشرة أقوال . ومما يحتاج إليه في أمر الدجال أصله وهل هو ابن صياد أو غيره ، وعلى الثاني فهل كان موجودا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لا ، ومتى يخرج ، وما سبب خروجه ، ومن أين يخرج ، وما صفته ، وما الذي يدعيه ، وما الذي يظهر عند خروجه من الخوارق حتى تكثر أتباعه ، ومتى يهلك ومن يقتله ؟
فأما الأول فيأتي بيانه في " كتاب الاعتصام " في شرح حديث جابر أنه كان يحلف أن ابن صياد هو الدجال .
وأما الثاني فمقتضى حديث فاطمة بنت قيس في قصة تميم الداري الذي أخرجه مسلم أنه كان موجودا في العهد النبوي وأنه محبوس في بعض الجزائر ، وسيأتي بيان ذلك عند شرح حديث جابر أيضا .
وأما الثالث ففي حديث النواس عند مسلم أنه يخرج عند فتح المسلمين القسطنطينية . وأما سبب خروجه فأخرج مسلم في حديث ابن عمر عن حفصة أنه يخرج من غضبة يغضبها . وأما من أين يخرج ؟ فمن قبل المشرق جزما . ثم جاء في رواية أنه يخرج من خراسان ، أخرج ذلك أحمد والحاكم من حديث أبي بكر ، وفي أخرى أنه يخرج من أصبهان أخرجها مسلم .
وأما صفته فمذكورة في أحاديث الباب . وأما الذي يدعيه فإنه يخرج أولا فيدعي الإيمان والصلاح ثم يدعي النبوة ثم يدعي الإلهية كما أخرج الطبراني من طريق سليمان بن شهاب قال " نزل علي عبد الله بن المعتمر وكان صحابيا فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : الدجال ليس به خفاء ، يجيء من قبل المشرق فيدعو إلى الدين فيتبع ويظهر ، فلا يزال حتى يقدم الكوفة فيظهر الدين ويعمل به فيتبع ويحث على ذلك ، ثم يدعي أنه نبي فيفزع من ذلك كل ذي لب ويفارقه ، فيمكث بعد ذلك فيقول : أنا الله ، فتغشى عينه وتقطع أذنه ويكتب بين عينيه كافر فلا يخفى على كل مسلم ، فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان وسنده ضعيف

( تنبيه ) قاله الحافظ في الفتح:

اشتهر السؤال عن الحكمة في عدم التصريح بذكر الدجال في القرآن مع ما ذكر عنه من الشر وعظم الفتنة به وتحذير الأنبياء منه والأمر بالاستعاذة منه حتى في الصلاة ، وأجيب بأجوبة
أحدها أنه ذكر في قوله يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها فقد أخرج الترمذي وصححه عن أبي هريرة رفعه : ثلاثة إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل : الدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها الثاني قد وقعت الإشارة في القرآن إلى نزول عيسى ابن مريم في قوله تعالى وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته وفي قوله تعالى وإنه لعلم للساعة وصح أنه الذي قتل الدجال فاكتفى بذكر أحد الضدين عن الآخر ، ولكونه يلقب المسيح كعيسى ; لكن الدجال مسيح الضلالة وعيسى مسيح الهدى .
الثالث أنه ترك ذكره احتقارا ، وتعقب بذكر يأجوج ومأجوج وليست الفتنة بهم بدون الفتنة بالدجال والذي قبله ، وتعقب بأن السؤال باق وهو ما الحكمة في ترك التنصيص عليه ؟ وأجاب شيخنا الإمام البلقيني بأنه اعتبر كل من ذكر في القرآن من المفسدين فوجد كل من ذكر إنما هم ممن مضى وانقضى أمره وأما من لم يجئ بعد فلم يذكر منهم أحدا انتهى . وهذا ينتقض بيأجوج ومأجوج . وقد وقع في تفسير البغوي أن الدجال مذكور في القرآن في قوله تعالى لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس وأن المراد بالناس هنا الدجال من إطلاق الكل على البعض . وهذا إن ثبت أحسن الأجوبة فيكون من جملة ما تكفل النبي صلى الله عليه وسلم ببيانه والعلم عند الله تعالى . وأما ما يظهر على يده من الخوارق فسيذكر هنا . وأما متى يهلك ومن يقتله ؟ فإنه يهلك بعد ظهوره على الأرض كلها إلا مكة والمدينة ، ثم يقصد بيت المقدس فينزل عيسى فيقتله أخرجه مسلم أيضا . وسأذكر لفظه . وفي حديث هشام بن عامر " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أعظم من الدجال أخرجه الحاكم . وعند الحاكم من طريق قتادة عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد رفعه أنه يخرج - يعني الدجال - في نقص من الدنيا وخفة من الدين وسوء ذات بين ، فيرد كل منهل وتطوى له الأرض الحديث . وأخرج نعيم بن حماد في كتاب الفتن من طريق كعب الأحبار قال : يتوجه الدجال فينزل عند باب دمشق الشرقي . ثم يلتمس فلا يقدر عليه ; ثم يرى عند المياه التي عند نهر الكسوة ، ثم يطلب فلا يدري أين توجه ، ثم يظهر بالمشرق فيعطى الخلافة ، ثم يظهر السحر ، ثم يدعي النبوة فتتفرق الناس عنه ، فيأتي النهر فيأمره أن يسيل إليه فيسيل ، ثم يأمره أن يرجع فيرجع ، ثم يأمره أن ييبس فييبس ويأمر جبل طور وجبل زيتا أن ينتطحا فينتطحا ، ويأمر الريح أن تثير سحابا من البحر فتمطر الأرض ويخوض البحر في يوم ثلاث خوضات فلا يبلغ حقويه ، وإحدى يديه أطول من الأخرى ، فيمد الطويلة في البحر فتبلغ قعره فيخرج من الحيتان ما يريد . وأخرج أبو نعيم في ترجمة حسان بن عطية أحد ثقات التابعين من الحلية بسند حسن صحيح إليه قال : لا ينجو من فتنة الدجال إلا اثنا عشر ألف رجل وسبعة آلاف امرأة ، وهذا لا يقال من قبل الرأي فيحتمل أن يكون مرفوعا أرسله ، ويحتمل أن يكون أخذه عن بعض أهل الكتاب . وذكر المصنف في الباب أحد عشر حديثا قوله : يحيى ) هو القطان " وإسماعيل هو ابن أبي خالد ، وقيس هو ابن أبي حازم  
قوله : قال لي المغيرة بن شعبة ) عند مسلم من رواية إبراهيم بن حميد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم " عن المغيرة بن شعبة " .
قوله : ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال ما سألته ) في رواية مسلم : أكثر مما سألته

قوله ( وأنه قال لي ما يضرك منه ) في رواية مسلم قال " وما ينصبك منه " بنون وصاد مهملة ثم موحدة من النصب بمعنى التعب ، ومثله عنده من رواية يزيد بن هارون عن إسماعيل وزاد " فقال لي أي بني وما ينصبك منه " وعنده من طريق هشيم عن إسماعيل : وما سؤالك عنه ؟ أي وما سبب سؤالك عنه " وقال أبو نعيم في المستخرج : معنى قوله ما ينصبك أي ما الذي يغمك منه من الغم حتى يهولك أمره قلت وهو تفسير باللازم وإلا فالنصب التعب وزنه ومعناه ويطلق على المرض فيه تعبا . قال ابن دريد : يقال نصبه المرض وأنصبه ، وهو تغير الحال من تعب أو وجع .
قوله : (قلت لأنهم يقولون ) هو متعلق بمحذوف تقديره الخشية منه مثلا في رواية المستملي أنهم يقولون وهي رواية مسلم والضمير في أنهم للناس أو لأهل الكتاب .
قوله : جبل خبز ) بضم الخاء المعجمة وسكون الموحدة بعدها زاي والمراد أن معه من الخبز قدر الجبل ، وأطلق الخبز وأراد به أصله وهو القمح مثلا ، زاد في رواية هشيم عند مسلم : معه جبال من خبز ولحم ونهر من ماء " وفي رواية إبراهيم بن حميد : إن معه الطعام والأنهار . وفي رواية يزيد بن هارون : أن معه الطعام والشراب " .

قوله ( ونهر ماء ) بسكون الهاء وبفتحها

قوله : قال : بل هو أهون على الله من ذلك ) سقط لفظ " بل " من رواية مسلم . وقال عياض : معناه هو أهون من أن يجعل ما يخلقه على يديه مضلا للمؤمنين ومشككا لقلوب الموقنين ، بل ليزداد الذين آمنوا إيمانا ويرتاب الذين في قلوبهم مرض فهو مثل قول الذي يقتله ما كنت أشد بصيرة مني فيك ، لا أن قوله : هو أهون على الله من ذلك " أنه ليس شيء من ذلك معه ، بل المراد أهون من أن يجعل شيئا من ذلك آية على صدقه ، ولا سيما وقد جعل فيه آية ظاهرة في كذبه وكفره يقرأها من قرأ ومن لا يقرأ زائدة على شواهد كذبه من حدثه ونقصه . قلت : الحامل على هذا التأويل أنه ورد في حديث آخر مرفوع ومعه جبل من خبز ونهر من ماء أخرجه أحمد والبيهقي في البعث من طريق جنادة بن أبي أمية عن مجاهد قال : انطلقنا إلى رجل من الأنصار فقلنا حدثنا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدجال ولا تحدثنا عن غيره " فذكر حديثا فيه تمطر الأرض ولا ينبت الشجر ، ومعه جنة ونار فناره جنة وجنته نار ومعه جبل خبز الحديث بطوله ورجاله ثقات ، ولأحمد من وجه آخر عن جنادة عن رجل من الأنصار معه جبال الخبز وأنهار الماء ولأحمد من حديث جابر معه جبال من خبز والناس في جهد إلا من تبعه ، ومعه نهران الحديث ، فدل ما ثبت من ذلك على أن قوله " هو أهون على الله من ذلك " ليس المراد به ظاهره وأنه لا يجعل على يديه شيئا من ذلك ، بل هو على التأويل المذكور ، وسيأتي في الحديث الثامن أن معه جنة ونارا ، وغفل القاضي ابن العربي فقال في الكلام على حديث المغيرة عند مسلم لما قال له لن يضرك ، قال : إن معه ماء ونارا . قلت : ولم أر ذلك في حديث المغيرة . قال ابن العربي : أخذ بظاهر قوله " هو أهون على الله من ذلك " من رد من المبتدعة الأحاديث الثابتة أن معه جنة ونارا وغير ذلك قال : وكيف يرد بحديث محتمل ما ثبت في غيره من الأحاديث الصحيحة : فلعل الذي جاء في حديث المغيرة جاء قبل أن يبين النبي صلى الله عليه وسلم أمره ويحتمل أن يكون قوله : هو أهون ؛ أي لا يجعل له ذلك حقيقة وإنما هو تخييل وتشبيه على الأبصار فيثبت المؤمن ويزل الكافر ، ومال ابن حبان في صحيحه إلى الآخر فقال : هذا لا يضاد خبر أبي مسعود ، بل معناه أنه أهون على الله من أن يكون نهر ماء يجري ، فإن الذي معه يرى أنه ماء وليس بماء

6705 حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر أراه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أعور عين اليمنى كأنها عنبة طافية

الحاشية رقم: 1

الحديث الرابع قوله : حدثنا وهيب ) بالتصغير وأيوب هو السختياني
قوله ( عن ابن عمر أراه عن النبي صلى الله عليه وسلم ) القائل " أراه عن النبي صلى الله عليه وسلم " هو البخاري ، وقد سقط قوله : أراه إلخ " للمستملي ولأبي زيد المروزي وأبي أحمد الجرجاني فصارت صورته موقوفا ، وبذلك جزم الإسماعيلي فقال بعد أن أورده من رواية أحمد بن منصور الرمادي عن موسى بن إسماعيل شيخ البخاري بسنده إلى ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رواه البخاري عن موسى فلم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، ورواه أبو نعيم في المستخرج عن الطبراني عن أحمد بن داود المكي عن موسى وصرح برفعه أيضا ، واقتصر المزي على ما وقع في رواية السرخسي وغيره بلفظ " أراه " والحديث في الأصل مرفوع فقد أخرجه مسلم من رواية حماد بن زيد عن أيوب فقال فيه " عن النبي صلى الله عليه وسلم " وقد تقدم في أحاديث الأنبياء في ترجمة عيسى ابن مريم من طريق موسى بن عقبة عن نافع قال : قال عبد الله هو ابن عمر ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بين ظهراني الناس المسيح الدجال " فذكر هذا الحديث وسياقه هناك أتم

قوله ( أعور العين اليمنى ) في رواية غير أبي ذر " أعور عين اليمنى " بغير ألف ولام ، ومثله في رواية الطبراني ، وقد تقدم في ترجمة عيسى بلفظه : أعور عينه اليمنى " وتقدم توجيهه والبحث في إعرابه .

قوله ( كأنها عنبة طافية ) يأتي الكلام عليه في الحديث السادس ، هكذا وقع في هذا الموضع عند الجميع لم يذكر الموصوف بذلك ، ومثله في رواية الإسماعيلي لكن قال في آخره : يعني الدجال " ووقع في رواية الطبراني في أوله : الدجال أعور عين اليمنى

6706 حدثنا سعد بن حفص حدثنا شيبان عن يحيى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يجيء الدجال حتى ينزل في ناحية المدينة ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج إليه كل كافر ومنافق

الحاشية رقم: 1

الحديث الثاني قوله : حدثنا سعد بن حفص ) بسكون العين ، وفي بعض النسخ بكسرها وزيادة ياء وهو تحريف .
قوله ( شيبان ) هو ابن عبد الرحمن نسبه عباس الدوري عن سعد بن حفص شيخ البخاري فيه أخرجه الإسماعيلي ، ويحيى هو ابن أبي كثير،قوله : يجيء الدجال حتى ينزل في ناحية المدينة ) في حديث أبي سعيد الآتي بعد باب " ينزل بعض السباخ التي في المدينة : وفي رواية حماد بن سلمة عن إسحاق عن أنس " فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه فيخرج إليه كل منافق ومنافقة " والجرف بضم الجيم والراء بعدها فاء مكان بطريق المدينة من جهة الشام على ميل وقيل : على ثلاثة أميال ، والمراد بالرواق الفسطاط . ولابن ماجه من حديث أبي أمامة : نزل عند الطريق الأحمر عند منقطع السبخة " .
قوله : ترجف ثلاث رجفات ) في رواية الدوري : " فترجف . وهي أوجه ; وقد تقدم في آخر كتاب الحج من طريق الأوزاعي عن إسحاق أتم من هذا وفيه ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة وتقدم شرحه هناك ، والجمع بين قوله : ترجف ثلاث رجفات " وبين قوله في الحديث الذي يلي هذا لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال وفي حديث محجن بن الأدرع عند أحمد والحاكم رفعه : يجيء الدجال فيصعد أحدا فيتطلع فينظر إلى المدينة فيقول لأصحابه : ألا ترون إلى هذا القصر الأبيض ؟ هذا مسجد أحمد . ثم يأتي المدينة فيجد بكل نقب من نقابها ملكا مصلتا سيفه ، فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه ، ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه فتخلص المدينة فذلك يوم الخلاص وفي حديث أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الذي تقدمت الإشارة إليه أول الباب وتطوى له الأرض طي فروة الكبش حتى يأتي المدينة فيغلب على خارجها ويمنع داخلها ، ثم يأتي إيليا فيحاصر عصابة من المسلمين وحاصل ما وقع به الجمع أن الرعب المنفي هو الخوف والفزع حتى لا يحصل لأحد فيها بسبب نزوله قربها شيء منه ، أو هو عبارة عن غايته وهو غلبته عليها ، والمراد بالرجفة الأرفاق وهو إشاعة مجيئه وأنه لا طاقة لأحد به ، فيسارع حينئذ إليه من كان يتصف بالنفاق أو الفسق ، فيظهر حينئذ تمام أنها تنفي خبثها

6707 حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال ولها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان
الحاشية رقم: 1

الحديث الثالث قوله : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله إلخ ) ثبت هذا للمستملي وحده هنا وسقط لسائرهم ، وقد مضى في آخر كتاب الحج سندا ومتنا . وإبراهيم بن سعد أي ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، وسعد هو الذي روى عنه محمد بن بشر في السند الثاني .
قوله ( لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال ) تقدم ضبط المسيح في باب الدعاء قبل السلام من كتاب الصلاة وهو قبيل كتاب الجمعة ، وتقدم فيه أيضا أن من قاله بالخاء المعجمة صحف ، والقول في سبب تسميته المسيح بما يغني عن إعادته هنا . وحكى شيخنا مجد الدين الشيرازي صاحب القاموس في اللغة أنه اجتمع له من الأقوال في سبب تسمية الدجال المسيح خمسون قولا ، وبالغ القاضي ابن العربي فقال : ضل قوم فرووه المسيخ بالخاء المعجمة ، وشدد بعضهم السين ليفرقوا بينه وبين المسيح عيسى ابن مريم بزعمهم ، وقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما بقوله في الدجال " مسيح الضلالة " فدل على أن عيسى مسيح الهدى ، فأراد هؤلاء تعظيم عيسى فحرفوا الحديث .
قوله : لها يومئذ سبعة أبواب ) قال عياض : هذا يؤيد أن المراد بالأنقاب في حديث أبي هريرة يعني ثاني أحاديث الباب الذي يليه الأبواب وفوهات الطريق

قوله : على كل باب ملكان ) كذا في رواية إبراهيم بن سعد ، وفي رواية محمد بن بشر " لكل باب ملكان " وأخرجه الحاكم من رواية الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عياض بن مسافع عن أبي بكرة قال أكثر الناس في شأن مسيلمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنه كذاب من ثلاثين كذابا قبل الدجال ، وأنه ليس بلد إلا يدخله رعب الدجال إلا المدينة ، على كل نقب من أنقابها ملكان يذبان عنها رعب المسيح .
6707 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر حدثنا سعد بن إبراهيم عن أبيه عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل المدينة رعب المسيح لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان قال وقال ابن إسحاق عن صالح بن إبراهيم عن أبيه قال قدمت البصرة فقال لي أبو بكرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بهذا
الحاشية رقم: 1

قوله ( وقال ابن إسحاق ) هو محمد صاحب المغازي .

قوله : عن صالح بن إبراهيم ) أي ابن عبد الرحمن بن عوف وهو أخو سعد بن إبراهيم

قوله : عن أبيه قال قدمت البصرة ) أراد بهذا التعليق ثبوت لقاء إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف لأبي بكرة لأن إبراهيم مدني وقد تستنكر روايته عن أبي بكرة لأنه نزل البصرة من عهد عمر إلى أن مات .
قوله : فقال لي أبو بكرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ) هذا التعليق وصله الطبراني في " الأوسط " من رواية محمد بن مسلمة الحراني عن محمد بن إسحاق بهذا السند وبقيته بعد قوله " فلقيت أبا بكرة " فقال أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كل قرية يدخلها فزع الدجال إلا المدينة يأتيها ليدخلها فيجد على بابها ملكا مصلتا بالسيف فيرده عنها قال الطبراني : لم يروه عن صالح إلا ابن إسحاق . قلت : وصالح المذكور ثقة مقل أخرجا له في الصحيحين حديثا واحدا غير هذا ، وقوله : بهذا " يريد أصل الحديث ، وإلا فبين لفظ صالح بن إبراهيم ولفظ سعد بن إبراهيم مغايرات تظهر من سياقهما .
6708 حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم عن صالح عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال إني لأنذركموه وما من نبي إلا وقد أنذره قومه ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه إنه أعور وإن الله ليس بأعور

الحاشية رقم: 1

الحديث الخامس ، قوله ( حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ) هو الأويسي ، وإبراهيم هو ابن سعد ، وصالح هو ابن كيسان ، وابن شهاب هو الزهري .

قوله ( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال ) هكذا أورده هنا ، وطوله في كتاب الجهاد من طريق معمر عن الزهري بهذا السند وأوله : أن عمر انطلق مع النبي صلى الله عليه وسلم في رهط قبل ابن صياد " القصة بطولها ، وفيه " خبأت لك خبئا " وفيه " فقال عمر دعني يا رسول الله أضرب عنقه " ثم ذكر بعده قال ابن عمر : " انطلق بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب إلى النخل التي فيها ابن صياد " فذكر القصة الأخرى وفيها : وهو مضطجع في قطيفة " وفيها " لو تركته بين " ثم ذكر بعده " قال ابن عمر : ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم في الناس ، الحديث . فجمع هذه الأحاديث الثلاثة في أواخر " كتاب الجهاد " في " باب كيف يعرض الإسلام على الصبي " وكذا صنع في " كتاب الأدب " أورده فيه من طريق شعيب بن أبي حمزة عن الزهري ، واقتصر في أواخر " كتاب الجنائز " على الأولين ولم يذكر الثالث أورده فيه من طريق يونس بن يزيد عن الزهري وكذا صنع في الشهادات أورده فيه من طريق شعيب وقد شرحتهما هناك ، وأورده مسلم من رواية يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه بسنده في هذا الباب بتمامه مشتملا على الأحاديث الثلاثة .
قوله : وما من نبي إلا وقد أنذره قومه ) زاد في رواية معمر " لقد أنذره نوح قومه " وفي حديث أبي عبيدة بن الجراح عند أبي داود والترمذي وحسنه لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر قومه الدجال وعند أحمد " لقد أنذره نوح أمته والنبيون من بعده . أخرجه من وجه آخر عن ابن عمر ، وقد استشكل إنذار نوح قومه بالدجال مع أن الأحاديث قد ثبتت أنه يخرج بعد أمور ذكرت ، وأن عيسى يقتله بعد أن ينزل من السماء فيحكم بالشريعة المحمدية ، والجواب أنه كان وقت خروجه أخفى على نوح ومن بعده فكأنهم أنذروا به ولم يذكر لهم وقت خروجه فحذروا قومهم من فتنته ، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في بعض طرقه إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه فإنه محمول على أن ذلك كان قبل أن يتبين له وقت خروجه وعلاماته ، فكان يجوز أن يخرج في حياته صلى الله عليه وسلم ثم بين له بعد ذلك حاله ووقت خروجه فأخبر به ، فبذلك تجتمع الأخبار . وقال ابن العربي إنذار الأنبياء قومهم بأمر الدجال تحذير من الفتن وطمأنينة لها حتى لا يزعزعها عن حسن الاعتقاد ، وكذلك تقريب النبي صلى الله عليه وسلم له زيادة في التحذير ، وأشار مع ذلك إلى أنهم إذا كانوا على الإيمان ثابتين دفعوا الشبه باليقين .
قوله : ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه ) قيل إن السر في اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بالتنبيه المذكور ، مع أنه أوضح الأدلة في تكذيبالدجال أن الدجال إنما يخرج في أمته دون غيرها ممن تقدم من الأمم ، ودل الخبر على أن علم كونه يختص خروجه بهذه الأمة كان طوي عن غير هذه الأمة كما طوي عن الجميع علم وقت قيام الساعة .
قوله : إنه أعور وإن الله ليس بأعور ) إنما اقتصر على ذلك مع أن أدلة الحدوث في الدجال ظاهرة لكون العور أثرا محسوسا يدركه العالم والعامي ومن لا يهتدي إلى الأدلة العقلية ، فإذا ادعى الربوبية وهو ناقص الخلقة والإله يتعالى عن النقص علم أنه كاذب ، وزاد مسلم في رواية يونس والترمذي في رواية معمر : قال الزهري فأخبرني عمرو بن ثابت الأنصاري أنه أخبره بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومئذ للناس وهو يحذرهم تعلمون أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت وعند ابن ماجه نحو هذه الزيادة من حديث أبي أمامة ، وعند البزار من حديث عبادة بن الصامت ، وفيه تنبيه على أن دعواه الربوبية كذب لأن رؤية الله تعالى مقيدة بالموت والدجال يدعي أنه الله ويراه الناس مع ذلك ، وفي هذا الحديث رد على من يزعم أنه يرى الله تعالى في اليقظة تعالى الله عن ذلك ولا يرد على ذلك رؤية النبي صلى الله عليه وسلم له ليلة الإسراء لأن ذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم فأعطاه الله تعالى في الدنيا القوة التي ينعم بها على المؤمنين في الآخرة .

6709 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سالم عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا أنا نائم أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر ينطف أو يهراق رأسه ماء قلت من هذا قالوا ابن مريم ثم ذهبت ألتفت فإذا رجل جسيم أحمر جعد الرأس أعور العين كأن عينه عنبة طافية قالوا هذا الدجال أقرب الناس به شبها ابن قطن رجل من خزاعة

الحاشية رقم: 1

الحديث السادس قوله : عن عقيل ) بالضم هو ابن خالد .
قوله ( بينا أنا نائم أطوف بالكعبة ) زاد في ذكر عيسى من أحاديث الأنبياء عن أحمد بن محمد المكي عن إبراهيم بن سعد بهذا السند إلى ابن عمر قال : لا والله ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعيسى أحمر ، ولكن قال بينما " الحديث وزاد في رواية شعيب عن ابن شهاب : رأيتني " قبل قوله " أطوف " وهو بضم المثناة ، وتقدم في التعبير من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر " أراني الليلة عند الكعبة " وهو بفتح الهمزة وكل ذلك يقتضي أنها رؤيا منام ، والذي نفاه ابن عمر في هذه الرواية جاء عنه إثباته في رواية مجاهد عنه قال رأيت عيسى وموسى وإبراهيم فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر ، وأما موسى فذكر الحديث وتقدم القول في ذلك في ترجمته مستوفى وأن الصواب أن مجاهدا إنما روى هذا عن ابن عباس .
قوله : فإذا رجل آدم ) بالمد ، في رواية مالك رأيت رجلا آدم كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال بضم الهمزة وسكون الدال .
قوله ( سبط الشعر ) بفتح المهملة وكسر الموحدة وسكونها أيضا .
قوله ( ينطف ) بكسر الطاء المهملة ( أو يهراق ) كذا بالشك ، ولم يشك في رواية شعيب ، وزاد في رواية مالك " له لمة " بكسر اللام وتشديد الميم " كأحسن ما أنت راء من اللمم " وفي رواية موسى بن عقبة عن نافع تضرب به لمته بين منكبيه رجل الشعر يقطر رأسه ماء .
قوله ( قد رجلها ) بتشديد الجيم ( يقطر ماء ) ووقع في رواية شعيب " بين رجلين " وفي رواية مالك " متكئا على عواتق رجلين يطوف بالبيت " وفي حديث ابن عباس " ورأيت عيسى ابن مريم مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس " زاد في حديث أبي هريرة بنحوه " كأنما خرج من ديماس " يعني الحمام ، وفي رواية حنظلة عن سالم عن ابن عمر " يسكب رأسه أو يقطر " وفي حديث جابر عند مسلم " فإذا أقرب من رأيت به شبها عروة بن مسعود

قوله : قلت من هذا ؟ قالوا : ابن مريم ) في رواية مالك : فسألت من هذا ؟ فقيل : المسيح ابن مريم " وفي رواية حنظلة : فقالوا عيسى ابن مريم " .

قوله : ثم ذهبت ألتفت فإذا رجل جسيم أحمر جعد الرأس أعور العين ) زاد في رواية مالك " جعد قطط أعور " وزاد شعيب " أعور العين اليمنى " وقد تقدم القول فيه أول الباب ، وفي رواية حنظلة " ورأيت وراءه رجلا أحمر جعد الرأس أعور العين اليمنى " ففي هذه الطرق أنه أحمر ووقع في حديث عبد الله بن مغفل عند الطبراني أنه آدم جعد ، فيمكن أن تكون أدمته صافية ، ولا ينافي أن يوصف مع ذلك بالحمرة لأن كثيرا من الأدم قد تحمر وجنته . ووقع في حديث سمرة عند الطبراني وصححه ابن حبان والحاكم : ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي يحيى شيخ من الأنصار ، انتهى . وهو بكسر المثناة الفوقانية ضبطه ابن ماكولا عن جعفر المستغفري ولا يعرف إلا من هذا الحديث قول(  كأن عينه عنبة طافية ) بياء غير مهموزة أي بارزة ، ولبعضهم بالهمز أي ذهب ضوؤها ، قال القاضي عياض : رويناه عن الأكثر بغير همز ، وهو الذي صححه الجمهور وجزم به الأخفش ومعناه أنها ناتئة نتوء حبة العنب من بين أخواتها ، قال وضبطه بعض الشيوخ بالهمز وأنكره بعضهم ولا وجه لإنكاره ، فقد جاء في آخر أنه ممسوح العين مطموسة وليست جحراء ولا ناتئة ، وهذه صفة حبة العنب إذا سال ماؤها ، وهو يصحح رواية الهمز  قلت : الحديث المذكور عند أبي داود يوافقه حديث عبادة بن الصامت ولفظه : رجل قصير أفحج " بفاء ساكنة ثم مهملة مفتوحة ثم جيم من الفحج وهو تباعد ما بين الساقين أو الفخذين ، وقيل تداني صدور القدمين مع تباعد العقبين ، وقيل هو الذي في رجله اعوجاج ، وفي الحديث المذكور : جعد أعور مطموس العين ليست بناتئة " بنون ومثناة ، ولا جحراء " بفتح الجيم وسكون المهملة ممدود أي عميقة ، وبتقديم الحاء أي ليست متصلبة ، وفي حديث عبد الله بن مغفل : ممسوح العين " وفي حديث سمرة مثله وكلاهما عند الطبراني ولكن في حديثهما : أعور العين اليسرى . ومثله لمسلم من حديث حذيفة ، وهذا بخلاف قوله في حديث الباب : أعور العين اليمنى . وقد اتفقا عليه من حديث ابن عمر فيكون أرجح ، وإلى ذلك أشار ابن عبد البر لكن جمع بينهما القاضي عياض فقال : تصحح الروايتان معا بأن تكون المطموسة والممسوحة هي العوراء الطافئة بالهمز أي التي ذهب ضوؤها وهي العين اليمنى كما في حديث ابن عمر ، وتكون الجاحظة التي كأنها كوكب وكأنها نخاعة في حائط هي الطافية بلا همز وهي العين اليسرى كما جاء في الرواية الأخرى ، وعلى هذا فهو أعور العين اليمنى واليسرى معا فكل واحدة منهما عوراء أي معيبة ، فإن الأعور من كل شيء المعيب ، وكلا عيني الدجال معيبة فإحداهما معيبة بذهاب ضوئها حتى ذهب إدراكها ، والأخرى بنتوئها انتهى . قال النووي : هو في نهاية الحسن . وقال القرطبي في " المفهم " : حاصل كلام القاضي أن كل واحدة من عيني الدجال عوراء إحداهما بما أصابها حتى ذهب إدراكها والأخرى بأصل خلقها معيبة ، لكن يبعد هذا التأويل أن كل واحدة من عينيه قد جاء وصفها في الرواية بمثل ما وصفت به الأخرى من العور فتأمله . وأجاب صاحبه القرطبي في التذكرة بأن الذي تأوله القاضي صحيح ، فإن المطموسة وهي التي ليست ناتئة ولا جحراء هي التي فقدت الإدراك ، والأخرى وصفت بأن عليها ظفرة غليظة وهي جلدة تغشى العين وإذا لم تقطع عميت العين ، وعلى هذا فالعور فيهما لأن الظفرة مع غلظها تمنع الإدراك أيضا ، فيكون الدجال أعمى أو قريبا منه إلا أنه جاء ذكر الظفرة في العين اليمنى في حديث سفينة وجاء في العين الشمال في حديث سمرة فالله أعلم .
قلت : وهذا هو الذي أشار إليه شيخه بقوله إن كل واحدة منهما جاء وصفها بمثل ما وصفت الأخرى ثم قال في " التذكرة " يحتمل أن تكون كل واحدة منهما عليها ظفرة فإن في حديث حذيفة أنه ممسوح العين عليها ظفرة غليظة قال : وإذا كانت الممسوحة عليها ظفرة فالتي ليست كذلك أولى ، قال : وقد فسرت الظفرة بأنها لحمة كالعلقة . قلت : وقع في حديث أبي سعيد عند أحمد " وعينه اليمنى عوراء جاحظة لا تخفى كأنها نخاعة في حائط مجصص ، وعينه اليسرى كأنها كوكب دري " فوصف عينيه معا ، ووقع عند أبي يعلى من هذا الوجه : أعور ذو حدقة جاحظة لا تخفى كأنها كوكب دري . ولعلها أبين لأن المراد بوصفها بالكوكب شدة اتقادها ، وهذا بخلاف وصفها بالطمس ووقع في حديث أبي بن كعب عند أحمد والطبراني : إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء " وهو يوافق وصفها بالكوكب ، ووقع في حديث سفينة عند أحمد والطبراني : أعور عينه اليسرى بعينه اليمنى ظفرة غليظة . والذي يتحصل من مجموع الأخبار أن الصواب في طافية أنه بغير همز فإنها قيدت في رواية الباب بأنها اليمنى " وصرح في حديث عبد الله بن مغفل وسمرة وأبي بكرة بأن عينه اليسرى ممسوحة والطافية هي البارزة وهي غير الممسوحة ، والعجب ممن يجوز رواية الهمز في " طافية " وعدمه مع تضاد المعنى في حديث واحد فلو كان ذلك في حديثين لسهل الأمر ، وأما الظفرة فجائز أن تكون في كلا عينيه لأنه لا يضاد الطمس ولا النتوء ، وتكون التي ذهب ضوؤها هي المطموسة والمعيبة مع بقاء ضوئها هي البارزة ، وتشبيهها بالنخاعة في الحائط المجصص في غاية البلاغة ، وأما تشبيهها بالزجاجة الخضراء وبالكوكب الدري فلا ينافي ذلك فإن كثيرا ممن يحدث له في عينه النتوء يبقى معه الإدراك فيكون الدجال من هذا القبيل والله أعلم .
قال ابن العربي : في اختلاف صفات الدجال بما ذكر من النقص بيان أنه لا يدفع النقص عن نفسه كيف كان ، وأنه محكوم عليه في نفسه . وقال البيضاوي : الظفرة لحمة تنبت عند الماق ، وقيل جلدة تخرج في العين من الجانب الذي يلي الأنف ، ولا يمنع أن تكون في العين السالمة بحيث لا تواري الحدقة بأسرها بل تكون على حدتها .
قوله : هذا الدجال ) في رواية شعيب : قلت من هذا ؟ قالوا " وكذا في رواية حنظلة ، وفي رواية مالك " فقيل : المسيح الدجال " ولم أقف على اسم القائل معينا

قوله : أقرب الناس به شبها ابن قطن ) زاد في رواية شعيب " وابن قطن رجل من بني المصطلق من خزاعة " وفي رواية حنظلة " أشبه من رأيت به ابن قطن " وزاد أحمد بن محمد المكي في روايته " قال الزهري هلك في الجاهلية " وقدمت هناك سياق نسبه إلى خزاعة من فوائد الدمياطي ، وسأذكر اسمه في آخر الباب مع بقية صفته إن شاء الله تعالى ، واستشكل كون الدجال يطوف بالبيت وكونه يتلو عيسى ابن مريم ، وقد ثبت أنه إذا رآه يذوب ، وأجابوا عن ذلك بأن الرؤيا المذكورة كانت في المنام ، ورؤيا الأنبياء وإن كانت وحيا لكن فيها ما يقبل التعبير . وقال عياض : لا إشكال في طواف عيسى بالبيت ، وأما الدجال فلم يقع في رواية مالك أنه طاف وهي أثبت ممن روى طوافه . وتعقب بأن الترجيح مع إمكان الجمع مردود ، لأن سكوت مالك عن نافع عن ذكر الطواف لا يرد رواية الزهري عن سالم ، وسواء ثبت أنه طاف أم لم يطف فرؤيته إياه بمكة مشكلة مع ثبوت أنه لا يدخل مكة ولا المدينة ، وقد انفصل عنه القاضي عياض بأن منعه من دخولها إنما هو عند خروجه في آخر الزمان . قلت : ويؤيده ما دار بين أبي سعيد وبين ابن صياد فيما أخرجه مسلم وأن ابن صياد قال له ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم إنه لا يدخل مكة ولا المدينة وقد خرجت من المدينة أريد مكة ، فتأوله من جزم بأن ابن صياد هو الدجال ، على أن المنع إنما هو حيث يخرج ، وكذا الجواب عن مشيه وراء عيسى عليه السلام .
6710 حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب عن عروة أن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ في صلاته من فتنة الدجال

6711 حدثنا عبدان أخبرني أبي عن شعبة عن عبد الملك عن ربعي عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الدجال إن معه ماء ونارا فناره ماء بارد وماؤه نار قال أبو مسعود أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم

الحاشية رقم: 1

الحديث الثامن ، قوله : أخبرني أبي ) هو عثمان بن جبلة بفتح الجيم والموحدة ابن أبي رواد بفتح الراء وتشديد الواو .
قوله ( عن عبد الملك ) هو ابن عمير ، ونسب عند مسلم في رواية محمد بن جعفر عن شعبة فقال " عن عبد الملك بن عمير " .
قوله : ربعي ) بكسر الراء وسكون الموحدة وكسر العين المهملة اسم بلفظ النسب ، وهو ابن حراش بمهملة وآخره معجمة ، وحذيفة هو ابن اليمان .

قوله ( عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الدجال إن معه ) كذا ذكره شعبة مختصرا ، وتقدم في أول ذكر بني إسرائيل من طريق أبي عوانة عن عبد الملك عن ربعي قال " قال عقبة بن عمرو لحذيفة ألا تحدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : سمعته يقول إن مع الدجال إذا خرج " وكذا لمسلم من طريق شعيب بن صفوان عن عبد الملك .

قوله : إن معه ماء ونارا ) عند مسلم من طريق نعيم بن أبي نعيم بن أبي هند عن ربعي " اجتمع حذيفة وأبو مسعود فقال حذيفة لأنا بما مع الدجال أعلم منه " وفي رواية أبي مالك الأشجعي عن ربعي عن حذيفة " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنا أعلم بما مع الدجال منه معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تأجج وفي رواية شعيب بن صفوان فأما الذي يراه الناس ماء فنار تحرق ، وأما الذي يراه الناس نارا فماء بارد الحديث ، وفي حديث سفينة عند أحمد والطبراني : معه واديان أحدهما جنة والآخر نار ، فناره جنة وجنته نار وفي حديث أبي أمامة عند ابن ماجه وإن من فتنته أن معه جنة ونارا فناره جنة وجنته نار ، فمن ابتلي بناره فليستغث بالله وليقرأ فواتح الكهف فتكون عليه بردا وسلاما .
قوله فناره ماء بارد وماؤه نار ) زاد محمد بن جعفر في روايته " فلا تهلكوا " وفي رواية أبي مالك فإن أدركه أحد فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض ثم ليطأطئ رأسه فيشرب وفي رواية شعيب بن صفوان فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يراه نارا فإنه ماء عذب طيب وكذا في رواية أبي عوانة وفي حديث أبي سلمة عن أبي هريرة وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار ، فالتي يقول إنها الجنة هي النار أخرجه أحمد ، وهذا كله يرجع إلى اختلاف المرئي بالنسبة إلى الرائي ، فإما أن يكون الدجال ساحرا فيخيل الشيء بصورة عكسه ، وإما أن يجعل الله باطن الجنة التي يسخرها الدجال نارا وباطن النار جنة ، وهذا الراجح . وإما أن يكون ذلك كناية عن النعمة والرحمة بالجنة وعن المحنة والنقمة بالنار ، فمن أطاعه فأنعم عليه بجنته يئول أمره إلى دخول نار الآخرة وبالعكس ، ويحتمل أن يكون ذلك من جملة المحنة والفتنة فيرى الناظر إلى ذلك من دهشته النار فيظنها جنة وبالعكس

6712 حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وإن بين عينيه مكتوب كافر فيه أبو هريرة وابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم
الحاشية رقم: 1

الحديث التاسع قوله ( عن قتادة عن أنس ) يأتي في التوحيد عن حفص بن عمر عن شعبة أنبأنا قتادة سمعت أنسا .
قوله : ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ) في رواية حفص " ما بعث الله من نبي " وقد تقدم بيانه في الحديث الخامس .
قوله : ألا إنه أعور ) بتخفيف اللام وهي حرف تنبيه .
قوله ( وإن ربكم ليس بأعور) تقدم بيان الحكمة فيه في الحديث الخامس بما فيه مقنع .
قوله : وإن بين عينيه مكتوب كافر ) كذا للأكثر والجمهور " مكتوبا " ولا إشكال فيه لأنه إما اسم إن وإما حال ، وتوجيه الأول أنه حذف اسم إن والجملة بعده مبتدأ وخبر في موضع خبر إن والاسم المحذوف إما ضمير الشأن أو يعود على الدجال ، ويجوز أن يكون كافر مبتدأ والخبر بين عينيه ، وعند مسلم من رواية محمد بن جعفر عن شعبة " مكتوب بين عينيه ك ف ر " ومن طريق هشام عن قتادة حدثني أنس بلفظ " الدجال مكتوب بين عينيه ك ف ر " أي كافر ، ومن طريق شعيب بن الحبحاب عن أنس " مكتوب بين عينيه كافر ثم تهجاها ك ف ر يقرؤه كل مسلم " وفي رواية عمر بن ثابت عن بعض الصحابة " يقرؤه كل من كره عمله " أخرجه الترمذي ، وهذا أخص من الذي قبله . وفي حديث أبي بكرة عند أحمد " يقرؤه الأمي والكاتب " ونحوه في حديث معاذ عند البزار .
وفي حديث أبي أمامة عند ابن ماجه " يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب " ولأحمد عن جابر " مكتوب بين عينيه كافر " مهجاة ومثله عند الطبراني من حديث أسماء بنت عميس ، قال ابن العربي : في قوله ك ف ر إشارة إلى أن فعل وفاعل من الكفر إنما يكتب بغير ألف وكذا هو في رسم المصحف وإن كان أهل الخط أثبتوا في فاعل ألفا فذاك لزيادة البيان ، وقوله : يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب . إخبار بالحقيقة ، وذلك أن الإدراك في البصر يخلقه الله للعبد كيف شاء ومتى شاء ، فهذا يراه المؤمن بغير بصره وإن كان لا يعرف الكتابة ، ولا يراه الكافر ولو كان يعرف الكتابة كما يرى المؤمن الأدلة بعين بصيرته ولا يراها الكافر فيخلق الله للمؤمن الإدراك دون تعلم لأن ذلك الزمان تنخرق فيه العادات في ذلك " ويحتمل قوله يقرؤه من كره عمله أن يراد به المؤمنون عموما ويحتمل أن يختص ببعضهم ممن قوي إيمانه .
وقال النووي : الصحيح الذي عليه المحققون أن الكتابة المذكورة حقيقة جعلها الله علامة قاطعة بكذب الدجال فيظهر الله المؤمن عليها ويخفيها على من أراد شقاوته . وحكى عياض خلافا وأن بعضهم قال " هي مجاز عن سمة الحدوث عليه " وهو مذهب ضعيف ، ولا يلزم من قوله " يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب " أن لا تكون الكتابة حقيقة بل يقدر الله على غير الكاتب علم الإدراك فيقرأ ذلك وإن لم يكن سبق له معرفة الكتابة ، وكأن السر اللطيف في أن الكاتب وغير الكاتب يقرأ ذلك لمناسبة أن كونه أعور يدركه كل من رآه فالله أعلم .
الحديث العاشر والحادي عشر ، قوله ( فيه أبو هريرة وابن عباس ) أي يدخل في الباب حديث أبي هريرة وحديث ابن عباس ، فيحتمل أن يريد أصل الباب فيتناول كلامه كل شيء ورد مما يتعلق بالدجال من حديث المذكورين ، ويحتمل أن يريد خصوص الحديث الذي قبله وهو أن كل نبي أنذر قومه الدجال وهو أقرب ، فمما ورد عن أبي هريرة في ذلك ما تقدم في ترجمة نوح من أحاديث الأنبياء من رواية يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة " قال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أحدثكم حديثا عن الدجال ما حدث به نبي قومه ؟ إنه أعور ، وإنه يجيء معه تمثال الجنة والنار ، فالتي يقول إنها الجنة هي النار ، وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه " وأخرج البزار بسند جيد عن أبي هريرة " سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق يقول : يخرج مسيح الضلالة فيبلغ ما شاء الله أن يبلغ من الأرض في أربعين يوما ، فيلقى المؤمنون منه شدة شديدة " الحديث ، ومما ورد في ذلك من حديث ابن عباس ما تقدم أيضا في الملائكة من طريق أبي العالية عن ابن عباس في ذكر صفة موسى عليه السلام وفيه " وذكر أنه رأى الدجال " ووقع عند أحمد والطبراني من طريق أخرى عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الدجال : أعور هجان - بكسر أوله وتخفيف الجيم ؛ أي أبيض أزهر - كأن رأسه أصلة أشبه الناس بعبد العزى بن قطن ، فأما هلك الهلك فإن ربكم ليس بأعور " وفي لفظ للطبراني " ضخم فيلماني - بفتح الفاء وسكون التحتانية وفتح اللام وبعد الألف نون - أي عظيم الجثة كأن رأسه أغصان شجرة " يريد أن شعر رأسه كثير متفرق قائم " أشبه الناس بعبد العزى بن قطن رجل من خزاعة " وفي حديث النواس بن سمعان عند مسلم والترمذي وابن ماجه شاب قطط عينه قائمة ولابن ماجه كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن وعند البزار من حديث الغلتان بن عاصم أجلى الجبهة عريض النحر ممسوح العين اليسرى كأنه عبد العزى بن قطن وقد تقدم في ترجمة عيسى سياق نسب عبد العزى بن قطن ، ووقع في حديث أبي هريرة عند أحمد نحوه لكن قال كأنه قطن بن عبد العزى وزاد فقال يا رسول الله هل يضرني شبهه ؟ قال : لا ; أنت مؤمن وهو كافر . وهذه الزيادة ضعيفة فإن في سنده المسعودي وقد اختلط والمحفوظ أنه عبد العزى بن قطن وأنه هلك في الجاهلية كما قال الزهري ، والذي قال " هل يضرني شبهه " هو أكتم بن أبي الجون ، وإنما قاله في حق عمرو بن لحي كما أخرجه أحمد والحاكم من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفعه عرضت علي النار فرأيت فيها عمرو بن لحي الحديث وفيه وأشبه من رأيت به أكتم بن أبي الجون . فقال أكتم : يا رسول الله أيضرني شبهه ؟ قال : لا ; إنك مسلم وهو كافر فأما الدجال فشبهه بعبد العزى بن قطن وشبه عينه الممسوحة بعين أبي يحيى الأنصاري كما تقدم والله أعلم ، وفي حديث حذيفة عند مسلم " جفال الشعر " وهو بضم الجيم وتخفيف الفاء أي كثيره

--.--------

ومن صحيح مسلم

باب ذكر الدجال وصفته وما معه

169 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة ومحمد بن بشر قالا حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر ح وحدثنا ابن نمير واللفظ له حدثنا محمد بن بشر حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين ظهراني الناس فقال إن الله تعالى ليس بأعور ألا وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافئة حدثني أبو الربيع وأبو كامل قالا حدثنا حماد وهو ابن زيد عن أيوب ح وحدثنا محمد بن عباد حدثنا حاتم يعني ابن إسمعيل عن موسى بن عقبة كلاهما عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

الحاشية رقم: 1

باب ذكر الدجال وصفته وما معه قد سبق في شرح خطبة الكتاب بيان اشتقاقه وغيره ، وسبق في كتاب الصلاة بيان تسميته المسيح واشتقاقه ، والخلاف في ضبطه . قال القاضي : هذه الأحاديث التي ذكرها مسلم وغيره في قصة الدجال حجة لمذهب أهل الحق في صحة وجوده ، وأنه شخص بعينه ، ابتلى الله به عباده ، وأقدره على أشياء من مقدورات الله تعالى من إحياء الميت الذي يقتله ، ومن ظهور زهرة الدنيا ، والخصب معه ، وجنته وناره ونهريه ، واتباع كنوز الأرض له ، وأمره السماء أن تمطر فتمطر ، والأرض أن تنبت فتنبت ، فيقع كل ذلك بقدرة الله تعالى ومشيئته ، ثم يعجزه الله تعالى بعد ذلك فلا يقدر على قتل ذلك الرجل ولا غيره ، ويبطل أمره ، ويقتله عيسى صلى الله عليه وسلم ، ويثبت الله الذين آمنوا . هذا مذهب أهل السنة وجميع المحدثين والفقهاء والنظار ، خلافا لمن أنكره ، وأبطل أمره من الخوارج والجهمية وبعض المعتزلة ، وخلافا للبخاري المعتزلي وموافقيه من الجهمية وغيرهم في أنه صحيح الوجود ، ولكن الذي يدعي مخارف وخيالات لا حقائق لها ، وزعموا أنه لو كان حقا لم يوثق بمعجزات الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم . وهذا غلط من جميعهم ; لأنه لم يدع النبوة فيكون ما معه كالتصديق له ، وإنما يدعي الإلهية ، وهو في نفس دعواه مكذب لها بصورة حاله ، ووجود دلائل الحدوث فيه ، ونقص صورته ، وعجزه عن إزالة العور الذي في عينيه ، وعن إزالة الشاهد بكفره المكتوب بين عينيه . ولهذه الدلائل وغيرها لا يغتر به إلا رعاع من الناس لسد الحاجة والفاقة رغبة في سد الرمق ، أو تقية وخوفا من أذاه ; لأن فتنته عظيمة جدا تدهش العقول ، وتحير الألباب ، مع سرعة مروره في الأمر ، فلا يمكث بحيث يتأمل الضعفاء حاله ودلائل الحدوث فيه والنقص فيصدقه من صدقه في هذه الحالة ولهذا حذرت الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين من فتنته ، ونبهوا على نقصه ودلائل إبطاله . وأما أهل التوفيق فلا يغترون به ، ولا يخدعون لما معه لما ذكرناه من الدلائل المكذبة له مع ما سبق لهم من العلم بحاله ، ولهذا يقول له الذي يقتله ثم يحييه : ما ازددت فيك إلا بصيرة . هذا آخر كلام القاضي رحمه الله .

 قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تبارك وتعالى ليس بأعور ، ألا وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى ، كأن عينه عنبة طافئة ) أما ( طافئة ) فرويت بالهمز وتركه ، وكلاهما صحيح ، فالمهموزة هي التي ذهب نورها ، وغير المهموزة التي نتأت وطفت مرتفعة وفيها ضوء ، وقد سبق في كتاب الإيمان بيان هذا كله ، وبيان الجمع بين الروايتين ، وأنه جاء في رواية ( أعور العين اليمنى ) ، وفي رواية ( اليسرى ) ، وكلاهما صحيح . والعور في اللغة العيب ، وعيناه معيبتان عورا ، وأن إحداهما طافئة بالهمز لا ضوء فيها ، والأخرى طافية بلا همزة ظاهرة ناتئة .

وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى ليس بأعور ، والدجال أعور ) فبيان لعلامة بينة تدل على كذب الدجال دلالة قطعية بديهية ، يدركها كل أحد ولم يقتصر على كونه جسما أو غير ذلك من الدلائل القطعية لكون بعض العوام لا يهتدي إليها . والله أعلم .
2933 .حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور ومكتوب بين عينيه ك ف ر

 2933 حدثنا ابن المثنى وابن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة حدثنا أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال الدجال مكتوب بين عينيه ك ف ر أي كافر  

2933 وحدثني زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا عبد الوارث عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ممسوح العين مكتوب بين عينيه كافر ثم تهجاها ك ف ر يقرؤه كل مسلم
الحاشية رقم: 1

قوله صلى الله عليه وسلم : ( مكتوب بين عينيه كافر ثم تهجاها فقال ك ف ر يقرأه كل مسلم ) وفي رواية : ( يقرأه كل مؤمن كاتب وغير كاتب ) الصحيح الذي عليه المحققون أن هذه الكتابة على ظاهرها ، وأنها كتابة حقيقة جعلها الله آية وعلامة من جملة العلامات القاطعة بكفره وكذبه وإبطاله ، ويظهرها الله تعالى لكل مسلم كاتب وغير كاتب ، ويخفيها عمن أراد شقاوته وفتنته ، ولا امتناع في ذلك ، وذكر القاضي فيه خلافا : منهم من قال : هي كتابة حقيقية كما ذكرنا . ومنهم من قال هي مجاز وإشارة إلى سمات الحدوث عليه ، واحتج بقوله : " يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب " ، وهذا مذهب ضعيف .


2934 حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ومحمد بن العلاء وإسحق بن إبراهيم قال إسحق أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال أعور العين اليسرى جفال الشعر معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار

الحاشية رقم: 1

قوله صلى الله عليه وسلم : ( معه جنة ونار فجنته نار وناره جنة ) وفي رواية : ( نهران ) وفي رواية : ( ماء ونار ) قال العلماء : هذا من جملة فتنته امتحن الله تعالى به عباده ليحق الحق ويبطل الباطل ، ثم يفضحه ويظهر للناس عجزه

2934 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنا أعلم بما مع الدجال منه معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تأجج فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد وإن الدجال ممسوح العين عليها ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب

الحاشية رقم: 1

قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارا ) هكذا هو في أكثر النسخ ( أدركن ) وفي بعضها ( أدركه ) وهذا الثاني ظاهر ، وأما الأول فغريب من حيث العربية ، لأن هذه النون لا تدخل على الفعل . قال القاضي : ولعله ( يدركن ) يعني فغيره بعض الرواة . وقوله ( يراه ) بفتح الياء وضمها .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( ممسوح العين عليها ظفرة غليظة ) هي بفتح الظاء المعجمة والفاء ، وهي جلدة تغشي البصر ، وقال الأصمعي : لحمة تنبت عند المآقي .

. 2934 حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى واللفظ له حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الدجال إن معه ماء ونارا فناره ماء بارد وماؤه نار فلا تهلكوا قال أبو مسعود وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم

8. 2934 حدثنا علي بن حجر حدثنا شعيب بن صفوان عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن عقبة بن عمرو أبي مسعود الأنصاري قال انطلقت معه إلى حذيفة بن اليمان فقال له عقبة حدثني ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدجال قال إن الدجال يخرج وإن معه ماء ونارا فأما الذي يراه الناس ماء فنار تحرق وأما الذي يراه الناس نارا فماء بارد عذب فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يراه نارا فإنه ماء عذب طيب فقال عقبة وأنا قد سمعته تصديقا لحذيفة

9. 2935 حدثنا علي بن حجر السعدي وإسحق بن إبراهيم واللفظ لابن حجر قال إسحق أخبرنا وقال ابن حجر حدثنا جرير عن المغيرة عن نعيم بن أبي هند عن ربعي بن حراش قال اجتمع حذيفة وأبو مسعود فقال حذيفة لأنا بما مع الدجال أعلم منه إن معه نهرا من ماء ونهرا من نار فأما الذي ترون أنه نار ماء وأما الذي ترون أنه ماء نار فمن أدرك ذلك منكم فأراد الماء فليشرب من الذي يراه أنه نار فإنه سيجده ماء قال أبو مسعود هكذا سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
. 2936 حدثني محمد بن رافع حدثنا حسين بن محمد حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة قال سمعت أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم عن الدجال حديثا ما حدثه نبي قومه إنه أعور وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار فالتي يقول إنها الجنة هي النار وإني أنذرتكم به كما أنذر به نوح قومه  

2937 حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني يحيى بن جابر الطائي قاضي حمص حدثني عبد الرحمن بن جبير عن أبيه جبير بن نفير الحضرمي أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي ح وحدثني محمد بن مهران الرازي واللفظ له حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن يحيى بن جابر الطائي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير بن نفير عن النواس بن سمعان قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال ما شأنكم قلنا يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل فقال غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج خلة بين الشأم والعراق فعاث يمينا وعاث شمالا يا عباد الله فاثبتوا قلنا يا رسول الله وما لبثه في الأرض قال أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم قلنا يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم قال لا اقدروا له قدره قلنا يا رسول الله وما إسراعه في الأرض قال كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا وأسبغه ضروعا وأمده خواصر ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة حدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والوليد بن مسلم قال ابن حجر دخل حديث أحدهما في حديث الآخر عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بهذا الإسناد نحو ما ذكرنا وزاد بعد قوله لقد كان بهذه مرة ماء ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر وهو جبل بيت المقدس فيقولون لقد قتلنا من في الأرض هلم فلنقتل من في السماء فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما وفي رواية ابن حجر فإني قد أنزلت عبادا لي لا يدي لأحد بقتالهم


الحاشية رقم: 1

قوله : ( سمع النواس بن سمعان ) بفتح السين وكسرها .

 ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة ، فخفض فيه ورفع ، حتى ظنناه في طائفة النخل ) هو بتشديد الفاء فيهما ، وفي معناه قولان : أحدهما أن خفض بمعنى حقر ، وقوله ( رفع ) أي عظمه وفخمه ، فمن تحقيره وهو أنه على الله تعالى عوره ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : هو أهون على الله من ذلك وأنه لا يقدر على قتل أحد إلا ذلك الرجل ، ثم يعجز عنه ، وأنه يضمحل أمره ، ويقتل بعد ذلك هو وأتباعه . ومن تفخيمه وتعظيم فتنته والمحنة به هذه الأمور الخارقة للعادة ، وأنه ما من نبي إلا وقد أنذره قومه . والوجه الثاني أنه خفض من صوته في حال الكثرة فيما تكلم فيه ، فخفض بعد طول الكلام والتعب ليستريح ، ثم رفع ليبلغ صوته كل أحد

قوله صلى الله عليه وسلم : ( غير الدجال أخوفني عليكم ) هكذا هو في جميع نسخ بلادنا : ( أخوفني ) بنون بعد الفاء ، وكذا نقله القاضي عن رواية الأكثرين . قال : ورواه بعضهم بحذف النون ، وهما لغتان صحيحتان ، ومعناهما واحد . قال شيخنا الإمام أبو عبد الله بن مالك رحمه الله تعالى : الحاجة داعية إلى الكلام في لفظ الحديث ومعناه ، فأما لفظه لكونه تضمن ما لا يعتاد من إضافة أخوف إلى ياء المتكلم مقرونة بنون الوقاية ، وهذا الاستعمال إنما يكون مع الأفعال المتعدية ، والجواب أنه كان الأصل إثباتها ، ولكنه أصل متروك ، فنبه عليه في قليل من كلامهم ، وأنشد فيه أبياتا منها ما أنشده الفراء .
فما أدري فظني كل ظن أمسلمتي إلى قومي شراحي

يعني شراحيل فرخمه في غير الندا للضرورة وأنشد غيره :
وليس الموافيني ليرفد خائبا فإن له أضعاف ما كان أملا

ولأفعل التفضيل أيضا شبه بالفعل ، وخصوصا بفعل التعجب ، فجاز أن تلحقه النون المذكورة في الحديث كما لحقت في الأبيات المذكورة . هذا هو الأظهر في هذه النون هنا ، ويحتمل أن يكون معناه أخوف لي فأبدلت النون من اللام كما أبدلت في ( لعن وعن ) بمعنى ( لعل وعل ) . وأما معنى الحديث ففيه أوجه أظهرها أنه من أفعل التفضيل ، وتقديره غير الدجال أخوف مخوفاتي عليكم ، ثم حذف المضاف إلى الياء ، ومنه أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون معناه أن الأشياء التي أخافها على أمتي أحقها بأن تخاف الأئمة المضلون . والثاني بأن يكون أخوف من أخاف بمعنى خوف ، ومعناه غير الدجال أشد موجبات خوفي عليكم . والثالث أن يكون من باب وصف المعاني بما يوصف به الأعيان على سبيل المبالغة ، كقولهم في الشعر الفصيح : شعر شاعر ، وخوف فلان أخوف من خوفك ، وتقديره خوف غير الدجال أخوف خوفي عليكم ، ثم حذف المضاف الأول ، ثم الثاني . هذا آخر كلام الشيخ رحمه الله .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنه شاب قطط ) هو بفتح القاف والطاء أي شديد جعودة الشعر ، مباعد للجعودة المحبوبة .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنه خارج خلة بين الشام والعراق ) هكذا في نسخ بلادنا

( خلة ) بفتح الخاء المعجمة واللام وتنوين الهاء . وقال القاضي : المشهور فيه ( حلة ) بالحاء المهملة ، ونصب التاء يعني غير منونة . قيل : معناه سمت ذلك وقبالته وفي كتاب العين الحلة موضع حزن وصخور . قال : ورواه بعضهم ( حله ) بضم اللام وبهاء الضمير أي نزوله وحلوله قال : وكذا ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين .

قال : وذكره الهروي ( خلة ) بالخاء المعجمة وتشديد اللام المفتوحتين ، وفسره بأنه ما بين البلدين . هذا آخر ما ذكره القاضي ، وهذا الذي ذكره عن الهروي هو الموجود في نسخ بلادنا ، وفي الجمع بين الصحيحين أيضا ببلادنا ، وهو الذي رجحه صاحب نهاية الغريب ، وفسره بالطريق بينهما .

قوله : ( فعاث يمينا وعاث شمالا ) هو بعين مهملة وثاء مثلثة مفتوحة ، وهو فعل ماض ، والعيث الفساد ، أو أشد الفساد والإسراع فيه ، يقال منه : عاث يعيث ، وحكى القاضي أنه رواه بعضهم فعاث بكسر الثاء منونة اسم فاعل ، وهو بمعنى الأول .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم ) قال العلماء هذا الحديث على ظاهره ، وهذه الأيام الثلاثة طويلة على هذا القدر المذكور في الحديث يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم : ( وسائر أيامه كأيامكم ) . وأما قولهم : ( يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : لا اقدروا له قدره ) فقال القاضي وغيره : هذا حكم مخصوص بذلك اليوم شرعه لنا صاحب الشرع . قالوا : ولولا هذا الحديث ، ووكلنا إلى اجتهادنا ، لاقتصرنا فيه على الصلوات الخمس عند الأوقات المعروفة في غيره من الأيام . ومعنى ( اقدروا ) أنه إذا مضى بعد طلوع الفجر قدر ما يكون بينه وبين الظهر كل يوم فصلوا الظهر ، ثم إذا مضى بعده قدر ما يكون بينها وبين العصر فصلوا العصر ، وإذا مضى بعد هذا قدر ما يكون بينها وبين المغرب فصلوا المغرب ، وكذا العشاء والصبح ، ثم الظهر ، ثم العصر ، ثم المغرب ، وهكذا حتى ينقضي ذلك اليوم . وقد وقع فيه صلوات سنة ، فرائض  كلها مؤداة في وقتها . وأما الثاني الذي كشهر ، والثالث الذي كجمعة ، فقياس اليوم الأول أن يقدر لهما كاليوم الأول على ما ذكرناه ، والله أعلم .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا ، وأسبغه ضروعا ، وأمده خواصر ) أما ( تروح ) فمعناه ترجع آخر النهار ، ( والسارحة ) هي الماشية التي تسرح أي تذهب أول النهار إلى المرعى . وأما ( الذرى ) فبضم الذال المعجمة وهي الأعالي و ( الأسنمة ) جمع ذروة بضم الذال وكسرها . وقوله : ( وأسبغه ) بالسين المهملة والغين المعجمة أي أطوله لكثرة اللبن ، وكذا ( أمده خواصر ) لكثرة امتلائها من الشبع .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ) هي ذكور النحل ، هكذا فسره ابن قتيبة وآخرون . قال القاضي : المراد جماعة النحل لا ذكورها خاصة ، لكنه كنى عن الجماعة باليعسوب ، وهو أميرها ، لأنه متى طار تبعته جماعته . والله أعلم .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيقطعه جزلتين رمية الغرض ) بفتح الجيم على المشهور ، وحكى ابن دريد كسرها ، أي قطعتين . ومعنى ( رمية الغرض ) أنه يجعل بين الجزلتين مقدار رميته . هذا هو الظاهر المشهور ، وحكى القاضي هذا ، ثم قال : وعندي أن فيه تقديما وتأخيرا ، وتقديره فيصيبه إصابة رمية الغرض ، فيقطعه جزلتين ، والصحيح الأول .

قوله : ( فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين ) أما (المنارة ) فبفتح الميم وهذه المنارة موجودة اليوم شرقي دمشق ، ودمشق بكسر الدال وفتح الميم ، وهذا هو المشهور ، وحكى صاحب المطالع كسر الميم ، وهذا الحديث من فضائل دمشق . وفي ( عند ) ثلاث لغات : كسر العين وضمها وفتحها ، والمشهور الكسر . وأما

( المهروذتان ) فروي بالدال المهملة ، والذال المعجمة ، والمهملة أكثر ، والوجهان مشهوران للمتقدمين والمتأخرين من أهل اللغة والغريب وغيرهم ، وأكثر ما يقع في النسخ بالمهملة كما هو المشهور ، ومعناه لابس مهروذتين أي ثوبين مصبوغين بورس ثم بزعفران ، وقيل : هما شقتان ، والشقة نصف الملاءة .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( تحدر منه جمان كاللؤلؤ ) الجمان بضم الجيم وتخفيف الميم هي حبات من الفضة تصنع على هيئة اللؤلؤ الكبار ، والمراد يتحدر منه الماء على هيئة اللؤلؤ في صفائه ، فسمي الماء جمانا لشبهه به في الصفاء .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ) هكذا الرواية : ( فلا يحل ) بكسر الحاء . و ( نفسه ) بفتح الفاء . ومعنى ( لا يحل ) لا يمكن ولا يقع ، وقال القاضي : معناه عندي حق وواجب . قال : ورواه بعضهم بضم الحاء ، وهو وهم وغلط .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( يدركه بباب لد ) هو بضم اللام وتشديد الدال مصروف ، وهو بلدة قريبة من بيت المقدس .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( ثم يأتي عيسى صلى الله عليه وسلم قوما قد عصمهم الله منه ، فيمسح عن وجوههم ) قال القاضي يحتمل أن هذا المسح حقيقة على ظاهره ، فيمسح على وجوههم تبركا وبرا . ويحتمل أنه إشارة إلى كشف ما هم فيه من الشدة والخوف .

قوله تعالى : ( أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ) فقوله ( لا يدان ) بكسر النون تثنية ( يد ) . قال العلماء : معناه لا قدرة ولا طاقة ، يقال : ما لي بهذا الأمر يد ، وما لي به يدان ; لأن المباشرة والدفع إنما يكون باليد ، وكأن يديه معدومتان لعجزه عن دفعه . ومعنى ( حرزهم إلى الطور ) أي ضمهم واجعله لهم حرزا . يقال : أحرزت الشيء أحرزه إحرازا إذا حفظته وضممته إليك ، وصنته عن الأخذ . وقع في بعض النسخ ( حزب ) بالحاء والزاي والباء أي اجمعهم . قال القاضي : وروي ( حوز ) بالواو والزاي ، ومعناه نحهم وأزلهم عن طريقهم إلى الطور .

قوله : ( وهم من كل حدب ينسلون ) ( الحدب ) النشز و ( ينسلون ) يمشون مسرعين .
قوله صلى الله عليه وسلم ( فيرسل الله تعالى عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى ) ( النغف ) بنون وغين معجمة مفتوحتين ثم فاء ، وهو دود يكون في أنوف الإبل والغنم ، الواحدة : نغفة . و ( الفرسى ) بفتح الفاء مقصور أي قتلى ، واحدهم فريس .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( ملأه زهمهم ونتنهم ) هو بفتح الهاء أي دسمهم ورائحتهم الكريهة .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يكن منه بيت مدر ) أي لا يمنع من نزول الماء بيت . ( المدر ) بفتح الميم والدال ، وهو الطين الصلب .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ) روي بفتح الزاي واللام والقاف ، وروي ( الزلفة ) بضم الزاء وإسكان اللام وبالفاء ، وروي ( الزلفة ) بفتح الزاي واللام وبالفاء ، وقال القاضي : روي بالفاء والقاف وبفتح اللام وبإسكانها . وكلها صحيحة . قال في المشارق : والزاي مفتوحة . واختلفوا في معناه ، فقال ثعلب وأبو زيد وآخرون : معناه كالمرآة ، وحكى صاحب المشارق هذا عن ابن عباس أيضا ، شبهها بالمرآة في صفائها ونظافتها ، وقيل : كمصانع الماء أي إن الماء يستنقع فيها حتى تصير كالمصنع الذي يجتمع فيه الماء . وقال أبو عبيد : معناه كالإجانة الخضراء ، وقيل : كالصحفة ، وقيل : كالروضة .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ) العصابة الجماعة ، و ( قحفها ) بكسر القاف هو مقعر قشرها ، شبهها بقحف الرأس ، وهو الذي فوق الدماغ ، وقيل : ما انفلق من جمجمته وانفصل

قوله صلى الله عليه وسلم : ( ويبارك في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس ) ( الرسل ) بكسر الراء وإسكان السين هو اللبن ، واللقحة بكسر اللام وفتحها ، لغتان مشهورتان ، والكسر أشهر ، وهي القريبة العهد بالولادة ، وجمعها لقح بكسر اللام وفتح القاف ، كبركة وبرك . واللقوح ذات اللبن ، وجمعها لقاح . والفئام بكسر الفاء وبعدها همزة ممدودة ، وهي الجماعة الكثيرة . هذا هو المشهور والمعروف في اللغة وكتب الغريب ، ورواية الحديث أنه بكسر الفاء والهمز . قال القاضي : ومنهم من لا يجيز الهمز ، بل يقوله بالياء . وقال في المشارق : وحكاه الخليل بفتح الفاء ، وهي رواية القابسي .

قال : وذكره صاحب العين غير مهموز ، فأدخله في حرف الياء ، وحكى الخطابي أن بعضهم ذكره بفتح الفاء وتشديد الياء ، وهو غلط فاحش .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( لتكفي الفخذ من الناس ) قال أهل اللغة : الفخذ الجماعة من الأقارب ، وهم دون البطن ، والبطن دون القبيلة . قال القاضي : قال ابن فارس : الفخذ هنا بإسكان الخاء لا غير ، فلا يقال إلا بإسكانها ، بخلاف الفخذ التي هي العضو ، فإنها تكسر وتسكن .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ) هكذا هو في جميع نسخ مسلم : ( وكل مسلم ) بالواو .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( يتهارجون تهارج الحمر ) أي يجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير ، ولا يكترثون لذلك : ( والهرج ) بإسكان الراء الجماع ، يقال : هرج زوجته أي جامعها يهرجها ، بفتح الراء وضمها وكسرها .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر ) هو بخاء معجمة وميم مفتوحتين ، والخمر الشجر الملتف الذي يستر من فيه ، وقد فسره في الحديث بأنه جبل بيت المقدس . 

 

---------------------------------

الجزء الثاني صلوا كما رئيتموني اصلي

تابع للصفحة السابقة
جواز الاقتصار على الفاتحة
(1/) ( ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي بسند جيد ) و ( كان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء [ الآخرة ] ثم يرجع فيصلي بأصحابه فرجع ذات ليلة فصلى بهم وصلى فتى من قومه [ من بني سلمة يقال له : سليم ] فلما طال على الفتى [ انصرف ف ] صلى [ في ناحية المسجد ] وخرج وأخذ بخطام بعيره وانطلق فلما صلى معاذ ذكر ذلك له فقال إن هذا به لنفاق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي صنع وقال الفتى : وأنا لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي صنع . فغدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره معاذ بالذي صنع الفتى فقال الفتى : يا رسول الله يطيل المكث عندك ثم يرجع فيطيل علينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أفتان أنت يا معاذ ) وقال للفتى : ( كيف تصنع أنت يا ابن أخي إذا صليت ) . قال : أقرأ بفاتحة الكتاب وأسأل الله الجنة وأعوذ به من النار وإني لا أدري ما دندنتك ودندنة معاذ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إني ومعاذ حول هاتين أو نحو ذا ) قال : فقال الفتى : ولكن سيعلم معاذ إذا قدم القوم وقد خبروا أن العدو قد أتوا . قال : فقدموا فاستشهد الفتى فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لمعاذ :
( ما فعل خصمي وخصمك ) . قال : يا رسول الله صدق الله وكذبت استشهد )
(1/106)



الجهر والإسرار في الصلوات الخمس وغيرها (1/)
وكان صلى الله عليه وسلم يجهر بالقراءة في صلاة الصبح وفي الركعتين الأوليين من المغرب والعشاء ويسر بها في الظهر والعصر والثالثة من المغرب والأخريين من العشاء ( البخاري وأبو داود )

 

وكانوا يعرفون قراءته فيما يسر به باضطراب لحيته
( البخاري ومسلم ) وبإسماعه إياهم الآية أحيانا ( البخاري وأبو داود )

 

وكان يجهر بها أيضا في صلاة الجمعة والعيدين والاستسقاء(البخاري ومسلم ) والكسوف (1/107)
الجهر والإسرار في القراءة في صلاة الليل
 
( البخاري ومسلم ) وأما في صلاة الليل فكان تارة يسر وتارة يجهر ( أبو داود والترمذي ) و ( كان إذا قرأ وهو في البيت يسمع قراءته من في الحجرة )
( النسائي والترمذي )

 

و ( كان ربما رفع صوته أكثر من ذلك حتى يسمعه من كان على عريشه ) . ( أي خارج الحجرة ) ( أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي )

 

وبذلك أمر أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وذلك حينما ( خرج ليلة فإذا هو بأبي بكر رضي الله عنه يصلي يخفض من صوته ومر بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يصلي رافعا صوته فلما اجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يا أبا بكر مررت بك وأنت تصلي تخفض من صوتك ) . قال : قد أسمعت من ناجيت يا رسول الله وقال لعمر : ( مررت بك وأنت تصلي رافعا صوتك ) . فقال : يا رسول الله أوقظ الوسنان وأطرد الشيطان فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أبا بكر ارفع من صوتك شيئا ) وقال لعمر : ( اخفض من صوتك شيئا ) (1/108) ( أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي )

وكان يقول : ( الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة )



ما كان يقرؤه صلى الله عليه وسلم في الصلوات


وأما ما كان يقرؤه صلى الله عليه وسلم في الصلوات من السور والآيات فإن ذلك يختلف باختلاف الصلوات الخمس وغيرها وهاك تفصيل ذلك مبتدئين بالصلاة الأولى من الخمس :
1 - صلاة الفجر :
( النسائي وأحمد بسند صحيح ) كان صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها بطوال المفصل ف ( كان - أحيانا - يقرأ : الواقعة ( : 56 : 96 ) ونحوها من السور في الركعتين )
( البخاري ومسلم ) وقرأ من سورة الطور ( : 52 : 49 ) وذلك في حجة الوداع
( مسلم والترمذي ) ( و ( كان - أحيانا - يقرأ : ق والقرآن المجيد ( 50 45 : ) ونحوها في [ الركعة الأولى ] )
( مسلم وأبو داود )

 

و ( كان - أحيانا - يقرأ بقصار المفصل ك إذا الشمس كورت ( : 81 15 ) (1/109) ( أبو داود والبيهقي بسند صحيح )

 

و ( قرأ مرة : إذا زلزلت ( 99 : 8 : ) في الركعتين كلتيهما حتى قال الراوي : فلا أدري أنسي رسول الله أم قرأ ذلك عمدا )( أبو داود وابن خزيمة )

 

و( قرأ - مرة - في السفر قل أعوذ برب الفلق( : 113 : 5)وقل أعوذ برب الناس(: 114 : 6 )
وقال لعقبة بن عامر رضي الله عنه :( أبو داود وأحمد بسند صحيح ) ( اقرأ في صلاتك المعوذتين [ فما تعوذ متعوذ بمثلهما ]( البخاري ومسلم ) وكان أحيانا يقرأ بأكثر من ذلك ف ( كان يقرأ ستين آية فأكثر ) قال في بعض رواته : لا أدري في إحدى الركعتين أو في كلتيهما( النسائي وأحمد والبزار بسند جيد ) و ( كان يقرأ بسورة الروم)( : 30 : 60 ) ( أحمد بسند صحيح ) و - أحيانا - بسورة يس ( 36 : 83 : )
ومرة ( صلى الصبح بمكة فاستفتح سورة المؤمنين ( 23 : 118 : )(1/110)
( البخاري ومسلم ) حتى جاء ذكر موسى وهارون - أو ذكر عيسى . شك بعض الرواة - أخذته سعلة فركع )( أحمد وأبو يعلى ) و ( كان - أحيانا - يؤمهم فيها ب الصافات ( : 77 : 128 )( البخاري ومسلم )

و ( كان يصليها يوم الجمعة ب ألم تنزيل السجدة ( 32 : 30 : ) [ في الركعة الأولى وفي الثانية ] ب هل أتى على الإنسان ( : 31 : 76 )
( البخاري ومسلم )

و ( كان يطول في الركعة الأولى ويقصر في الثانية )
القراءة في سنة الفجر
 
( أحمد بسند صحيح ) وأما قراءته في ركعتي سنة الفجر فكانت خفيفة جدا
( البخاري ومسلم ) حتى إن عائشة رضي الله عنه كانت تقول : ( هل قرأ فيها بأم الكتاب ) ( مسلم وابن خزيمة والحاكم )

و ( كان - أحيانا - يقرأ بعد الفاتحة في الأولى منهما آية ( : 2 : 136 ) : قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا إلى آخر الآية وفي الأخرى ( : 3 : 64 ) : قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم إلى آخرها ) (1/111)( مسلم وأبو داود )

و ( ربما قرأ بدلها ( 23 : 52 : ) : فلما أحس عيسى منهم الكفر إلى آخر الآية )
( مسلم وأبو داود ) ( وأحيانا يقرأ : قل يا أيها الكافرون ( 109 : 6 : ) في الأولى وقل هو الله أحد ( 112 : 4 : ) في الأخرى
( ابن ماجه وابن خزيمة ) وكان يقول : ( نعم السورتان هما ) ( ابن حبان في صحيحه ) و ( سمع رجلا يقرأ السورة الأولى في الركعة الأولى فقال : [ ( هذا عبد آمن بربه ) ثم قرأ السورة الثانية الأخرى فقال : ( هذا عبد عرف ربه ) ] )  

- صلاة الظهر :
( البخاري ومسلم ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين ب فاتحة الكتاب وسورتين ويطول في الأولى ما لا يطول في الثانية )
( مسلم والبخاري في ( جزء القراءة ) وكان أحيانا يطيلها حتى أنه ( كانت صلاة الظهر تقام فيذهب الذاهب إلى البقيع فيقضى حاجته [ ثم يأتي منزله ] ثم يتوضأ ثم يأتي ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى مما يطولها )
( أبو داود بسند صحيح ) و ( كانوا يظنون أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الأولى ) (1/112) ( أحمد ومسلم ) و ( كان يقرأ في كل من الركعتين قدر ثلاثين آية قدر قراءة ألم تنزيل السجدة ( 22 : 30 : ) وفيها الفاتحة )
( أبو داود والترمذي وصححه ) وأحيانا ( كان يقرأ ب السماء والطارق والسماء ذات البروج والليل إذا يغشى ونحوها من السور ) ( ابن خزيمة في صحيحه ) وربما ( قرأ : إذا السماء انشقت ونحوها )( البخاري وأبو داود ) و ( كانوا يعرفون قراءته في الظهر والعصر باضطراب لحيته )
قراءته صلى الله عليه وسلم آيات بعد الفاتحة في الأخيرتين
 
( أحمد ومسلم ) و ( كان يجعل الركعتين الأخيرتين أقصر من الأوليين قدر النصف قدر خمس عشرة آية )( البخاري ومسلم ) ( وربما اقتصر فيها على الفاتحة )(1/113)

 

وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة


( أبو داود وأحمد بسند قوي ) وقد أمر ( المسيء صلاته ) بقراءة الفاتحة في كل ركعة حيث قال له بعد أن أمره بقراءتها في الركعة الأولى :( البخاري ومسلم ) ( ثم افعل ذلك في صلاتك كلها )( أحمد بسند جيد ) ( وفي رواية : ( في كل ركعة )( البخاري ومسلم ) و ( كان يسمعهم الآية أحيانا )( ابن خزيمة في صحيحه ) و ( كانوا يسمعون منه النغمة ب سبح اسم ربك الأعلى ( : 87 : 19 ) وهل أتاك حديث الغاشية ( 26 : 88 : ) ( البخاري والترمذي وصححه ) و(كان أحيانا يقرأ ب(والسماء ذات البروج ) ( : 85 : 22 ) وب والسماء والطارق ( : 86 : 17 ) ونحوهما من السور )( مسلم والطيالسي ) و ( أحيانا يقرأ ب والليل إذا يغشى ( : 92 : 21 ) ونحوها ) 
 
3 - صلاة العصر :
و ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الأوليين ب فاتحة الكتاب (1/114) (البخاري ومسلم ) وسورتين ويطول في الأولى ما لا يطول في الثانية )( أبو داود بسند صحيح ) و ( كانوا يظنون أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة )
و ( كان يقرأ في كل منهما قدر خمس عشرة آية قدر نصف ما يقرأ في كل من الركعتين الأوليين في الظهر ) ( أحمد ومسلم ) و ( كان يجعل الركعتين الأخيرتين أقصر من الأوليين قدر نصفهما ) ( البخاري ومسلم ) و ( كان يقرأ فيهما ب فاتحة الكتاب )( البخاري ومسلم ) و (كان يسمعهم الآية أحيانا )ويقرأ بالسور التي ذكرناها في ( صلاة الظهر )  
4 - صلاة المغرب :
(البخاري ومسلم ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها - أحيانا - بقصار المفصل)
(النسائي وأحمد بسند صحيح ) حتى إنهم ( كانوا إذا صلوا معه وسلم بهم انصرف أحدهم وإنه ليبصر مواقع نبله )( الطيالسي وأحمد بسند صحيح ) و ( قرأ في سفر ب والتين والزيتون ( 95 : 8 : ) في الركعة الثانية )وكان أحيانا يقرأ بطوال المفصل وأوساطه ف ( كان تارة يقرأ (1/115) ( صحيح ) ب الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ( : 47 : 38 )( البخاري ومسلم ) وتارة ب والطور ( : 52 : 49 )( البخاري ومسلم ) وتارة ب والمرسلات ( 77 : 50 : ) قرأ بها في آخر صلاة صلاها صلى الله عليه وسلم ( البخاري ) و ( كان أحيانا يقرأ بطولى الطوليين : [ الأعراف ] 206 : 7[ في الركعتين ] )


القراءة في سنة المغرب
 
( أحمد والنسائي والمقدسي ) وأما سنة المغرب البعدية ف ( كان يقرأ فيها : قل يا أيها الكافرون ( : 6 : 109 ) وقل هو الله أحد ( 112 4 : ) 

5 - صلاة العشاء

( صحيح ) ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من وسط المفصل )
(1/116)( أحمد والترمذي وحسنه ) ف ( كان تارة يقرأ ب والشمس وضحاها ( : 91 : 15 ) وأشباهها من السور )( البخاري ومسلم ) و ( تارة ب إذا السماء انشقت ( 84 : 25 : ) وكان يسجد بها )( البخاري ومسلم ) و ( قرأ - مرة - في سفر ب التين والزيتون ( : 95 : 8 ) [ في الركعة الأولى ] )ونهى عن إطالة القراءة فيها وذلك حين ( صلى معاذ بن جبل لأصحابه العشاء فطول عليهم فانصرف رجل من الأنصار فصلى فأخبر معاذ عنه فقال : إنه منافق . ولما بلغ ذلك الرجل دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ما قال معاذ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :( البخاري ومسلم والنسائي ) ( أتريد أن تكون فتانا يا معاذ إذا أممت الناس فأقرأ ب والشمس وضحاها ( 91 : 15 : ) وسبح اسم ربك الأعلى ( : 77 : 19 ) واقرأ باسم ربك ( : 96 : 19 ) ووالليل إذا يغشى ( : 92 : 21 )[فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة ] )  

6 - صلاة الليل :

( صحيح ) ( وكان صلى الله عليه وسلم ربما جهر بالقراءة فيها وربما أسر يقصر القراءة فيها (1/117) تارة ويطيلها أحيانا ويبالغ في إطالتها أحيانا أخرى حتى قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :( البخاري ومسلم ) ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوء قيل : وما هممت قال : هممت أن أقعد وأذر النبي صلى الله عليه وسلم )
وقال حذيفة بن اليمان :( مسلم والنسائي ) ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت : يصلي بها في [ ركعتين ] فمضى فقلت : يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ ثم ركع . . . ) الحديث ( صححه الحاكم ووافقه الذهبي ) و ( قرأ ليلة وهو وجع السبع الطوال )
( صحيح ) و ( كان - أحيانا - يقرأ في كل ركعة بسورة منها )( مسلم وأبو داود ) و ( ما علم أنه قرأ القرآن كله في ليلة [ قط ] ) بل إنه لم يرض ذلك لعبد الله بن عمرو رضي الله عنه حين قال له : (1/118)
( البخاري ومسلم ) ( اقرأ القرآن في كل شهر ) قال : قلت : إني أجد قوة . قال : ( فاقرأه في عشرين ليلة ) قال : قلت : إني أجد قوة . قال : ( فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك )
( النسائي الترمذي وصححه ) ثم ( رخص له أن يقرأه في خمس )
( البخاري وأحمد ) ثم ( رخص له أن يقرأه في ثلاث )
ونهاه أن يقرأه في أقل من ذلك وعلل ذلك في قوله له :
( أحمد بسند صحيح ) من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهه ) . وفي لفظ :
( الدارمي والترمذي ) ( لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث ) ثم في قوله له :
( أحمد وابن حبان في صحيحه ) ( فإن لكل عابد شرة ولكل شرة فترة فإما إلى سنة وإما إلى بدعة فمن كانت إلى سنة فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك )
(1/119)
( ابن سعد وأبو الشيخ في أخلاق النبي ) ولذلك ( كان صلى الله عليه وسلم لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث )
( الدارمي والحاكم وصححه ) وكان يقول : ( من صلى في ليلة بمائتي آية فإنه يكتب من القانتين المخلصين )
( أحمد وأبو داود بسند صحيح ) و ( كان يقرأ في كل ليلة ب بني إسرائيل ( 17 : 111 : ) والزمر ( 75 : 39 : )
( الدارمي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) وكان يقول : ( من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين )
( البخاري وأبو داود ) و ( كان - أحيانا - يقرأ في كل ركعة قدر خمسين آية أو أكثر )
( أحمد وأبو داود بسند صحيح ) وتارة ( يقرأ قدر يا أيها المزمل
( : 73 : 20 )
( مسلم وأبو داود ) و ( ما كان صلى الله عليه وسلم يصلي الليل كله ) . إلا نادرا
( النسائي وأحمد وصححه الترمذي ) فقد ( راقب عبد الله
(1/120)
ابن خباب بن الأرت - وكان قد شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الليلة كلها ( وفي لفظ : في ليلة صلاها كلها ) حتى كان مع الفجر فلما سلم من صلاته قال له خباب : يا رسول الله بأبي أنت وأمي لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها فقال :
( أجل إنها صلاة رغب ورهب [ وإني ] سألت ربي عز وجل ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة : سألت ربي أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا ( وفي لفظ : أن لا يهلك أمتي بسنة ) فأعطانيها وسألت ربي عز وجل أن لا يظهر علينا عدوا من غيرنا فأعطانيها وسألت ربي أن لا يلبسنا شيعا فمنعنيها )
( النسائي وابن خزيمة وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) و ( قام ليلة بآية يرددها حتى أصبح وهي : إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ( : 5 : 118 ) [ بها يركع وبها يسجد وبها يدعو ] [ فلما أصبح قال له أبو ذر رضي الله عنه : يا رسول الله ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت تركع بها وتسجد بها ] [ وتدعو بها ] [ وقد علمك الله القرآن كله ] [ لو فعل هذا بعضنا لوجدنا عليه ] [ قال :
( إني سألت ربي عز وجل الشفاعة لأمتي فأعطانيها وهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله شيئا ) ] (1/121) و ( قال له رجل : يا رسول الله إن لي جارا يقوم الليل ولا يقرأ إلا قل هو الله أحد ( : 112 : 4 ) [ يرددها ] [ لا يزيد عليها ] - كأنه يقللها - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أحمد والبخاري ) ( والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن ) 

7 - صلاة الوتر :
( النسائي والحاكم وصححه ) ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى سبح اسم ربك الأعلى ( : 87 : 19 ) وفي الثانية قل يا أيها الكافرون ( : 109 : 6 ) وفي الثالثة قل هو الله أحد ( : 112 : 4 ) ( الترمذي وأبو العباس وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) وكان يضيف إليها أحيانا : قل أعوذ برب الفلق ( 113 : 5 : ) وقل أعوذ برب الناس ( : 114 : 6 ) ( النسائي وأحمد بسند صحيح ) ومرة : ( قرأ في ركعة الوتر بمائة آية من النساء ( : 4 : 176 ) ( أحمد وابن نصر وابن حبان بسند حسن صحيح ) وأما الركعتان بعد الوتر فكان يقرأ فيهما إذا زلزلت الأرض (1/122) ( 99 : 8 : ) وقل يا أيها الكافرون  

8 - صلاة الجمعة :
( مسلم وأبو داود ) ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ - أحيانا - في الركعة الأولى بسورة الجمعة ( : 62 : 11 ) وفي الأخرى : إذا جاءك المنافقون ( 63 : 11 : ) وتارة يقرأ - بدلها - : هل أتاك حديث الغاشية ( : 88 : 26 )
( مسلم وأبو داود ) وأحيانا ( يقرأ في الأولى : سبح اسم ربك الأعلى ( : 87 : 19 ) وفي الثانية : هل أتاك )

9 - صلاة العيدين :
( مسلم وأبو داود ) ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ - أحيانا - في الأولى سبح اسم ربك الأعلى وفي الأخرى : هل أتاك )
( مسلم وأبو داود ) و - أحيانا ( يقرأ فيهما ب ق والقرآن المجيد ( : 50 : 45 ) واقتربت الساعة ( : 54 : 55 )
10 - صلاة الجنازة :
( البخاري وأبو داود والنسائي ) ( السنة أن يقرأ فيها ب فاتحة الكتاب [ وسورة ] ) و (1/123)( النسائي والطحاوي بسند صحيح ) ( يخافت فيها مخافتة بعد التكبيرة الأولى )
ترتيل القرآءة وتحسين الصوت بها
 
( أبو داود وأحمد بسند صحيح ) وكان صلى الله عليه وسلم - كما أمره الله تعالى - يرتل القرآن ترتيلا لا هذا ولا عجلة بل قراءة ( مفسرة حرفا حرفا )( مسلم ومالك ) حتى ( كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها )( أبو داود والترمذي وصححه ) وكان يقول : ( يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها ) ( البخاري وأبو داود ) و ( كان يمد قراءته ( عند حروف المد ) فيمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم ) . ونضيد ( البخاري ) وأمثالها

وكان يقف على رؤوس الآي كما سبق بيانه
( البخاري ومسلم ) و ( كان - أحيانا - يرجع صوته كما فعل يوم فتح مكة وهو على ناقته يقرأ سورة الفتح ( : 48 : 29 ) [ قراءة لينة ] وقد حكى عبد الله
(1/124)
ابن مغفل ترجيعه هكذا ( آ آ آ )

وكان يأمر بتحسين الصوت بالقرآن فيقول :
( البخاري تعليقا ) ( زينوا القرآن بأصواتكم[فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا])
( صحيح ) ويقول : ( إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله ) وكان يأمر بالتغني بالقرآن فيقول :
( الدارمي وأحمد بسند صحيح ) ( تعلموا كتاب الله وتعاهدوه واقتنوه وتغنوا به فوالذي نفسي بيده لهو أشد من المخاض في العقل ) ( أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) ويقول : ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن )
(1/125) ( البخاري ومسلم ) ويقول : ( ما أذن الله لشيء ما أذن ( وفي لفظ : كأذنه ) لنبي [ حسن الصوت ( وفي لفظ : حسن الترنم ) ] يتغنى بالقرآن [ يجهر به ] )
وقال لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه :
( البخاري ومسلم ) ( لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود ) [ فقال أبو موسى : لو علمت مكانك لحبرت لك - يريد تحسين الصوت - تحبيرا ] (1/127)  

الفتح على الإمام
 
( أبو داود وابن حبان والطبراني ) وسن صلى الله عليه وسلم الفتح على الإمام إذا لبست عليه القراءة فقد ( صلى صلاة فقرأ فيها فلبس عليه فلما انصرف قال لأبي : ( أصليت معنا ) قال : نعم قال : ( فما منعك [ أن تفتح علي ] )
الاستعاذة والتفل في الصلاة لدفع الوسوسة ( مسلم وأحمد ) وقال له عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه : يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ذاك شيطان يقال له : خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا ) قال : ففعلت ذلك فأذهبه الله عني 


الركوع
 
( صحيح ) ثم كان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من القراءة سكت سكتة ثم رفع يديه على الوجوه المتقدمة في ( تكبيرة الافتتاح ) وكبر وركع
(1/128)
وأمر بهما ( المسيء صلاته ) فقال له :
( أبو داود والنسائي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) ( إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله . . . ثم يكبر الله ويحمده ويمجده ويقرأ ما تيسر من القرآن مما علمه الله وأذن له فيه ثم يكبر ويركع [ ويضع يديه على ركبتيه ] حتى تطمئن مفاصله وتسترخي . . ) . الحديث


صفة الركوع
 
( صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يضع كفيه على ركبتيه ) البخاري وأبو داود و ( كان يأمرهم بذلك ) . وأمر به أيضا ( المسيء صلاته ) كما مر آنفا
( البخاري وأبو داود ) و ( كان يمكن يديه من ركبتيه [ كأنه قابض عليهما ] )
و ( كان يفرج بين أصابعه ) وأمر به ( المسيء صلاته ) فقال :
(1/129)
( ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ) ( إذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك ثم فرج بين أصابعك ثم امكث حتى يأخذ كل عضو مأخذه )
( الترمذي وصححه ابن خزيمة ) و ( كان يجافي وينجي مرفقيه عن جنبيه )
( البيهقي بسند صحيح والبخاري ) و ( كان إذا ركع بسط ظهره وسواه ) حتى لو صب عليه الماء لاستقر ) الطبراني وعبد بن أحمد في زوائد المسند وابن ماجة وقال ل ( المسيء صلاته ) :
( أحمد وأبو داود بسند صحيح ) ( فإذا ركعت فاجعل راحتيك على ركبتيك وامدد ظهرك ومكن لركوعك )
( صحيح ) و ( كان لا يصب رأسه ولا يقنع ) ولكن بين ذلك
وجوب الطمأنينة في الركوع
(1/)
و ( كان يطمئن في ركوعه ) وأمر به ( المسيء صلاته ) كما سلف أول الفصل السابق
وكان يقول : ( أتموا الركوع والسجود فوالذي نفسي بيده إني
(1/130)
لأراكم من بعد ظهري إذا ما ركعتم وما سجدتم )
و ( رأى رجلا لا يتم ركوعه وينقر في سجوده وهو يصلي فقال :
( أبو يعلى في مسنده والبيهقي والطبراني وصححه ابن خزيمة ) ( لو مات هذا على حاله هذه مات على غير ملة محمد [ ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم ] مثل الذي لا يتم ركوعه وينقر في سجوده مثل الجائع الذي يأكل التمرة والتمرتين لا يغنيان عنه شيئا )
( حديث حسن ) وقال أبو هريرة رضي الله عنه : ( نهاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن أنقر في صلاتي نقر الديك وأن ألتفت التفات الثعلب وأن أقعي كإقعاء القرد )
( ابن أبي شيبة والطبراني وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) وكان يقول : ( أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته ) . قالوا : يا رسول الله وكيف يسرق من صلاته قال : ( لا يتم ركوعها وسجودها )
و ( كان يصلي فلمح بمؤخر عينه إلى رجل لا يقيم صلبه في الركوع والسجود فلما انصرف قال :
(1/131)
( ابن أبي شيبة وابن ماجة وأحمد بسند صحيح ) ( يا معشر المسلمين إنه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود ) 

أذكار الركوع
 
وكان يقول في هذا الركن أنواعا من الأذكار والأدعية تارة بهذا وتارة بهذا :
1 - ( أحمد وأبو داود وابن ماجة والدارقطني ) ( سبحان ربي العظيم ( ثلاث مرات )
وكان - أحيانا - يكررها أكثر من ذلك
وبالغ مرة في تكرارها في صلاة الليل حتى كان ركوعة قريبا من قيامه وكان يقرأ فيه ثلاث سورة من الطوال : البقرة والنساء وآل عمران يتخللها دعاء واستغفار كما سبق في ( صلاة الليل ) (1/132)
2 - ( صحيح ) ( سبحان ربي العظيم وبحمده ( ثلاثا )
3 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( سبوح قدوح رب الملائكة والروح )
4 - ( البخاري ومسلم ) ( سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي . وكان يكثر - منه - في ركوعه وسجوده يتأول القرآن )
5 - ( النسائي بسند صحيح ) اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت [ أنت ربي ] خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي ( وفي رواية وعظامي ) وعصبي [ وما استقلت به قدمي لله رب العالمين ] )
6 - ( مسلم وأبو عوانة والطحاوي والدار قطني ) ( اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت أنت ربي خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي لله رب العالمين )
7 - ( أبو داود والنسائي بسند صحيح ) ( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ) وهذا قاله في صلاة الليل (1/133)
إطالة الركوع
 
( البخاري ومسلم ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يجعل ركوعه وقيامه بعد الركوع وسجوده وجلسته بين السجدتين قريبا من السواء )
النهي عن قراءة القرآن في الركوع
 
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان ينهى عن قراءة القرآن في الركوع والسجود )
( مسلم وأبو عوانة ) وكان يقول : ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ) 

الاعتدال من الركوع وما يقول فيه
 
( البخاري ومسلم ) ثم ( كان صلى الله عليه وسلم يرفع صلبه من الركوع قائلا : ( سمع الله لمن حمده )
( أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له : ( لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى . . . يكبر . . . ثم يركع . . . ثم يقول : سمع الله لمن حمده حتى يستوي قائما )
( البخاري وأبو داود ) وكان إذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه
( البخاري وأبو داود ) ثم ( كان يقول وهو قائم : ( ربنا [ و ] لك الحمد )
وأمر بذلك كل مصل مؤتما أو غيره فقال :
( صلوا كما رأيتموني أصلي )
( مسلم وأبو عوانة وأحمد وأبو داود ) وكان يقول : ( إنما جعل الإمام ليؤتم به . . وإذا قال : سمع الله لمن حمده فقولوا : ( [ اللهم ] ربنا ولك الحمد ) يسمع الله لكم فإن الله تبارك وتعالى قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم : سمع الله لمن حمده ) (1/135) ( البخاري ومسلم وصححه الترمذي ) وعلل الأمر بذلك في حديث آخر بقوله : ( فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه )
وكان يرفع يديه عند هذا الاعتدال على الوجوه المتقدمة في تكبيرة الإحرام ويقول - وهو قائم - كما مر آنفا :
1 - ( البخاري ومسلم ) ( ربنا ولك الحمد )
وتارة يقول :
2 - ( البخاري ومسلم ) ( ربنا لك الحمد )
وتارة يضيف إلى هذين اللفظين قوله :
3 - و4 - البخاري وأحمد ( اللهم )
( البخاري ومسلم ) وكان يأمر بذلك فيقول : ( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) (1/136)
وكان تارة يزيد على ذلك إما :
5 .( مسلم وأبو عوانة )(ملء السماوات وملء الأرض ومل ما شئت من شيء بعد)

وإما :
6 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( ملء السماوات و [ ملء ] الأرض وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد ) وتارة يضيف إلى ذلك قوله :
7 - ( مسلم وأبو عوانة )
( أهل الثناء والمجد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد )
وتارة تكون الإضافة :
8 - ( مسلم وأبو عوانة )
( ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد [ اللهم ] لا مانع لما أعطيت [ ولا معطي لما منعت ] ولا ينفع ذا الجد منك الجد )
وتارة يقول في صلاة الليل :
9 - ( أبو داود والنسائي بسند صحيح ) ( لربي الحمد لربي الحمد ) يكرر ذلك حتى كان قيامه نحوا من ركوعه الذي كان قريبا من قيامه الأول وكان قرأ فيه سورة البقرة )
(1/137)
10 - ( ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه [ مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى ] )
قاله رجل كان يصلي وراءه صلى الله عليه وسلم بعدما رفع صلى الله عليه وسلم رأسه من الركعة وقال : ( سمع الله لمن حمده ) فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( من المتكلم آنفا ) فقال الرجل : أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( مالك والبخاري وأبو داود ) ( لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولا )

إطالة هذا القيام ووجوب الاطمئنان فيه
(1/)
( البخاري ومسلم ) وكان صلى الله عليه وسلم يجعل قيامه هذا قريبا من ركوعه كما تقدم بل ( كان يقوم أحيانا حتى يقول القائل : ( قد نسي [ من طول ما يقوم ] )
وكان يأمر بالاطمئنان فيه فقال ل ( المسيء صلاته ) :
( البخاري ومسلم ) ( ثم ارفع رأسك حتى تعتدل قائما [ فيأخذ كل عظم مأخذه ] ( وفي رواية : ( وإذا رفعت فأقم صلبك وارفع رأسك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها ) . وذكر له : ( أنه لا تتم صلاة لأحد من الناس إذا لم يفعل ذلك )
(1/138)
( أحمد والطبراني في ( الكبير ) بسند صحيح ) وكان يقول : ( لا ينظر الله عز وجل إلى صلاة عبد لا يقيم صلبه بين ركوعها وسجودها ) 

السجود
( صحيح ) ثم ( كان صلى الله عليه وسلم يكبر ويهوي ساجدا ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له : ( لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى . . . يقول : سمع الله لمن حمده حتى
(1/139)
( أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) يستوي قائما ثم يقول : الله أكبر ثم يسجد حتى تطمئن مفاصله )
( رواه أبو يعلى بسند جيد وابن خزيمة بسند آخر صحيح ) و ( كان إذا أراد أن يسجد كبر [ ويجافي يديه عن جنبيه ] ثم يسجد )
الخرور إلى السجود على اليدين
(1/)
( ابن خزيمة والدارقطني ) و ( كان يضع يديه على الأرض قبل ركبتيه )
( أبو داود ) وكان يأمر بذلك فيقول : ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه )
(1/140)
( ابن خزيمة وأحمد والسراج وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) وكان يقول : ( إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه فإذا وضع أحدكم وجهه فليضع يديه وإذا رفع فليرفعهما )
( البيهقي بسند صحيح ) و ( كان يعتمد على كفيه [ ويبسطهما ] ) . ويضم أصابعهما . ويوجهها قبل القبلة
( أبو داود والنسائي بسند صحيح ) و ( كان يجعلهما حذو منكبيه ) أبو داود والترمذي . وأحيانا ( حذو أذنيه )
( أبو داود والترمذي وصححه هو وابن الملقن ) و ( كان يمكن أنفه وجبهته من الأرض ) (1/141) ( أبو داود وأحمد بسند صحيح ) وقال ل ( المسيء صلاته ) : ( إذا سجدت فمكن لسجودك )
( ابن خزيمة بسند حسن ) وفي رواية ( إذا أنت سجدت فأمكنت وجهك ويديك حتى يطمئن كل عظم منك إلى موضعه )
( الدارقطني والطبراني ) وكان يقول : ( لا صلاة لمن لا يصيب أنفه من الأرض ما يصيب الجبين )
( صحيح ) و ( كان يمكن أيضا ركبتيه وأطراف قدميه ) . و ( يستقبل [ بصدور قدميه و ] بأطراف أصابعهما القبلة ) و ( يرص عقبيه ) . و ( ينصب رجليه ) و ( أمر به ) وكان يفتح أصابعهما
فهذه سبعة أعضاء كان صلى الله عليه وسلم يسجد عليها : الكفان والركبتان والقدمان والجبهة والأنف
(1/142)
وقد جعل صلى الله عليه وسلم العضوين الأخيرين كعضو واحد في السجود حيث ( البخاري ومسلم ) قال : ( أمرت أن أسجد ( وفي رواية : أمرنا أن نسجد ) على سبع أعظم : على الجبهة - وأشار بيده على أنفه - واليدين ( وفي لفظ : الكفين ) والركبتين وأطراف القدمين ولا نكفت الثياب والشعر )
( مسلم وأبو عوانة وابن حبان ) وكان يقول : ( إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب : وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه )
( مسلم وأبو عوانة ) وقال في رجل صلى ورأسه معقوص من ورائه :
( إنما مثل هذا مثل الذي يصلي وهو مكتوف ) وقال أيضا :
(1/143)
( أبو داود والترمذي وحسنه ) ( ذلك كفل الشيطان ) . يعني : مقعد الشيطان . يعني مغرز ضفره
( صحيح ) و ( كان لا يفترش ذراعيه ) بل ( كان يرفعهما عن الأرض ويباعدهما عن جنبيه حتى يبدو بياض إبطيه من ورائه ) و ( حتى لو أن بهمة أرادت أن تمر تحت يديه مرت )
وكان يبالغ في ذلك حتى قال بعض أصحابه :
( أبو داود وابن ماجه بسند حسن ) ( إنا كنا لنأوي " نرق " لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما يجافي بيديه عن جنبيه إذا سجد )
(مسلم وأبو عوانة) وكان يأمر بذلك فيقول : ( إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك )
( البخاري ومسلم ) ويقول : ( اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط ( وفي لفظ : كما يبسط ) الكلب )
( أحمد والترمذي وصححه ) وفي لفظ آخر وحديث آخر : ( ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب )
( ابن خزيمة والمقدسي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) وكان يقول : ( لا تبسط ذراعيك [ بسط (1/144) السبع ] وادعم على راحتيك وتجاف عن ضبعيك فإنك إذا فعلت ذلك سجد كل عضو منك معك ) 
وجوب الطمأنينة في السجود
 
وكان صلى الله عليه وسلم يأمر بإتمام الركوع والسجود ويضرب لمن لا يفعل ذلك مثل الجائع يأكل التمرة والتمرتين لا تغنيان عنه شيئا وكان يقول فيه : ( إنه من أسوء الناس سرقة )
وكان يحكم ببطلان صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود كما سبق تفصيله في ( الركوع ) وأمر ( المسيء صلاته ) بالاطمئنان في السجود كما تقدم في أول الباب 

أذكار السجود
 
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في هذا الركن أنواعا من الأذكار والأدعية تارة هذا وتارة هذا :
1 - ( أحمد وأبو داود وابن ماجه والدارقطني ) ( سبحان ربي الأعلى ( ثلاث مرات )
و ( كان - أحيانا - يكررها أكثر من ذلك )
وبالغ في تكرارها مرة في صلاة الليل حتى كان سجوده قريبا من(1/145) قيامه وكان قرأ فيه ثلاثة سور من الطوال : البقرة والنساء وآل عمران - يتخللها دعاء واستغفار كما سبق في ( صلاة الليل )
2 - ( صحيح ) ( سبحان ربي الأعلى وبحمده ( ثلاثا )
3 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح )
4 - ( البخاري ومسلم ) ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ) وكان - يكثر منه في ركوعه وسجوده يتأول القرآن
5 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت [ وأنت ربي ] سجد وجهي للذي خلقه وصوره [ فأحسن صوره ] وشق سمعه وبصره [ ف ] تبارك الله أحسن الخالقين )
6 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( اللهم اغفر لي ذنبي كله ودقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره )
7 - ( ابن نصر والبزار والحاكم وصححه ورده الذهبي لكن له شواهد مذكورة في الأصل ) ( سجد لك سوادي وخيالي وآمن بك فؤادي أبوء بنعمتك علي هذي - يدي وما جنيت على نفسي )
8 - ( أبو داود والنسائي بسند صحيح ) ( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ) . وهذا (1/146) وما بعده كان يقوله في صلاة الليل
9 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( سبحانك [ اللهم ] وبحمدك لا إله إلا أنت )
10.( ابن شيبة والنسائي وصححه الحاكم ) ( اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت )
11 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( اللهم اجعل في قلبي نورا [ وفي لساني نورا ] واجعل في سمعي نورا واجعل في بصري نورا واجعل من تحتي نورا واجعل من فوقي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا واجعل أمامي نورا - واجعل خلفي نورا [ واجعل في نفسي نورا ] وأعظم لي نورا )
12 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( [ اللهم ] [ إني ] أعوذ برضاك من سخطك و [ أعوذ ] بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) 

النهي عن قراءة القرآن في السجود
 
وكان صلى الله عليه وسلم ينهى عن قراءة القرآن في الركوع والسجود ويأمر بالاجتهاد والإكثار من الدعاء في هذا الركن كما مضى في ( الركوع )
( مسلم وأبو عوانة والبيهقي ) وكان يقول : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء [ فيه ] )
إطالة السجود
 
وكان صلى الله عليه وسلم يجعل سجوده قريبا من الركوع في الطول وربما بالغ في
(1/147)

الإطالة لأمر عارض كما قال بعض الصحابة :
( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي - [ الظهر أو العصر ] - وهو حامل حسنا أو حسينا فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه [ عند قدمه اليمنى ] ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها قال : فرفعت رأسي [ من بين الناس ] فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت إلى سجودي فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس : يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك [ هذه ] سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك قال :
( النسائي وابن عساكر والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) ( كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته )
( ابن خزيمة في صحيحه ) وفي حديث آخر : ( كان صلى الله عليه وسلم يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا منعوهما أشار إليهم أن دعوهما فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره وقال :
( من أحبني فليحب هذين ) (1/148) 
فضل السجود
 
( أحمد بسند صحيح ) وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من أمتي من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة ) قالوا : وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق قال : ( أرأيت لو دخلت صبرة فيها خيل دهم بهم وفيها فرس أغر محجل أما كنت تعرفه منها ) قال : بلى . قال : ( فإن أمتي يومئذ غر من السجود محجلون من الوضوء )
( البخاري ومسلم ) ويقول : ( إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود )
(1/149)
السجود على الأرض والحصير
(1/)
وكان يسجد على الأرض كثيرا
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان أصحابه يصلون معه في شدة الحر فإذا لم يستطع أحدهم أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه )
( أحمد والسراج والبيهقي بسند صحيح ) وكان يقول : ( . . . وجعلت الأرض كلها لي ولأمتي مسجدا وطهورا فأينما أدركت رجلا من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره [ وكان من قبلي يعظمون ذلك إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم ] )
( البخاري ومسلم ) وكان ربما سجد في طين وماء وقد وقع له ذلك في صبح ليلة إحدى وعشرين من رمضان حين أمطرت السماء وسال سقف المسجد وكان من جريد النخل فسجد صلى الله عليه وسلم في الماء والطين قال أبو سعيد الخدري : ( فأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى جبهته وأنفه أثر الماء الطين )
( البخاري ومسلم ) و ( كان يصلي على الخمرة ) أحيانا و ( على الحصير ) أحيانا و ( صلى عليه - مرة - وقد اسود من طول ما لبس )
(1/150) 

الرفع من السجود
(1/)
ثم ( كان صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه من السجود مكبرا ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال :
( أحمد وأبو داود بسند صحيح ) ( لا يتم صلاة لأحد من الناس حتى . . . يسجد حتى تطمئن مفاصله ثم يقول : ( الله أكبر ) ويرفع رأسه حتى يستوي قاعدا ) و ( كان يرفع يديه مع هذا التكبير ) أحيانا
( البخاري ) ثم ( يفرش رجله اليسرى فيقعد عليها [ مطمئنا ] )
( أحمد وأبو داود بسند جيد ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له : ( إذا سجدت فمكن لسجودك فإذا رفعت فاقعد على فخذك اليسرى )
( البخاري والبيهقي ) و ( كان ينصب رجله اليمنى )
( النسائي بسند صحيح ) و ( يستقبل بأصابعها القبلة )

الإقعاء بين السجدتين
(1/)
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان - أحيانا - يقعي [ ينتصب على عقبيه وصدور قدميه ] )
وجوب الاطمئنان بين السجدتين
(1/)
( أبو داود والبيهقي بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يطمئن حتى يرجع كل عظم إلى موضعه )
( أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) أمر بذلك ( المسيء صلاته ) وقال له :
( لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك )
( البخاري ومسلم ) و ( كان يطيلها حتى تكون قريبا من سجدته ) وأحيانا ( يمكث
(1/152)
حتى يقول القائل : قد نسي )
الأذكار بين السجدتين
(1/)
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الجلسة :
1 - ( أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) ( اللهم ( وفي لفظ : رب ) اغفر لي وارحمني [ واجبرني ] [ وارفعني ] واهدني - [ وعافني ] وارزقني ) . وتارة يقول :
2 - ابن ماجه بسند جيد ( رب اغفر لي اغفر لي )
وكان يقولهما في ( صلاة الليل )
( البخاري ومسلم ) ثم ( كان يكبر ويسجد السجدة الثانية ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له بعد أن أمره بالاطمئنان بين السجدتين كما سبق :
(1/153)
( أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي . والزيادة للبخاري ومسلم ) ( ثم تقول : ( الله أكبر ثم تسجد حتى تطمئن مفاصلك [ ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ] )
( أبو عوانة وأبو داود بسندين صحيحين ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مع هذا التكبير ) أحيانا
( البخاري ومسلم ) وكان يصنع في هذه السجدة مثل ما صنع في الأولى ثم ( يرفع رأسه مكبرا )
( أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له بعد أن أمره بالسجدة الثانية كما مر :
( ثم يرفع رأسه فيكبر ) وقال له :
( أحمد والترمذي وصححه ) ( [ ثم اصنع ذلك في كل ركعة وسجدة ] فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك وإن أنقصت منه شيئا أنقصت من صلاتك )
( أبو عوانة وأبو داود بسندين صحيحين ) و ( كان يرفع يديه ) أحيانا
جلسة الاستراحة
( البخاري وأبو داود ) ثم ( يستوي قاعدا [ على رجله اليسرى معتدلا حتى يرجع كل عظم إلى موضعه ] )
(1/154) 

الاعتماد على اليدين في النهوض إلى الركعة
(1/)
( الشافعي والبخاري ) ثم ( كان صلى الله عليه وسلم ينهض معتمدا على الأرض إلى الركعة الثانية )
( أبو إسحاق ) و ( كان يعجن في الصلاة : يعتمد على يديه إذا قام )
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان صلى الله عليه وسلم إذا نهض في الركعة الثانية استفتح ب الحمد لله ولم يسكت )
وكان يصنع في هذه الركعة مثل ما يصنع في الأولى إلا أنه كان يجعلها أقصر من الأولى كما سبق
(1/155) 

وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة
(1/)
( أبو داود وأحمد بسند قوي ) وقد أمر ( المسيء صلاته ) بقراءة الفاتحة في كل ركعة حيث قال له بعد أن أمره بقراءتها في الركعة الأولى :
( ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ) ( وفي رواية : ( في كل ركعة )
( ابن ماجة وابن حبان في صحيحه ) وقال : ( في كل ركعة قراءة ) 

التشهد الأول
(1/)
جلسة التشهد
( النسائي بسند صحيح ) ثم كان صلى الله عليه وسلم يجلس للتشهد بعد الفراغ من الركعة الثانية فإذا كانت الصلاة ركعتين كالصبح ( جلس مفترشا )
( البخاري وأبو داود ) ( كما كان يجلس بين السجدتين وكذلك ( يجلس في التشهد الأول ) من الثلاثية أو الرباعية
( أبو داود والبيهقي بسند جيد ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له :
(1/156)
( فإذا جلست في وسط الصلاة فاطمئن وافترش فخذك اليسرى ثم تشهد )
وقال أبو هريرة رضي الله عنه :
( الطيالسي وأحمد وابن أبي شيبة ) ( ونهاني خليلي صلى الله عليه وسلم عن إقعاء كإقعاء الكلب )
( مسلم وأبو عوانة ) وفي حديث آخر : ( كان ينهى عن عقبة الشيطان )
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان إذا قعد في التشهد وضع كفه اليمنى على فخذه ( وفي رواية : ركبته ) اليمنى ووضع كفه اليسرى على فخذه ( وفي رواية : ركبته ) اليسرى [ باسطها عليها ] )
( أبو داود والنسائي بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يضع حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى )
( البيهقي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) و ( نهى رجلا وهو جالس معتمد على يده اليسرى في الصلاة فقال : ( إنها صلاة اليهود ) وفي لفظ :
(1/157)
( أحمد وأبو داود بسند جيد ) ( لا تجلس هكذا إنما هذه جلسة الذين يعذبون ) وفي حديث آخر :
( عبد الرزاق وصححه عبد الحق في أحكامه ) ( هي قعدة المغضوب عليهم ) 

تحريك الإصبع في التشهد
(1/)
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يبسط كفه اليسرى على ركبته اليسرى ويقبض أصابع كفه اليمنى كلها ويشير بإصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة ويرمي ببصره إليها )
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان إذا أشار بإصبعه وضع إبهامه على إصبعه الوسطى )
( أبو داود والنسائي وابن الجارود وابن حبان في صحيحه ) وتارة ( كان يحلق بهما حلقة )
( أبو داود وابن حبان في صحيحه ) و ( كان رفع إصبعه يحركها يدعو بها ) ويقول :
(1/158)
( أحمد والبزار وأبو جعفر ) ( لهي أشد على الشيطان من الحديد . يعني : السبابة )
( ابن أبي شيبة بسند حسن ) و ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بعضهم على بعض . يعني : الإشارة بالإصبع في الدعاء )
( النسائي والبيهقي بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك في التشهدين جميعا )
و ( رأى رجلا يدعو بإصبعيه فقال :
(1/159)
( ابن أبي شيبة والنسائي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) ( أحد [ أحد ] ) [ وأشار بالسبابة ] )
====================

تحريك الإصبع في التشهد
(1/)
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يبسط كفه اليسرى على ركبته اليسرى ويقبض أصابع كفه اليمنى كلها ويشير بإصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة ويرمي ببصره إليها )
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان إذا أشار بإصبعه وضع إبهامه على إصبعه الوسطى )
( أبو داود والنسائي وابن الجارود وابن حبان في صحيحه ) وتارة ( كان يحلق بهما حلقة )
( أبو داود وابن حبان في صحيحه ) و ( كان رفع إصبعه يحركها يدعو بها ) ويقول :
(1/158)
( أحمد والبزار وأبو جعفر ) ( لهي أشد على الشيطان من الحديد . يعني : السبابة )
( ابن أبي شيبة بسند حسن ) و ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بعضهم على بعض . يعني : الإشارة بالإصبع في الدعاء )
( النسائي والبيهقي بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك في التشهدين جميعا )
و ( رأى رجلا يدعو بإصبعيه فقال :
(1/159)
( ابن أبي شيبة والنسائي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) ( أحد [ أحد ] ) [ وأشار بالسبابة ] ) 

وجوب التشهد الأول ومشروعية الدعاء فيه
(1/)
( مسلم وأبو عوانة ) ثم ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في كل ركعتين ( التحية )
( البيهقي بإسناد جيد ) و ( كان أول ما يتكلم به عند القعدة : ( التحيات لله )
( البخاري ومسلم ) و ( كان إذا نسيها في الركعتين الأوليين يسجد للسهو )
وكان يأمر بها فيقول :
( النسائي وأحمد والطبراني بسند صحيح ) ( إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا : التحيات إلخ . . . وليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فليدع الله عز وجل [ به ] ) وفي لفظ : ( قولوا في كل جلسة : التحيات ) . وأمر به ( المسيء صلاته ) أيضا كما تقدم آنفا
( البخاري ومسلم ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يعلمهم التشهد كما يعلمهم السورة من القرآن )
( أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) و ( السنة إخفاؤه )
(1/160) 

صيغ التشهد
(1/)
وعلمهم صلى الله عليه وسلم أنواعا من صيغ التشهد :
1 - ( البخاري ومسلم ) ( تشهد ابن مسعود : قال :
( علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد - [ و ] كفي بين كفيه - كما يعلمني السورة من القرآن :
( التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين [ فإنه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض ] أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) [ وهو بين ظهرانينا فلما قبض قلنا : السلام على النبي ]
(1/161)
2 - ( مسلم وأبو عوانة والشافعي ) تشهد ابن عباس : قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا [ السورة من ] القرآن فكان يقول :
( التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله [ ال ] سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته [ ال ] سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله و [ أشهد ] أن محمدا رسول الله . وفي رواية : عبده ورسوله )
(1/162)
3 - ( أبو داود والدارقطني وصححه ) تشهد ابن عمر : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في التشهد :
( التحيات لله [ و ] الصلوات [ و ] الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله - قال ابن عمر : زدت فيها : وبركاته - السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله - قال ابن عمر : وزدت فيها : وحده لا شريك له - وأشهد أن محمدا - عبده ورسوله )
4 - ( مسلم وأبو عوانة ) تشهد أبي موسى الأشعري : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( . . . وإذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم : التحيات الطيبات الصلوات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله [ وحده لا شريك له ] وأشهد أن محمدا عبده ورسوله [ سبع كلمات عن تحية الصلاة ]
5 - ( مالك والبيهقي بسند صحيح ) تشهد عمر بن الخطاب كان رضي الله عنه يعلم الناس التشهد وهو على المنبر يقول : قولوا :
( التحيات لله الزاكيات لله الطيبات [ لله ] السلام عليك . . . )
(1/163)
إلخ مثل تشهد ابن مسعود
6 - ( ابن أبي شيبة والسراج والبيهقي ) تشهد عائشة : قال القاسم بن محمد كانت عائشة تعلمنا التشهد وتشير بيدها تقول :
( التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات لله السلام على النبي . . . ) إلخ تشهد ابن مسعود
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وموضعها وصيغها
(1/)
( أبو عوانة في صحيحه ) وكان صلى الله عليه وسلم يصلي على نفسه في التشهد الأول وغيره
وسن ذلك لأمته حيث أمرهم بالصلاة عليه بعد السلام عليه
(1/164) 
وعلمهم أنواعا من صيغ الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم :
1 - ( أحمد والطحاوي بسند صحيح ) ( اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل بيته وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد )
وهذا كان يدعو به هو نفسه صلى الله عليه وسلم
2 - ( البخاري ومسلم ) ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على [ إبراهيم وعلى ] آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد
(1/165)
كما باركت على [ إبراهيم وعلى ] آل إبراهيم إنك حميد مجيد )
3 - ( أحمد والنسائي وأبو يعلى ) اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم [ وآل إبراهيم ] إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على [ إبراهيم و ] وآل إبراهيم إنك حميد مجيد )
4 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( اللهم صل على محمد [ النبي الأمي ] وعلى آل محمد كما صليت على [ آل ] إبراهيم وبارك على محمد [ النبي الأمي ] وعلى آل محمد كما باركت على [ آل ] إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد )
5 - ( البخاري والنسائي والطحاوي وأحمد ) ( اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على [ آل ] إبراهيم وبارك على محمد [ عبدك ورسولك ] [ وعلى آل محمد ] كما باركت على إبراهيم [ وعلى آل إبراهيم ] )
(1/166)
6 - ( البخاري ومسلم ) ( اللهم صل على محمد و [ على ] أزواجه وذريته كما صليت على [ آل ] إبراهيم وبارك على محمد و [ على ] أزواجه وذريته كما باركت - على [ آل ] إبراهيم إنك حميد مجيد )
7 - ( النسائي والطحاوي ) ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ) 
فوائد مهمة في الصلاة على نبي الأمة
(1/)
الفائدة الأولى : من الملحوظ أن أكثر هذه الأنواع من صيغ الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ليس فيها ذكر إبراهيم نفسه مستقلا عن آله وإنما فيها : ( كما صليت على آل إبراهيم ) والسبب في ذلك أن آل الرجل في اللغة العربية يتناول الرجل كما يتناول غيره ممن يؤوله كما في قوله تعالى : إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين آل عمران ( 23 ) وقوله : إلا آل لوط نجيناهم بسحر القمر ( 34 ) ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم صل على آل أبي أوفى ) وكذلك لفظ أهل البيت كقوله تعالى : رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت هود ( 73 ) فإن إبراهيم داخل فيهم
قال ( شيخ الإسلام ) :
( ولهذا جاء في أكثر الألفاظ : ( كما صليت على آل إبراهيم ) و ( كما
(1/168)
باركت على آل إبراهيم ) وجاء في بعضها : ( إبراهيم ) نفسه لأنه هو الأصل في الصلاة والزكاة وسائر أهل بيته إنما يحصل ذلك تبعا وجاء في بعضها ذكر هذا وهذا تنبيها على هذين )
إذا علمت ذلك فقد اشتهر التساؤل بين العلماء عن وجه التشبيه في قوله : ( كما صليت ) إلخ لأن المقرر أن المشبه دون المشبه به والواقع هنا عكسه إذ أن محمدا صلى الله عليه وسلم أفضل من إبراهيم وقضية كونه أفضل أن تكون الصلاة المطلوبة أفضل من كل صلاة حصلت أو تحصل وأجاب العلماء عن ذلك بأجوبة كثيرة تراها في ( الفتح ) و ( الجلاء ) وقد بلغت نحو عشرة أقوال بعضها أشد ضعفا من بعض إلا قولا واحدا فإنه قوي واستحسنه شيخ الإسلام وابن القيم وهو قول من قال :
( عن آل إبراهيم فيهم الأنبياء الذين ليس في آل محمد مثلهم فإذا طلب للنبي صلى الله عليه وسلم ولآله مثل ما لإبراهيم وآله وفيهم الأنبياء حصل لآل محمد من ذلك ما يليق بهم فإنهم لا يبلغون مراتب الأنبياء وتبقى الزيادة التي للأنبياء - وفيهم إبراهيم - لمحمد صلى الله عليه وسلم فيحصل له من المزية ما لا يحصل لغيره )
قال ابن القيم :
( وهذا أحسن من كل ما تقدم وأحسن منه أن يقال : محمد صلى الله عليه وسلم هو من آل إبراهيم بل هو خير آل إبراهيم كما روى علي بن طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى : إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين آل عمران ( 33 ) قال ابن عباس : ( محمد من آل إبراهيم ) وهذا نص إذا دخل غيره من الأنبياء الذين هم من ذرية إبراهيم في
(1/168)
آله فدخول رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى فيكون قولنا : ( كما صليت على آل إبراهيم ) متناولا للصلاة عليه وعلى سائر النبيين من ذرية إبراهيم ثم قد أمرنا الله تعالى أن نصلي عليه وعلى آله خصوصا بقدر ما صلينا عليه مع سائر آل إبراهيم عموما وهو فيهم ويحصل لآله من ذلك ما يليق بهم ويبقى الباقي كله له صلى الله عليه وسلم قال : ولا ريب أن الصلاة الخاصة لآل إبراهيم ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم أكمل من الصلاة الحاصلة لهم دونهم فيطلب له من الصلاة هذا الأمر العظيم الذي هو أفضل مما لإبراهيم قطعا ويظهر حينئذ فائدة التشبيه وجريه على أصله وأن المطلوب له من الصلاة بهذا اللفظ أعظم من المطلوب له بغيره فإنه إذا كان المطلوب بالدعاء إنما هو مثل المشبه به وله أوفر نصيب منه صار له من المشبه المطلوب أكثر مما لإبراهيم وغيره وإنضاف إلى ذلك مما له من المشبه به من الحصة التي لم تحصل لغيره فظهر بهذا من فضله وشرفه على إبراهيم وعلى كل من آله - وفيهم النبيون - ما هو اللائق به وصارت هذه الصلاة دالة على هذا التفضيل وتابعة له وهي من موجباته ومقتضياته فصلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا وجزاه عنا أفضل ما جزى نبيا عن أمته اللهم صل على محمد وعلى آله محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) 

الفائدة الثانية : ويرى القارئ الكريم أن هذه الصيغ على اختلاف أنواعها فيها كلها الصلاة على آل النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وذريته معه صلى الله عليه وسلم فلذلك فليس من السنة ولا يكون منفذا للأمر النبوي من اقتصر على قوله : ( اللهم صل على محمد ) فحسب بل لا بد من الإتيان بإحدى هذه الصيغ كاملة كما جاءت عنه صلى الله عليه وسلم لا فرق في ذلك بين التشهد الأول والآخر وهو نص الإمام
(1/169)
الشافعي في ( الأم ) ( 1 / 102 ) فقال :
( والتشهد في الأولى والثانية لفظ واحد لا يختلف ومعنى قولي ( التشهد ) التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا يجزيه أحدهما عن الآخر )
وأما حديث : ( كان لا يزيد في الركعتين على التشهد ) فهو حديث منكر كما حققته في ( الضعيفة ) ( 5186 )
وإن من عجائب هذا الزمن ومن الفوضى العلمية فيه أن يجرؤ بعض الناس - وهو الأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي في كتابه : ( الإسلام الصحيح ) - على إنكار الصلاة على الآل في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم على الرغم من ورود ذلك في ( الصحيحين ) وغيرهما عن جمع من الصحابة منهم كعب بن عجرة وأبو حميد الساعدي وأبو سعيد الخدري وأبو مسعود الأنصاري وأبو هريرة وطلحة بن عبيد الله وفي أحاديثهم أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم : ( كيف نصلي عليك ) فعلمهم صلى الله عليه وسلم هذه الصيغ وحجته في الإنكار أن الله تعالى لم يذكر في قوله : صلوا عليه وسلموا تسليما مع النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ثم أنكر وبالغ في الإنكار أن يكون الصحابة قد سألوه صلى الله عليه وسلم ذلك السؤال لأن الصلاة معروفة المعنى عندهم وهو الدعاء فكيف يسألونه وهذه مغالطة مكشوفة لأن سؤالهم لم يكن على معنى الصلاة عليه حتى يرد ما ذكره وإنما كان عن كيفية الصلاة عليه كما جاء في جميع الروايات على ما سبقت الإشارة إليه وحينئذ فلا غرابة لأنهم سألوه عن كيفية شرعية لا يمكنهم معرفتها إلا من طريق الشارع الحكيم العليم وهذا كما لو سألوه عن كيفية الصلاة المفروضة بمثل قوله تعالى : وأقيموا الصلاة فإن معرفتهم لأصل معنى الصلاة في اللغة لا يغنيهم عن السؤال عن كيفيتها الشرعية وهذا بين لا يخفى
(1/170)
وأما حجته المشار إليها فلا شيء ذلك لأنه من المعلوم عند المسلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم هو المبين لكلام رب العالمين كما قال تعالى : وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم النحل ( 44 ) فقد بين صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة عليه وفيها ذكر الآل فوجب قبول ذلك منه لقوله تعالى : وما آتاكم الرسول فخذوه الحشر ( 7 ) وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المشهور : ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ) وهو مخرج في ( تخريج المشكاة ) ( 163 و4247 )
وليت شعري ماذا يقول النشاشيبي - ومن قد يغتر ببهرج كلامه - فيمن عسى أن ينكر التشهد في الصلاة أو أنكر على الحائض ترك الصلاة والصوم في حيضها بدعوى أن الله لم يذكر التشهد في القرآن وإنما ذكر القيام والركوع والسجود فقط وأنه تعالى لم يسقط في القرآن الصلاة والصوم عن الحائض فالواجب عليها القيام بذلك فهل يوافقون هذا المنكر في إنكاره أم ينكرون عليه ذلك فإن كان الأول - وذلك مما لا نرجوه - فقد ضلوا ضلالا بعيدا وخرجوا عن جماعة المسلمين وإن كان الآخر فقد وفقوا وأصابوا فما ردوا به على المنكر فهو ردنا على النشاشيبي وقد بينا لك وجه ذلك
فحذار أيها المسلم أن تحاول فهم القرآن مستقلا عن السنة فإنك لن تستطيع ذلك ولو كنت في اللغة سيبويه زمانك وهاك المثال أمامك فإن النشاشيبي هذا كان من كبار علماء اللغة في القرن الحاضر فأنت تراه قد ضل حين اغتر بعلمه في اللغة ولم يستعن على فهم القرآن بالسنة بل إنه أنكرها كما عرفت والأمثلة على ما نقول كثيرة جدا لا يتسع المقام لذكرها وفيما سبق
(1/171)
كفاية . والله الموفق 

الفائدة الثالثة : ويرى القارئ أيضا أنه ليس في شيء منها لفظ : ( السيادة ) ولذلك اختلف المتأخرون في مشروعية زيادتها في الصلوات الإبراهيمية ولا يتسع المجال الآن لنفصل القول في ذلك وذكر من ذهب إلى عدم مشروعيتها اتباعا لتعليم النبي صلى الله عليه وسلم الكامل لأمته حين سئل عن كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فأجاب آمرا بقوله : ( قولوا : اللهم صل على محمد . . . ) ولكني أريد أن أنقل إلى القراء الكرام هنا رأي الحافظ ابن حجر العسقلاني في ذلك باعتباره أحد كبار علماء الشافعية الجامعين بين الحديث والفقه فقد شاع لدى متأخري الشافعية خلاف هذا التعليم النبوي الكريم
فقال الحافظ محمد بن محمد بن محمد الغرابيلي ( 790 - 835 ) وكان ملازما لابن حجر - قال رحمه ومن خطه نقلت :
( وسئل ( أي الحافظ ابن حجر ) أمتع الله بحياته عن صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة أو خارج الصلاة سواء قيل بوجوبها أو ندبيتها هل يشترط فيها أن يصفه صلى الله عليه وسلم بالسيادة كأن يقول مثلا : اللهم صل على سيدنا محمد أو على سيد الخلق أو على سيد ولد آدم أو يقتصر على قوله : اللهم صل على محمد وأيهما أفضل : الإتيان بلفظ السيادة لكونها صفة ثابتة له صلى الله عليه وسلم أو عدم الإتيان به لعدم ورود ذلك في الآثار
فأجاب رضي الله عنه :
نعم اتباع الألفاظ المأثورة أرجح ولا يقال : لعله ترك ذلك تواضعا
(1/172)
منه صلى الله عليه وسلم كما لم يكن يقول عند ذكره صلى الله عليه وسلم : ( صلى الله عليه وسلم ) وأمته مندوبة إلى أن تقول ذلك كلما ذكر لأنا نقول : لو كان ذلك راجحا لجاء عن الصحابة ثم عن التابعين ولم نقف في شيء من الآثار عن أحد من الصحابة ولا التابعين لهم قال ذلك مع كثرة ما ورد عنهم من ذلك وهذا الإمام الشافعي - أعلى الله درجته وهو من أكثر الناس تعظيما للنبي صلى الله عليه وسلم - قال في خطبة كتابه الذي هو عمدة أهل مذهبه : ( اللهم صل على محمد ) إلى آخره ما أداه إليه اجتهاده وهو قوله : كلما ذكره الذاكرون وكلما غفل عن ذكره الغافلون وكأنه استنبط ذلك من الحديث الصحيح الذي فيه : ( سبحان الله عدد خلقه ) فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال لأم المؤمنين - ورآها قد أكثرت التسبيح وأطالته - : ( لقد قلت بعدك كلمات لو وزنت بما قلت لوزنتهن ) فذكر ذلك وكان صلى الله عليه وسلم يعجبه الجوامع من الدعاء
وقد عقد القاضي عياض بابا في صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب ( الشفاء ) ونقل فيها أثارا مرفوعة عن جماعة من الصحابة والتابعين ليس في شيء منها عن أحد من الصحابة وغيرهم لفظ : ( سيدنا )
منها حديث علي أنه كان يعلمهم كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : اللهم داحي المدحوات وباري المسموكات اجعل سوابق صلواتك ونوامي بركاتك وزائد تحيتك على محمد عبدك ورسولك الفاتح لما أغلق
وعن علي أنه كان يقول : صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وما سبح لك من شيء يا رب العالمين على محمد بن عبد الله خاتم النبيين وإمام المتقين . . الحديث
وعن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول : اللهم اجعل صلواتك
(1/173)
وبركاتك ورحمتك على محمد عبدك ورسولك إمام الخير ورسول الرحمة . . . الحديث
وعن الحسن البصري أنه كان يقول : من أراد أن يشرب بالكأس الأروى من حوض المصطفى فليقل : اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأولاده وذريته وأهل بيته وأصهاره وأنصاره وأشياعه ومحبيه . فهذا ما أوثره من ( الشفاء ) مما يتعلق بهيئة الصلاة عليه عن الصحابة ومن بعدهم وذكر فيه غير ذلك
نعم ورد في حديث ابن مسعود أنه كان يقول في صلاته على النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم اجعل فضائل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين . . . الحديث . أخرجه ابن ماجه ولكن إسناده ضعيف وحديث علي المشار إليه أولا أخرجه الطبراني بإسناد ليس له بأس وفيه ألفاظ غريبة رويتها مشروحة في كتاب ( فضل النبي صلى الله عليه وسلم ) لأبي الحسن بن الفارس وقد ذكر الشافعية أن رجلا لو حلف ليصلين على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الصلاة فطريق البر أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم صل على محمد كلما ذكره الذاكرون وسها عن ذكره الغافلون . وقال النووي : والصواب الذي ينبغي الجزم به أن يقال : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم . . . الحديث
وقد تعقبه جماعة من المتأخرين بأنه ليس في الكيفيتين المذكورتين ما يدل على ثبوت الأفضلية فيهما من حيث النقل وأما من حيث المعنى فالأفضلية ظاهرة في الأول
والمسألة مشهورة في كتب الفقه والغرض منها أن كل من ذكر هذه المسألة من الفقهاء قاطبة لم يقع في كلام أحد منهم : ( سيدنا ) ولو كانت
(1/174)
هذه الزيادة مندوبة ما خفيت عليهم كلهم حتى أغفلوها والخير كله في الاتباع والله أعلم )
قلت : وما ذهب إليه الحافظ ابن حجر رحمه الله من عدم مشروعية تسويده صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه اتباعا للأمر الكريم وهو الذي عليه الحنفية هو الذي ينبغي التمسك به لأنه الدليل الصادق على حبه صلى الله عليه وسلم قل إن كنتم تحبوني فاتبعوني يحببكم الله آل عمران ( 31 )
ولذلك قال الإمام النووي في ( الروضة ) ( 1 / 265 ) :
( وأكمل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم صل على محمد . . . ) إلخ وفق النوع الثالث المتقدم فلم يذكر فيه ( السيادة ) 

الفائدة الرابعة :
واعلم أن النوع الأول من صيغ الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم - وكذا النوع الرابع - هو ما علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه لما سألوه عن كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وقد استدل بذلك على أنها أفضل الكيفيات في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لأنه لا يختار لهم - ولا لنفسه - إلا الأشرف والأفضل ومن ثم صوب النووي في ( الروضة ) أنه لو حلف ليصلين عليه صلى الله عليه وسلم أفضل الصلاة لم يبر إلا بتلك الكيفية ووجه السبكي بأنه من أتى بها فقد صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بيقين وكل من جاء بلفظ غيرها فهو من إتيانه بالصلاة المطلوبة في شك لأنهم قالوا : كيف نصلي عليه قال : ( قولوا : . . . ) فجعل الصلاة عليه منهم هي قولهم كذا . انتهى
ذكره الهيتمي في ( الدر المنضود ) ( ق 25 / 2 ) ثم ذكرا ( ق 27 / 1 ) أن المقصود يحصل بكل من هذه الكيفيات التي جاءت في الأحاديث الصحيحية
(1/175) 
الفائدة الخامسة :
واعلم أنه لا يشرع تلفيق صيغة صلاة واحدة من مجموع هذه الصيغ وكذلك يقال في صيغ التشهد المتقدمة بل ذلك بدعة في الدين إنما السنة أن يقول هذا تارة وهذا تارة كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية في بحث له في التكبير في العيدين ( مجموع ) ( 69 / 253 / 1 )
الفائدة السادسة :
قال العلامة صديق حسن خان في كتابه ( نزل الأبرار بالعلم المأثور من الأدعية والأذكار ) بعد أن ساق أحاديث كثيرة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والإكثار منها - قال ( ص 161 ) :
( لا شك في أن أكثر المسلمين صلاة عليه صلى الله عليه وسلم هم أهل الحديث ورواة السنة المطهرة فإن من وظائفهم في هذا العلم الشريف الصلاة عليه أمام كل حديث ولا يزال لسانهم رطبا بذكره صلى الله عليه وسلم وليس كتاب من كتب السنة ولا ديوان من دواوين الحديث - على اختلاف أنواعها من ( الجوامع ) و ( المسانيد ) و ( المعاجم ) و ( الأجزاء ) وغيرها - إلا وقد اشتمل على آلاف الأحاديث حتى إن أخصرها حجما كتاب ( الجامع الصغير ) للسيوطي فيه عشرة آلاف حديث وقس على ذلك سائر الصحف النبوية فهذه العصابة الناجية والجماعة الحديثية أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة وأسعدهم بشفاعته صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي - ولا يساويهم في هذه الفضيلة أحد من الناس إلا من جاء بأفضل مما جاؤوا به ودونه خرط القتاد فعليك يا باغي الخير وطالب النجاة بلا ضير أن تكون محدثا أو متطفلا على المحدثين وإلا فلا تكن . . . فليس فيما سوى ذلك من عائدة تعود إليك )
قلت : وأنا أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلني من هؤلاء المحدثين الذين هم أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ولعل هذا الكتاب من الأدلة على ذلك
(1/176)
ورحم الله الإمام أحمد إمام السنة الذي أنشد :
دين النبي محمد أخبار نعم المطية للفتى آثار
لا ترغبن عن الحديث وأهله فالرأي ليل والحديث نهار
ولربما جهل الفتى أثر الهدى والشمس بازغة لها أنوار
وكذلك سن لهم الدعاء في هذا المتشهد وغيره فقال صلى الله عليه وسلم :
( النسائي والطبراني وأحمد وهومخرج في ( الصحيحة ) ( إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا : ( التحيات لله . . . ) ( فذكرها إلى آخرها ثم قال : ( ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه ) 
القيام إلى الركعة الثالثة ثم الرابعة
(1/)
( البخاري ومسلم ) ثم كان صلى الله عليه وسلم ينهض إلى الركعة الثالثة مكبرا وأمر به ( المسيء صلاته ) في قوله : ( ثم اصنع ذلك في كل ركعة وسجدة ) كما تقدم
( أبو يعلى بسند جيد وهو مخرج في ( الصحيحة ) و ( كان صلى الله عليه وسلم إذا قام من القعدة كبر ثم قام )
( البخاري وأبو داود ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يرفع يديه ) مع هذا التكبير أحيانا
( البخاري وأبو داود ) و ( كان إذا أراد القيام إلى الركعة الرابعة قال : ( الله أكبر ) وأمر به ( المسيء صلاته ) كما تقدم آنفا
(1/177)
( أبو عوانة والنسائي بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يرفع يديه ) . مع هذا التكبير أحيانا
( البخاري وأبو داود ) ثم ( كان يستوي قاعدا على رجله اليسرى معتدلا حتى يرجع كل عظم إلى موضعه ثم يقوم معتمدا على الأرض )
( الحربي في ( غريب الحديث ) ومعناه عند البخاري ) و ( كان يعجن يعتمد على يديه إذا قام )
و ( كان يقرأ في كل من الركعتين : الفاتحة ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) وكان ربما أضاف إليهما في صلاة الظهر بضع آيات كما سبق بيانه في القراءة في ( صلاة الظهر )
القنوت في الصلوات الخمس للنازلة
(1/)
( البخاري وأحمد ) و ( كان صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت في الركعة الأخيرة بعد الركوع إذا قال : ( سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ) و ( كان يجهر بدعائه )
( أحمد والطبراني بسند صحيح ) و ( يرفع يديه )
(1/178)
( أبو داود والسراج وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) و ( يؤمن من خلفه )
( أبو داود والسراج والدارقطني ) و ( كان يقنت في الصلوات الخمس كلها ) لكنه
( ابن خزيمة في صحيحه ) ( كان لا يقنت فيها إلا إذا دعا لقوم أو على قوم ) فربما قال :
( أحمد والبخاري والزيادة لمسلم ) ( اللهم انج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف [ اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله ] )
( النسائي وأحمد ) ثم ( كان يقول - إذا فرغ من القنوت - : ( الله أكبر ) فيسجد ) 

القنوت في الوتر
(1/)
( ابن نصر والدارقطني بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يقنت في ركعة الوتر ) أحيانا
( ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي ) و ( يجعله قبل الركوع )
(1/179)
وعلم الحسن بن علي رضي الله عنه أن يقول [ إذا فرغ من قراءته في الوتر ] :
( ابن خزيمة وكذا ابن أبي شيبة ) ( اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت [ ف ] إنك تقضي ولا يقضى عليك [ و ] إنه لا يذل من واليت [ ولا يعز من عاديت ] - هذه الزيادة ثابتة في الحديث كما قال الحافظ في ( التلخيص )
(1/180)
تباركت ربنا وتعاليت [ لا منجا منك إلا إليك ] ) 
التشهد الأخير وجوب التشهد
ثم كان صلى الله عليه وسلم بعد أن يتم الركعة الرابعة يجلس للتشهد الأخير
وكان يأمر فيه بما أمر به في الأول ويصنع فيه ما كان يصنع في الأول إلا أنه ( البخاري ) ( كان يقعد فيه متوركا )
( أبو داود والبيهقي بسند صحيح ) ( يفضي بوركه اليسرى إلى الأرض ويخرج قدميه من ناحية واحدة )
( مسلم وأبو عوانة ) و ( يجعل اليسرى تحت فخذه وساقه ) و ( ينصب اليمنى ) وربما ( فرشها ) - مسلم وأبو عوانة - أحيانا
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان يلقم كفه اليسرى ركبته يتحامل عليها )
وسن فيه الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كما سن ذلك في التشهد الأول وقد مضى هناك ذكر الصيغ الواردة في صفة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم
وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
(1/)
وقد ( سمع صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
(1/181)
( عجل هذا ) ثم دعاه فقال له ولغيره :
( أحمد وأبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) ( إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه جل وعز والثناء عليه ثم يصلي وفي رواية : ليصل ) على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء )
و ( سمع رجلا يصلي فمجد الله وحمده وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( النسائي بسند صحيح ) ( ادع تجب وسل تعط ) 
وجوب الاستعاذة من أربع قبل الدعاء
(1/)
( مسلم وأبو عوانة والنسائي وابن الجارود ) وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا فرغ أحدكم من التشهد [ الآخر ] فليستعذ بالله من أربع [ يقول : اللهم إني أعوذ بك ] من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر [ فتنة ] المسيح الدجال [ ثم يدعو لنفسه بما بدا له ] )
(1/182)
( أبو داود وأحمد بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يدعو به في تشهده )
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان يعلمه الصحابة رضي الله عنهم كما يعلمهم السورة من القرآن ) 

الدعاء قبل السلام وأنواعه
(1/)
( البخاري ومسلم ) وكان صلى الله عليه وسلم يدعو في صلاته بأدعية متنوعة تارة بهذا وتارة بهذا وأقر أدعية أخرى و ( أمر المصلي أن يتخير منها ما شاء ) . وهاك هي :
1 - ( البخاري ومسلم ) ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح
(1/183)
الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم )
2 - ( النسائي بسند صحيح ) ( اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل [ بعد ] )
3 - ( أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) ( اللهم حاسبني حسابا يسيرا )
4 - ( النسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق ( وفي رواية : الحكم ) والعدل في الغضب والرضى وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا يبيد وأسألك قرة عين [ لا تنفد و ] لا تنقطع وأسألك الرضى بعض القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك و [ أسألك ] الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا
(1/184)
هداة مهتدين )
5 - وعلم صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن يقول :
( البخاري ومسلم ) ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يفغر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم )
6 - ( أحمد والطيالسي والبخاري في ( الأدب المفرد ) وقد خرجته في الصحيحة ) وأمر عائشة رضي الله عنها أن تقول :
( اللهم إني أسألك من الخير كله [ عاجله وآجله ] ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله [ عاجله وآجله ] ما علمت منه وما لم أعلم وأسألك ( وفي رواية : اللهم إني أسألك ) الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل وأسألك ( وفي رواية : اللهم إني أسألك ) من [ ال ] خير ما سألك عبدك ورسولك [ محمد وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ] [ وأسألك ] ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته [ لي ] رشدا )
7 - ( أبو داود وابن ماجه وابن خزيمة بسند صحيح ) و ( قال لرجل : ( ما تقول في الصلاة ) قال : أتشهد ثم أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار أما والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال صلى الله عليه وسلم :
(1/185)
( حولها ندندن )
8 - وسمع رجلا يقول في تشهده :
( أبو داود والنسائي وأحمد وأبن خزيمة ) ( اللهم إني أسألك يا الله ( وفي رواية : بالله ) [ الواحد ] الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم . فقال صلى الله عليه وسلم :
( قد غفر له قد غفر له )
9 - وسمع آخر يقول في تشهده أيضا :
( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال :
( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية :
(1/186)
الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى )
10 - ( مسلم وأبو عوانة ) وكان من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم :
( اللهم اغفر ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ) 

التسليم
(1/)
( مسلم بنحوه وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه ) ثم ( كان صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه : ( السلام عليكم ورحمة الله ) [ حتى يرى بياض خده الأيمن ] وعن يساره : ( السلام عليكم ورحمة الله ) [ حتى يرى بياض خده الأيسر ] )
( أبو داود وابن خزيمة بسند صحيح ) وكان أحيانا يزيد في التسليمة الأولى : ( وبركاته )
( النسائي وأحمد والسراج بسند صحيح ) و ( كان إذا قال عن يمينه : ( السلام عليكم ورحمة الله ) اقتصر - أحيانا
(1/187)
( ابن خزيمة والبيهقي والضياء في ( المختارة ) ( على قوله عن يساره : ( السلام عليكم ) . وأحيانا ( كان يسلم تسليمة واحدة : [ ( السلام عليكم ) ] [ تلقاء وجهه يميل إلى الشق الأيمن شيئا ] [ أو قليلا ] )
( مسلم وأبو عوانة والسراج وابن خزيمة والطبراني ) و ( كانوا يشيرون بأيديهم إذا سلموا عن اليمين وعن الشمال فرآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
( ما شأنكم تشيرون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس إذا سلم أحدكم فليلتفت إلى صاحبه ولا يومئ بيده ) [ فلما صلوا معه أيضا لم يفعلوا ذلك ] ( وفي رواية : إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله )
وجوب السلام
( صححه الحاكم والذهبي ) وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( . . . وتحليلها ( يعني : الصلاة ) التسليم )
(1/188) 
الخاتمة
كل ما تقدم من صفة صلاته صلى الله عليه وسلم يستوي فيه الرجال والنساء ولم يرد في السنة ما يقتض استثناء النساء من بعض ذلك بل إن عموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) يشملهن وهو قول إبراهيم النخعي قال :
( تفعل المرأة في الصلاة كما يفعل الرجل )
أخرجه ابن أبي شيبة ( 1 / 75 / 2 ) بسند صحيح عنه
وحديث انضمام المرأة في السجود وأنها ليست في ذلك كالرجل مرسل لا حجة فيه . رواه أبو داود في ( المراسيل ) ( 117 / 87 ) عن يزيد بن أبي حبيب وهو مخرج في ( الضعيفة ) ( 2652 )
وأما ما رواه الإمام أحمد في ( مسائل ابنه عبد الله عنه ) ( ص 71 ) عن ابن عمر أنه كان يأمر نساءه يتربعن في الصلاة فلا يصح إسناده لأن فيه عبد الله بن العمري وهو ضعيف
وروى البخاري في ( التاريخ الصغير ) ( ص 95 ) بسند صحيح عن أم الدرداء :
( أنها كانت تجلس في صلاتها جلسة الرجل وكانت فقيهة )
وهذا آخر ما تيسر جمعه في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم وأرجو الله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وهاديا إلى سنة نبيه الرؤوف الرحيم
(1/189)
و ( سبحان الله وبحمده سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك )
( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد )  

الجزء الثانيمن كتاب صلوا كما رأيتموني اصلي

 

 

الجزء الثاني صلوا كما رئيتموني اصلي

تابع للصفحة السابقة
جواز الاقتصار على الفاتحة
(1/) ( ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي بسند جيد ) و ( كان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء [ الآخرة ] ثم يرجع فيصلي بأصحابه فرجع ذات ليلة فصلى بهم وصلى فتى من قومه [ من بني سلمة يقال له : سليم ] فلما طال على الفتى [ انصرف ف ] صلى [ في ناحية المسجد ] وخرج وأخذ بخطام بعيره وانطلق فلما صلى معاذ ذكر ذلك له فقال إن هذا به لنفاق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي صنع وقال الفتى : وأنا لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي صنع . فغدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره معاذ بالذي صنع الفتى فقال الفتى : يا رسول الله يطيل المكث عندك ثم يرجع فيطيل علينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أفتان أنت يا معاذ ) وقال للفتى : ( كيف تصنع أنت يا ابن أخي إذا صليت ) . قال : أقرأ بفاتحة الكتاب وأسأل الله الجنة وأعوذ به من النار وإني لا أدري ما دندنتك ودندنة معاذ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إني ومعاذ حول هاتين أو نحو ذا ) قال : فقال الفتى : ولكن سيعلم معاذ إذا قدم القوم وقد خبروا أن العدو قد أتوا . قال : فقدموا فاستشهد الفتى فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لمعاذ :
( ما فعل خصمي وخصمك ) . قال : يا رسول الله صدق الله وكذبت استشهد )
(1/106)



الجهر والإسرار في الصلوات الخمس وغيرها (1/)
وكان صلى الله عليه وسلم يجهر بالقراءة في صلاة الصبح وفي الركعتين الأوليين من المغرب والعشاء ويسر بها في الظهر والعصر والثالثة من المغرب والأخريين من العشاء ( البخاري وأبو داود )

 

وكانوا يعرفون قراءته فيما يسر به باضطراب لحيته
( البخاري ومسلم ) وبإسماعه إياهم الآية أحيانا ( البخاري وأبو داود )

 

وكان يجهر بها أيضا في صلاة الجمعة والعيدين والاستسقاء(البخاري ومسلم ) والكسوف (1/107)
الجهر والإسرار في القراءة في صلاة الليل
 
( البخاري ومسلم ) وأما في صلاة الليل فكان تارة يسر وتارة يجهر ( أبو داود والترمذي ) و ( كان إذا قرأ وهو في البيت يسمع قراءته من في الحجرة )
( النسائي والترمذي )

 

و ( كان ربما رفع صوته أكثر من ذلك حتى يسمعه من كان على عريشه ) . ( أي خارج الحجرة ) ( أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي )

 

وبذلك أمر أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وذلك حينما ( خرج ليلة فإذا هو بأبي بكر رضي الله عنه يصلي يخفض من صوته ومر بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يصلي رافعا صوته فلما اجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يا أبا بكر مررت بك وأنت تصلي تخفض من صوتك ) . قال : قد أسمعت من ناجيت يا رسول الله وقال لعمر : ( مررت بك وأنت تصلي رافعا صوتك ) . فقال : يا رسول الله أوقظ الوسنان وأطرد الشيطان فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أبا بكر ارفع من صوتك شيئا ) وقال لعمر : ( اخفض من صوتك شيئا ) (1/108) ( أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي )

وكان يقول : ( الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة )




ما كان يقرؤه صلى الله عليه وسلم في الصلوات


وأما ما كان يقرؤه صلى الله عليه وسلم في الصلوات من السور والآيات فإن ذلك يختلف باختلاف الصلوات الخمس وغيرها وهاك تفصيل ذلك مبتدئين بالصلاة الأولى من الخمس :
1 - صلاة الفجر :
( النسائي وأحمد بسند صحيح ) كان صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها بطوال المفصل ف ( كان - أحيانا - يقرأ : الواقعة ( : 56 : 96 ) ونحوها من السور في الركعتين )
( البخاري ومسلم ) وقرأ من سورة الطور ( : 52 : 49 ) وذلك في حجة الوداع
( مسلم والترمذي ) ( و ( كان - أحيانا - يقرأ : ق والقرآن المجيد ( 50 45 : ) ونحوها في [ الركعة الأولى ] )
( مسلم وأبو داود )

 

و ( كان - أحيانا - يقرأ بقصار المفصل ك إذا الشمس كورت ( : 81 15 ) (1/109) ( أبو داود والبيهقي بسند صحيح )

 

و ( قرأ مرة : إذا زلزلت ( 99 : 8 : ) في الركعتين كلتيهما حتى قال الراوي : فلا أدري أنسي رسول الله أم قرأ ذلك عمدا )( أبو داود وابن خزيمة )

 

و( قرأ - مرة - في السفر قل أعوذ برب الفلق( : 113 : 5)وقل أعوذ برب الناس(: 114 : 6 )
وقال لعقبة بن عامر رضي الله عنه :( أبو داود وأحمد بسند صحيح ) ( اقرأ في صلاتك المعوذتين [ فما تعوذ متعوذ بمثلهما ]( البخاري ومسلم ) وكان أحيانا يقرأ بأكثر من ذلك ف ( كان يقرأ ستين آية فأكثر ) قال في بعض رواته : لا أدري في إحدى الركعتين أو في كلتيهما( النسائي وأحمد والبزار بسند جيد ) و ( كان يقرأ بسورة الروم)( : 30 : 60 ) ( أحمد بسند صحيح ) و - أحيانا - بسورة يس ( 36 : 83 : )
ومرة ( صلى الصبح بمكة فاستفتح سورة المؤمنين ( 23 : 118 : )(1/110)
( البخاري ومسلم ) حتى جاء ذكر موسى وهارون - أو ذكر عيسى . شك بعض الرواة - أخذته سعلة فركع )( أحمد وأبو يعلى ) و ( كان - أحيانا - يؤمهم فيها ب الصافات ( : 77 : 128 )( البخاري ومسلم )

و ( كان يصليها يوم الجمعة ب ألم تنزيل السجدة ( 32 : 30 : ) [ في الركعة الأولى وفي الثانية ] ب هل أتى على الإنسان ( : 31 : 76 )
( البخاري ومسلم )

و ( كان يطول في الركعة الأولى ويقصر في الثانية )
القراءة في سنة الفجر
 
( أحمد بسند صحيح ) وأما قراءته في ركعتي سنة الفجر فكانت خفيفة جدا
( البخاري ومسلم ) حتى إن عائشة رضي الله عنه كانت تقول : ( هل قرأ فيها بأم الكتاب ) ( مسلم وابن خزيمة والحاكم )

و ( كان - أحيانا - يقرأ بعد الفاتحة في الأولى منهما آية ( : 2 : 136 ) : قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا إلى آخر الآية وفي الأخرى ( : 3 : 64 ) : قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم إلى آخرها ) (1/111)( مسلم وأبو داود )

و ( ربما قرأ بدلها ( 23 : 52 : ) : فلما أحس عيسى منهم الكفر إلى آخر الآية )
( مسلم وأبو داود ) ( وأحيانا يقرأ : قل يا أيها الكافرون ( 109 : 6 : ) في الأولى وقل هو الله أحد ( 112 : 4 : ) في الأخرى
( ابن ماجه وابن خزيمة ) وكان يقول : ( نعم السورتان هما ) ( ابن حبان في صحيحه ) و ( سمع رجلا يقرأ السورة الأولى في الركعة الأولى فقال : [ ( هذا عبد آمن بربه ) ثم قرأ السورة الثانية الأخرى فقال : ( هذا عبد عرف ربه ) ] )  

- صلاة الظهر :
( البخاري ومسلم ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين ب فاتحة الكتاب وسورتين ويطول في الأولى ما لا يطول في الثانية )
( مسلم والبخاري في ( جزء القراءة ) وكان أحيانا يطيلها حتى أنه ( كانت صلاة الظهر تقام فيذهب الذاهب إلى البقيع فيقضى حاجته [ ثم يأتي منزله ] ثم يتوضأ ثم يأتي ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى مما يطولها )
( أبو داود بسند صحيح ) و ( كانوا يظنون أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الأولى ) (1/112) ( أحمد ومسلم ) و ( كان يقرأ في كل من الركعتين قدر ثلاثين آية قدر قراءة ألم تنزيل السجدة ( 22 : 30 : ) وفيها الفاتحة )
( أبو داود والترمذي وصححه ) وأحيانا ( كان يقرأ ب السماء والطارق والسماء ذات البروج والليل إذا يغشى ونحوها من السور ) ( ابن خزيمة في صحيحه ) وربما ( قرأ : إذا السماء انشقت ونحوها )( البخاري وأبو داود ) و ( كانوا يعرفون قراءته في الظهر والعصر باضطراب لحيته )
قراءته صلى الله عليه وسلم آيات بعد الفاتحة في الأخيرتين
 
( أحمد ومسلم ) و ( كان يجعل الركعتين الأخيرتين أقصر من الأوليين قدر النصف قدر خمس عشرة آية )( البخاري ومسلم ) ( وربما اقتصر فيها على الفاتحة )(1/113)

 

وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة


( أبو داود وأحمد بسند قوي ) وقد أمر ( المسيء صلاته ) بقراءة الفاتحة في كل ركعة حيث قال له بعد أن أمره بقراءتها في الركعة الأولى :( البخاري ومسلم ) ( ثم افعل ذلك في صلاتك كلها )( أحمد بسند جيد ) ( وفي رواية : ( في كل ركعة )( البخاري ومسلم ) و ( كان يسمعهم الآية أحيانا )( ابن خزيمة في صحيحه ) و ( كانوا يسمعون منه النغمة ب سبح اسم ربك الأعلى ( : 87 : 19 ) وهل أتاك حديث الغاشية ( 26 : 88 : ) ( البخاري والترمذي وصححه ) و(كان أحيانا يقرأ ب(والسماء ذات البروج ) ( : 85 : 22 ) وب والسماء والطارق ( : 86 : 17 ) ونحوهما من السور )( مسلم والطيالسي ) و ( أحيانا يقرأ ب والليل إذا يغشى ( : 92 : 21 ) ونحوها ) 
 
3 - صلاة العصر :
و ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الأوليين ب فاتحة الكتاب (1/114) (البخاري ومسلم ) وسورتين ويطول في الأولى ما لا يطول في الثانية )( أبو داود بسند صحيح ) و ( كانوا يظنون أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة )
و ( كان يقرأ في كل منهما قدر خمس عشرة آية قدر نصف ما يقرأ في كل من الركعتين الأوليين في الظهر ) ( أحمد ومسلم ) و ( كان يجعل الركعتين الأخيرتين أقصر من الأوليين قدر نصفهما ) ( البخاري ومسلم ) و ( كان يقرأ فيهما ب فاتحة الكتاب )( البخاري ومسلم ) و (كان يسمعهم الآية أحيانا )ويقرأ بالسور التي ذكرناها في ( صلاة الظهر )  
4 - صلاة المغرب :
(البخاري ومسلم ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها - أحيانا - بقصار المفصل)
(النسائي وأحمد بسند صحيح ) حتى إنهم ( كانوا إذا صلوا معه وسلم بهم انصرف أحدهم وإنه ليبصر مواقع نبله )( الطيالسي وأحمد بسند صحيح ) و ( قرأ في سفر ب والتين والزيتون ( 95 : 8 : ) في الركعة الثانية )وكان أحيانا يقرأ بطوال المفصل وأوساطه ف ( كان تارة يقرأ (1/115) ( صحيح ) ب الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ( : 47 : 38 )( البخاري ومسلم ) وتارة ب والطور ( : 52 : 49 )( البخاري ومسلم ) وتارة ب والمرسلات ( 77 : 50 : ) قرأ بها في آخر صلاة صلاها صلى الله عليه وسلم ( البخاري ) و ( كان أحيانا يقرأ بطولى الطوليين : [ الأعراف ] 206 : 7[ في الركعتين ] )


القراءة في سنة المغرب
 
( أحمد والنسائي والمقدسي ) وأما سنة المغرب البعدية ف ( كان يقرأ فيها : قل يا أيها الكافرون ( : 6 : 109 ) وقل هو الله أحد ( 112 4 : ) 

5 - صلاة العشاء

( صحيح ) ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من وسط المفصل )
(1/116)( أحمد والترمذي وحسنه ) ف ( كان تارة يقرأ ب والشمس وضحاها ( : 91 : 15 ) وأشباهها من السور )( البخاري ومسلم ) و ( تارة ب إذا السماء انشقت ( 84 : 25 : ) وكان يسجد بها )( البخاري ومسلم ) و ( قرأ - مرة - في سفر ب التين والزيتون ( : 95 : 8 ) [ في الركعة الأولى ] )ونهى عن إطالة القراءة فيها وذلك حين ( صلى معاذ بن جبل لأصحابه العشاء فطول عليهم فانصرف رجل من الأنصار فصلى فأخبر معاذ عنه فقال : إنه منافق . ولما بلغ ذلك الرجل دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ما قال معاذ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :( البخاري ومسلم والنسائي ) ( أتريد أن تكون فتانا يا معاذ إذا أممت الناس فأقرأ ب والشمس وضحاها ( 91 : 15 : ) وسبح اسم ربك الأعلى ( : 77 : 19 ) واقرأ باسم ربك ( : 96 : 19 ) ووالليل إذا يغشى ( : 92 : 21 )[فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة ] )  

6 - صلاة الليل :

( صحيح ) ( وكان صلى الله عليه وسلم ربما جهر بالقراءة فيها وربما أسر يقصر القراءة فيها (1/117) تارة ويطيلها أحيانا ويبالغ في إطالتها أحيانا أخرى حتى قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :( البخاري ومسلم ) ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوء قيل : وما هممت قال : هممت أن أقعد وأذر النبي صلى الله عليه وسلم )
وقال حذيفة بن اليمان :( مسلم والنسائي ) ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت : يصلي بها في [ ركعتين ] فمضى فقلت : يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ ثم ركع . . . ) الحديث ( صححه الحاكم ووافقه الذهبي ) و ( قرأ ليلة وهو وجع السبع الطوال )
( صحيح ) و ( كان - أحيانا - يقرأ في كل ركعة بسورة منها )( مسلم وأبو داود ) و ( ما علم أنه قرأ القرآن كله في ليلة [ قط ] ) بل إنه لم يرض ذلك لعبد الله بن عمرو رضي الله عنه حين قال له : (1/118)
( البخاري ومسلم ) ( اقرأ القرآن في كل شهر ) قال : قلت : إني أجد قوة . قال : ( فاقرأه في عشرين ليلة ) قال : قلت : إني أجد قوة . قال : ( فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك )
( النسائي الترمذي وصححه ) ثم ( رخص له أن يقرأه في خمس )
( البخاري وأحمد ) ثم ( رخص له أن يقرأه في ثلاث )
ونهاه أن يقرأه في أقل من ذلك وعلل ذلك في قوله له :
( أحمد بسند صحيح ) من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهه ) . وفي لفظ :
( الدارمي والترمذي ) ( لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث ) ثم في قوله له :
( أحمد وابن حبان في صحيحه ) ( فإن لكل عابد شرة ولكل شرة فترة فإما إلى سنة وإما إلى بدعة فمن كانت إلى سنة فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك )
(1/119)
( ابن سعد وأبو الشيخ في أخلاق النبي ) ولذلك ( كان صلى الله عليه وسلم لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث )
( الدارمي والحاكم وصححه ) وكان يقول : ( من صلى في ليلة بمائتي آية فإنه يكتب من القانتين المخلصين )
( أحمد وأبو داود بسند صحيح ) و ( كان يقرأ في كل ليلة ب بني إسرائيل ( 17 : 111 : ) والزمر ( 75 : 39 : )
( الدارمي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) وكان يقول : ( من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين )
( البخاري وأبو داود ) و ( كان - أحيانا - يقرأ في كل ركعة قدر خمسين آية أو أكثر )
( أحمد وأبو داود بسند صحيح ) وتارة ( يقرأ قدر يا أيها المزمل
( : 73 : 20 )
( مسلم وأبو داود ) و ( ما كان صلى الله عليه وسلم يصلي الليل كله ) . إلا نادرا
( النسائي وأحمد وصححه الترمذي ) فقد ( راقب عبد الله
(1/120)
ابن خباب بن الأرت - وكان قد شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الليلة كلها ( وفي لفظ : في ليلة صلاها كلها ) حتى كان مع الفجر فلما سلم من صلاته قال له خباب : يا رسول الله بأبي أنت وأمي لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها فقال :
( أجل إنها صلاة رغب ورهب [ وإني ] سألت ربي عز وجل ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة : سألت ربي أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا ( وفي لفظ : أن لا يهلك أمتي بسنة ) فأعطانيها وسألت ربي عز وجل أن لا يظهر علينا عدوا من غيرنا فأعطانيها وسألت ربي أن لا يلبسنا شيعا فمنعنيها )
( النسائي وابن خزيمة وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) و ( قام ليلة بآية يرددها حتى أصبح وهي : إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ( : 5 : 118 ) [ بها يركع وبها يسجد وبها يدعو ] [ فلما أصبح قال له أبو ذر رضي الله عنه : يا رسول الله ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت تركع بها وتسجد بها ] [ وتدعو بها ] [ وقد علمك الله القرآن كله ] [ لو فعل هذا بعضنا لوجدنا عليه ] [ قال :
( إني سألت ربي عز وجل الشفاعة لأمتي فأعطانيها وهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله شيئا ) ] (1/121) و ( قال له رجل : يا رسول الله إن لي جارا يقوم الليل ولا يقرأ إلا قل هو الله أحد ( : 112 : 4 ) [ يرددها ] [ لا يزيد عليها ] - كأنه يقللها - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أحمد والبخاري ) ( والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن ) 

7 - صلاة الوتر :
( النسائي والحاكم وصححه ) ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى سبح اسم ربك الأعلى ( : 87 : 19 ) وفي الثانية قل يا أيها الكافرون ( : 109 : 6 ) وفي الثالثة قل هو الله أحد ( : 112 : 4 ) ( الترمذي وأبو العباس وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) وكان يضيف إليها أحيانا : قل أعوذ برب الفلق ( 113 : 5 : ) وقل أعوذ برب الناس ( : 114 : 6 ) ( النسائي وأحمد بسند صحيح ) ومرة : ( قرأ في ركعة الوتر بمائة آية من النساء ( : 4 : 176 ) ( أحمد وابن نصر وابن حبان بسند حسن صحيح ) وأما الركعتان بعد الوتر فكان يقرأ فيهما إذا زلزلت الأرض (1/122) ( 99 : 8 : ) وقل يا أيها الكافرون  

8 - صلاة الجمعة :
( مسلم وأبو داود ) ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ - أحيانا - في الركعة الأولى بسورة الجمعة ( : 62 : 11 ) وفي الأخرى : إذا جاءك المنافقون ( 63 : 11 : ) وتارة يقرأ - بدلها - : هل أتاك حديث الغاشية ( : 88 : 26 )
( مسلم وأبو داود ) وأحيانا ( يقرأ في الأولى : سبح اسم ربك الأعلى ( : 87 : 19 ) وفي الثانية : هل أتاك )

9 - صلاة العيدين :
( مسلم وأبو داود ) ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ - أحيانا - في الأولى سبح اسم ربك الأعلى وفي الأخرى : هل أتاك )
( مسلم وأبو داود ) و - أحيانا ( يقرأ فيهما ب ق والقرآن المجيد ( : 50 : 45 ) واقتربت الساعة ( : 54 : 55 )
10 - صلاة الجنازة :
( البخاري وأبو داود والنسائي ) ( السنة أن يقرأ فيها ب فاتحة الكتاب [ وسورة ] ) و (1/123)( النسائي والطحاوي بسند صحيح ) ( يخافت فيها مخافتة بعد التكبيرة الأولى )
ترتيل القرآءة وتحسين الصوت بها
 
( أبو داود وأحمد بسند صحيح ) وكان صلى الله عليه وسلم - كما أمره الله تعالى - يرتل القرآن ترتيلا لا هذا ولا عجلة بل قراءة ( مفسرة حرفا حرفا )( مسلم ومالك ) حتى ( كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها )( أبو داود والترمذي وصححه ) وكان يقول : ( يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها ) ( البخاري وأبو داود ) و ( كان يمد قراءته ( عند حروف المد ) فيمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم ) . ونضيد ( البخاري ) وأمثالها

وكان يقف على رؤوس الآي كما سبق بيانه
( البخاري ومسلم ) و ( كان - أحيانا - يرجع صوته كما فعل يوم فتح مكة وهو على ناقته يقرأ سورة الفتح ( : 48 : 29 ) [ قراءة لينة ] وقد حكى عبد الله
(1/124)
ابن مغفل ترجيعه هكذا ( آ آ آ )

وكان يأمر بتحسين الصوت بالقرآن فيقول :
( البخاري تعليقا ) ( زينوا القرآن بأصواتكم[فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا])
( صحيح ) ويقول : ( إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله ) وكان يأمر بالتغني بالقرآن فيقول :
( الدارمي وأحمد بسند صحيح ) ( تعلموا كتاب الله وتعاهدوه واقتنوه وتغنوا به فوالذي نفسي بيده لهو أشد من المخاض في العقل ) ( أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) ويقول : ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن )
(1/125) ( البخاري ومسلم ) ويقول : ( ما أذن الله لشيء ما أذن ( وفي لفظ : كأذنه ) لنبي [ حسن الصوت ( وفي لفظ : حسن الترنم ) ] يتغنى بالقرآن [ يجهر به ] )
وقال لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه :
( البخاري ومسلم ) ( لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود ) [ فقال أبو موسى : لو علمت مكانك لحبرت لك - يريد تحسين الصوت - تحبيرا ] (1/127)  

الفتح على الإمام
 
( أبو داود وابن حبان والطبراني ) وسن صلى الله عليه وسلم الفتح على الإمام إذا لبست عليه القراءة فقد ( صلى صلاة فقرأ فيها فلبس عليه فلما انصرف قال لأبي : ( أصليت معنا ) قال : نعم قال : ( فما منعك [ أن تفتح علي ] )
الاستعاذة والتفل في الصلاة لدفع الوسوسة ( مسلم وأحمد ) وقال له عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه : يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ذاك شيطان يقال له : خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا ) قال : ففعلت ذلك فأذهبه الله عني 


الركوع
 
( صحيح ) ثم كان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من القراءة سكت سكتة ثم رفع يديه على الوجوه المتقدمة في ( تكبيرة الافتتاح ) وكبر وركع
(1/128)
وأمر بهما ( المسيء صلاته ) فقال له :
( أبو داود والنسائي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) ( إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله . . . ثم يكبر الله ويحمده ويمجده ويقرأ ما تيسر من القرآن مما علمه الله وأذن له فيه ثم يكبر ويركع [ ويضع يديه على ركبتيه ] حتى تطمئن مفاصله وتسترخي . . ) . الحديث


صفة الركوع
 
( صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يضع كفيه على ركبتيه ) البخاري وأبو داود و ( كان يأمرهم بذلك ) . وأمر به أيضا ( المسيء صلاته ) كما مر آنفا
( البخاري وأبو داود ) و ( كان يمكن يديه من ركبتيه [ كأنه قابض عليهما ] )
و ( كان يفرج بين أصابعه ) وأمر به ( المسيء صلاته ) فقال :
(1/129)
( ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ) ( إذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك ثم فرج بين أصابعك ثم امكث حتى يأخذ كل عضو مأخذه )
( الترمذي وصححه ابن خزيمة ) و ( كان يجافي وينجي مرفقيه عن جنبيه )
( البيهقي بسند صحيح والبخاري ) و ( كان إذا ركع بسط ظهره وسواه ) حتى لو صب عليه الماء لاستقر ) الطبراني وعبد بن أحمد في زوائد المسند وابن ماجة وقال ل ( المسيء صلاته ) :
( أحمد وأبو داود بسند صحيح ) ( فإذا ركعت فاجعل راحتيك على ركبتيك وامدد ظهرك ومكن لركوعك )
( صحيح ) و ( كان لا يصب رأسه ولا يقنع ) ولكن بين ذلك
وجوب الطمأنينة في الركوع
(1/)
و ( كان يطمئن في ركوعه ) وأمر به ( المسيء صلاته ) كما سلف أول الفصل السابق
وكان يقول : ( أتموا الركوع والسجود فوالذي نفسي بيده إني
(1/130)
لأراكم من بعد ظهري إذا ما ركعتم وما سجدتم )
و ( رأى رجلا لا يتم ركوعه وينقر في سجوده وهو يصلي فقال :
( أبو يعلى في مسنده والبيهقي والطبراني وصححه ابن خزيمة ) ( لو مات هذا على حاله هذه مات على غير ملة محمد [ ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم ] مثل الذي لا يتم ركوعه وينقر في سجوده مثل الجائع الذي يأكل التمرة والتمرتين لا يغنيان عنه شيئا )
( حديث حسن ) وقال أبو هريرة رضي الله عنه : ( نهاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن أنقر في صلاتي نقر الديك وأن ألتفت التفات الثعلب وأن أقعي كإقعاء القرد )
( ابن أبي شيبة والطبراني وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) وكان يقول : ( أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته ) . قالوا : يا رسول الله وكيف يسرق من صلاته قال : ( لا يتم ركوعها وسجودها )
و ( كان يصلي فلمح بمؤخر عينه إلى رجل لا يقيم صلبه في الركوع والسجود فلما انصرف قال :
(1/131)
( ابن أبي شيبة وابن ماجة وأحمد بسند صحيح ) ( يا معشر المسلمين إنه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود ) 

أذكار الركوع
 
وكان يقول في هذا الركن أنواعا من الأذكار والأدعية تارة بهذا وتارة بهذا :
1 - ( أحمد وأبو داود وابن ماجة والدارقطني ) ( سبحان ربي العظيم ( ثلاث مرات )
وكان - أحيانا - يكررها أكثر من ذلك
وبالغ مرة في تكرارها في صلاة الليل حتى كان ركوعة قريبا من قيامه وكان يقرأ فيه ثلاث سورة من الطوال : البقرة والنساء وآل عمران يتخللها دعاء واستغفار كما سبق في ( صلاة الليل ) (1/132)
2 - ( صحيح ) ( سبحان ربي العظيم وبحمده ( ثلاثا )
3 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( سبوح قدوح رب الملائكة والروح )
4 - ( البخاري ومسلم ) ( سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي . وكان يكثر - منه - في ركوعه وسجوده يتأول القرآن )
5 - ( النسائي بسند صحيح ) اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت [ أنت ربي ] خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي ( وفي رواية وعظامي ) وعصبي [ وما استقلت به قدمي لله رب العالمين ] )
6 - ( مسلم وأبو عوانة والطحاوي والدار قطني ) ( اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت أنت ربي خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي لله رب العالمين )
7 - ( أبو داود والنسائي بسند صحيح ) ( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ) وهذا قاله في صلاة الليل (1/133)
إطالة الركوع
 
( البخاري ومسلم ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يجعل ركوعه وقيامه بعد الركوع وسجوده وجلسته بين السجدتين قريبا من السواء )
النهي عن قراءة القرآن في الركوع
 
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان ينهى عن قراءة القرآن في الركوع والسجود )
( مسلم وأبو عوانة ) وكان يقول : ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ) 

الاعتدال من الركوع وما يقول فيه
 
( البخاري ومسلم ) ثم ( كان صلى الله عليه وسلم يرفع صلبه من الركوع قائلا : ( سمع الله لمن حمده )
( أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له : ( لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى . . . يكبر . . . ثم يركع . . . ثم يقول : سمع الله لمن حمده حتى يستوي قائما )
( البخاري وأبو داود ) وكان إذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه
( البخاري وأبو داود ) ثم ( كان يقول وهو قائم : ( ربنا [ و ] لك الحمد )
وأمر بذلك كل مصل مؤتما أو غيره فقال :
( صلوا كما رأيتموني أصلي )
( مسلم وأبو عوانة وأحمد وأبو داود ) وكان يقول : ( إنما جعل الإمام ليؤتم به . . وإذا قال : سمع الله لمن حمده فقولوا : ( [ اللهم ] ربنا ولك الحمد ) يسمع الله لكم فإن الله تبارك وتعالى قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم : سمع الله لمن حمده ) (1/135) ( البخاري ومسلم وصححه الترمذي ) وعلل الأمر بذلك في حديث آخر بقوله : ( فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه )
وكان يرفع يديه عند هذا الاعتدال على الوجوه المتقدمة في تكبيرة الإحرام ويقول - وهو قائم - كما مر آنفا :
1 - ( البخاري ومسلم ) ( ربنا ولك الحمد )
وتارة يقول :
2 - ( البخاري ومسلم ) ( ربنا لك الحمد )
وتارة يضيف إلى هذين اللفظين قوله :
3 - و4 - البخاري وأحمد ( اللهم )
( البخاري ومسلم ) وكان يأمر بذلك فيقول : ( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) (1/136)
وكان تارة يزيد على ذلك إما :
5 .( مسلم وأبو عوانة )(ملء السماوات وملء الأرض ومل ما شئت من شيء بعد)

وإما :
6 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( ملء السماوات و [ ملء ] الأرض وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد ) وتارة يضيف إلى ذلك قوله :
7 - ( مسلم وأبو عوانة )
( أهل الثناء والمجد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد )
وتارة تكون الإضافة :
8 - ( مسلم وأبو عوانة )
( ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد [ اللهم ] لا مانع لما أعطيت [ ولا معطي لما منعت ] ولا ينفع ذا الجد منك الجد )
وتارة يقول في صلاة الليل :
9 - ( أبو داود والنسائي بسند صحيح ) ( لربي الحمد لربي الحمد ) يكرر ذلك حتى كان قيامه نحوا من ركوعه الذي كان قريبا من قيامه الأول وكان قرأ فيه سورة البقرة )
(1/137)
10 - ( ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه [ مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى ] )
قاله رجل كان يصلي وراءه صلى الله عليه وسلم بعدما رفع صلى الله عليه وسلم رأسه من الركعة وقال : ( سمع الله لمن حمده ) فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( من المتكلم آنفا ) فقال الرجل : أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( مالك والبخاري وأبو داود ) ( لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولا )

إطالة هذا القيام ووجوب الاطمئنان فيه
(1/)
( البخاري ومسلم ) وكان صلى الله عليه وسلم يجعل قيامه هذا قريبا من ركوعه كما تقدم بل ( كان يقوم أحيانا حتى يقول القائل : ( قد نسي [ من طول ما يقوم ] )
وكان يأمر بالاطمئنان فيه فقال ل ( المسيء صلاته ) :
( البخاري ومسلم ) ( ثم ارفع رأسك حتى تعتدل قائما [ فيأخذ كل عظم مأخذه ] ( وفي رواية : ( وإذا رفعت فأقم صلبك وارفع رأسك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها ) . وذكر له : ( أنه لا تتم صلاة لأحد من الناس إذا لم يفعل ذلك )
(1/138)
( أحمد والطبراني في ( الكبير ) بسند صحيح ) وكان يقول : ( لا ينظر الله عز وجل إلى صلاة عبد لا يقيم صلبه بين ركوعها وسجودها ) 

السجود
( صحيح ) ثم ( كان صلى الله عليه وسلم يكبر ويهوي ساجدا ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له : ( لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى . . . يقول : سمع الله لمن حمده حتى
(1/139)
( أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) يستوي قائما ثم يقول : الله أكبر ثم يسجد حتى تطمئن مفاصله )
( رواه أبو يعلى بسند جيد وابن خزيمة بسند آخر صحيح ) و ( كان إذا أراد أن يسجد كبر [ ويجافي يديه عن جنبيه ] ثم يسجد )
الخرور إلى السجود على اليدين
(1/)
( ابن خزيمة والدارقطني ) و ( كان يضع يديه على الأرض قبل ركبتيه )
( أبو داود ) وكان يأمر بذلك فيقول : ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه )
(1/140)
( ابن خزيمة وأحمد والسراج وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) وكان يقول : ( إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه فإذا وضع أحدكم وجهه فليضع يديه وإذا رفع فليرفعهما )
( البيهقي بسند صحيح ) و ( كان يعتمد على كفيه [ ويبسطهما ] ) . ويضم أصابعهما . ويوجهها قبل القبلة
( أبو داود والنسائي بسند صحيح ) و ( كان يجعلهما حذو منكبيه ) أبو داود والترمذي . وأحيانا ( حذو أذنيه )
( أبو داود والترمذي وصححه هو وابن الملقن ) و ( كان يمكن أنفه وجبهته من الأرض ) (1/141) ( أبو داود وأحمد بسند صحيح ) وقال ل ( المسيء صلاته ) : ( إذا سجدت فمكن لسجودك )
( ابن خزيمة بسند حسن ) وفي رواية ( إذا أنت سجدت فأمكنت وجهك ويديك حتى يطمئن كل عظم منك إلى موضعه )
( الدارقطني والطبراني ) وكان يقول : ( لا صلاة لمن لا يصيب أنفه من الأرض ما يصيب الجبين )
( صحيح ) و ( كان يمكن أيضا ركبتيه وأطراف قدميه ) . و ( يستقبل [ بصدور قدميه و ] بأطراف أصابعهما القبلة ) و ( يرص عقبيه ) . و ( ينصب رجليه ) و ( أمر به ) وكان يفتح أصابعهما
فهذه سبعة أعضاء كان صلى الله عليه وسلم يسجد عليها : الكفان والركبتان والقدمان والجبهة والأنف
(1/142)
وقد جعل صلى الله عليه وسلم العضوين الأخيرين كعضو واحد في السجود حيث ( البخاري ومسلم ) قال : ( أمرت أن أسجد ( وفي رواية : أمرنا أن نسجد ) على سبع أعظم : على الجبهة - وأشار بيده على أنفه - واليدين ( وفي لفظ : الكفين ) والركبتين وأطراف القدمين ولا نكفت الثياب والشعر )
( مسلم وأبو عوانة وابن حبان ) وكان يقول : ( إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب : وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه )
( مسلم وأبو عوانة ) وقال في رجل صلى ورأسه معقوص من ورائه :
( إنما مثل هذا مثل الذي يصلي وهو مكتوف ) وقال أيضا :
(1/143)
( أبو داود والترمذي وحسنه ) ( ذلك كفل الشيطان ) . يعني : مقعد الشيطان . يعني مغرز ضفره
( صحيح ) و ( كان لا يفترش ذراعيه ) بل ( كان يرفعهما عن الأرض ويباعدهما عن جنبيه حتى يبدو بياض إبطيه من ورائه ) و ( حتى لو أن بهمة أرادت أن تمر تحت يديه مرت )
وكان يبالغ في ذلك حتى قال بعض أصحابه :
( أبو داود وابن ماجه بسند حسن ) ( إنا كنا لنأوي " نرق " لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما يجافي بيديه عن جنبيه إذا سجد )
(مسلم وأبو عوانة) وكان يأمر بذلك فيقول : ( إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك )
( البخاري ومسلم ) ويقول : ( اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط ( وفي لفظ : كما يبسط ) الكلب )
( أحمد والترمذي وصححه ) وفي لفظ آخر وحديث آخر : ( ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب )
( ابن خزيمة والمقدسي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) وكان يقول : ( لا تبسط ذراعيك [ بسط (1/144) السبع ] وادعم على راحتيك وتجاف عن ضبعيك فإنك إذا فعلت ذلك سجد كل عضو منك معك ) 
وجوب الطمأنينة في السجود
 
وكان صلى الله عليه وسلم يأمر بإتمام الركوع والسجود ويضرب لمن لا يفعل ذلك مثل الجائع يأكل التمرة والتمرتين لا تغنيان عنه شيئا وكان يقول فيه : ( إنه من أسوء الناس سرقة )
وكان يحكم ببطلان صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود كما سبق تفصيله في ( الركوع ) وأمر ( المسيء صلاته ) بالاطمئنان في السجود كما تقدم في أول الباب 

أذكار السجود
 
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في هذا الركن أنواعا من الأذكار والأدعية تارة هذا وتارة هذا :
1 - ( أحمد وأبو داود وابن ماجه والدارقطني ) ( سبحان ربي الأعلى ( ثلاث مرات )
و ( كان - أحيانا - يكررها أكثر من ذلك )
وبالغ في تكرارها مرة في صلاة الليل حتى كان سجوده قريبا من(1/145) قيامه وكان قرأ فيه ثلاثة سور من الطوال : البقرة والنساء وآل عمران - يتخللها دعاء واستغفار كما سبق في ( صلاة الليل )
2 - ( صحيح ) ( سبحان ربي الأعلى وبحمده ( ثلاثا )
3 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح )
4 - ( البخاري ومسلم ) ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ) وكان - يكثر منه في ركوعه وسجوده يتأول القرآن
5 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت [ وأنت ربي ] سجد وجهي للذي خلقه وصوره [ فأحسن صوره ] وشق سمعه وبصره [ ف ] تبارك الله أحسن الخالقين )
6 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( اللهم اغفر لي ذنبي كله ودقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره )
7 - ( ابن نصر والبزار والحاكم وصححه ورده الذهبي لكن له شواهد مذكورة في الأصل ) ( سجد لك سوادي وخيالي وآمن بك فؤادي أبوء بنعمتك علي هذي - يدي وما جنيت على نفسي )
8 - ( أبو داود والنسائي بسند صحيح ) ( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ) . وهذا (1/146) وما بعده كان يقوله في صلاة الليل
9 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( سبحانك [ اللهم ] وبحمدك لا إله إلا أنت )
10.( ابن شيبة والنسائي وصححه الحاكم ) ( اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت )
11 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( اللهم اجعل في قلبي نورا [ وفي لساني نورا ] واجعل في سمعي نورا واجعل في بصري نورا واجعل من تحتي نورا واجعل من فوقي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا واجعل أمامي نورا - واجعل خلفي نورا [ واجعل في نفسي نورا ] وأعظم لي نورا )
12 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( [ اللهم ] [ إني ] أعوذ برضاك من سخطك و [ أعوذ ] بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) 

النهي عن قراءة القرآن في السجود
 
وكان صلى الله عليه وسلم ينهى عن قراءة القرآن في الركوع والسجود ويأمر بالاجتهاد والإكثار من الدعاء في هذا الركن كما مضى في ( الركوع )
( مسلم وأبو عوانة والبيهقي ) وكان يقول : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء [ فيه ] )
إطالة السجود
 
وكان صلى الله عليه وسلم يجعل سجوده قريبا من الركوع في الطول وربما بالغ في
(1/147)

الإطالة لأمر عارض كما قال بعض الصحابة :
( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي - [ الظهر أو العصر ] - وهو حامل حسنا أو حسينا فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه [ عند قدمه اليمنى ] ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها قال : فرفعت رأسي [ من بين الناس ] فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت إلى سجودي فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس : يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك [ هذه ] سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك قال :
( النسائي وابن عساكر والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) ( كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته )
( ابن خزيمة في صحيحه ) وفي حديث آخر : ( كان صلى الله عليه وسلم يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا منعوهما أشار إليهم أن دعوهما فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره وقال :
( من أحبني فليحب هذين ) (1/148) 
فضل السجود
 
( أحمد بسند صحيح ) وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من أمتي من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة ) قالوا : وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق قال : ( أرأيت لو دخلت صبرة فيها خيل دهم بهم وفيها فرس أغر محجل أما كنت تعرفه منها ) قال : بلى . قال : ( فإن أمتي يومئذ غر من السجود محجلون من الوضوء )
( البخاري ومسلم ) ويقول : ( إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود )
(1/149)
السجود على الأرض والحصير
(1/)
وكان يسجد على الأرض كثيرا
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان أصحابه يصلون معه في شدة الحر فإذا لم يستطع أحدهم أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه )
( أحمد والسراج والبيهقي بسند صحيح ) وكان يقول : ( . . . وجعلت الأرض كلها لي ولأمتي مسجدا وطهورا فأينما أدركت رجلا من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره [ وكان من قبلي يعظمون ذلك إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم ] )
( البخاري ومسلم ) وكان ربما سجد في طين وماء وقد وقع له ذلك في صبح ليلة إحدى وعشرين من رمضان حين أمطرت السماء وسال سقف المسجد وكان من جريد النخل فسجد صلى الله عليه وسلم في الماء والطين قال أبو سعيد الخدري : ( فأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى جبهته وأنفه أثر الماء الطين )
( البخاري ومسلم ) و ( كان يصلي على الخمرة ) أحيانا و ( على الحصير ) أحيانا و ( صلى عليه - مرة - وقد اسود من طول ما لبس )
(1/150) 

الرفع من السجود
(1/)
ثم ( كان صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه من السجود مكبرا ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال :
( أحمد وأبو داود بسند صحيح ) ( لا يتم صلاة لأحد من الناس حتى . . . يسجد حتى تطمئن مفاصله ثم يقول : ( الله أكبر ) ويرفع رأسه حتى يستوي قاعدا ) و ( كان يرفع يديه مع هذا التكبير ) أحيانا
( البخاري ) ثم ( يفرش رجله اليسرى فيقعد عليها [ مطمئنا ] )
( أحمد وأبو داود بسند جيد ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له : ( إذا سجدت فمكن لسجودك فإذا رفعت فاقعد على فخذك اليسرى )
( البخاري والبيهقي ) و ( كان ينصب رجله اليمنى )
( النسائي بسند صحيح ) و ( يستقبل بأصابعها القبلة )

الإقعاء بين السجدتين
(1/)
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان - أحيانا - يقعي [ ينتصب على عقبيه وصدور قدميه ] )
وجوب الاطمئنان بين السجدتين
(1/)
( أبو داود والبيهقي بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يطمئن حتى يرجع كل عظم إلى موضعه )
( أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) أمر بذلك ( المسيء صلاته ) وقال له :
( لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك )
( البخاري ومسلم ) و ( كان يطيلها حتى تكون قريبا من سجدته ) وأحيانا ( يمكث
(1/152)
حتى يقول القائل : قد نسي )
الأذكار بين السجدتين
(1/)
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الجلسة :
1 - ( أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) ( اللهم ( وفي لفظ : رب ) اغفر لي وارحمني [ واجبرني ] [ وارفعني ] واهدني - [ وعافني ] وارزقني ) . وتارة يقول :
2 - ابن ماجه بسند جيد ( رب اغفر لي اغفر لي )
وكان يقولهما في ( صلاة الليل )
( البخاري ومسلم ) ثم ( كان يكبر ويسجد السجدة الثانية ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له بعد أن أمره بالاطمئنان بين السجدتين كما سبق :
(1/153)
( أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي . والزيادة للبخاري ومسلم ) ( ثم تقول : ( الله أكبر ثم تسجد حتى تطمئن مفاصلك [ ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ] )
( أبو عوانة وأبو داود بسندين صحيحين ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مع هذا التكبير ) أحيانا
( البخاري ومسلم ) وكان يصنع في هذه السجدة مثل ما صنع في الأولى ثم ( يرفع رأسه مكبرا )
( أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له بعد أن أمره بالسجدة الثانية كما مر :
( ثم يرفع رأسه فيكبر ) وقال له :
( أحمد والترمذي وصححه ) ( [ ثم اصنع ذلك في كل ركعة وسجدة ] فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك وإن أنقصت منه شيئا أنقصت من صلاتك )
( أبو عوانة وأبو داود بسندين صحيحين ) و ( كان يرفع يديه ) أحيانا
جلسة الاستراحة
( البخاري وأبو داود ) ثم ( يستوي قاعدا [ على رجله اليسرى معتدلا حتى يرجع كل عظم إلى موضعه ] )
(1/154) 

الاعتماد على اليدين في النهوض إلى الركعة
(1/)
( الشافعي والبخاري ) ثم ( كان صلى الله عليه وسلم ينهض معتمدا على الأرض إلى الركعة الثانية )
( أبو إسحاق ) و ( كان يعجن في الصلاة : يعتمد على يديه إذا قام )
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان صلى الله عليه وسلم إذا نهض في الركعة الثانية استفتح ب الحمد لله ولم يسكت )
وكان يصنع في هذه الركعة مثل ما يصنع في الأولى إلا أنه كان يجعلها أقصر من الأولى كما سبق
(1/155) 

وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة
(1/)
( أبو داود وأحمد بسند قوي ) وقد أمر ( المسيء صلاته ) بقراءة الفاتحة في كل ركعة حيث قال له بعد أن أمره بقراءتها في الركعة الأولى :
( ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ) ( وفي رواية : ( في كل ركعة )
( ابن ماجة وابن حبان في صحيحه ) وقال : ( في كل ركعة قراءة ) 

التشهد الأول
(1/)
جلسة التشهد
( النسائي بسند صحيح ) ثم كان صلى الله عليه وسلم يجلس للتشهد بعد الفراغ من الركعة الثانية فإذا كانت الصلاة ركعتين كالصبح ( جلس مفترشا )
( البخاري وأبو داود ) ( كما كان يجلس بين السجدتين وكذلك ( يجلس في التشهد الأول ) من الثلاثية أو الرباعية
( أبو داود والبيهقي بسند جيد ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له :
(1/156)
( فإذا جلست في وسط الصلاة فاطمئن وافترش فخذك اليسرى ثم تشهد )
وقال أبو هريرة رضي الله عنه :
( الطيالسي وأحمد وابن أبي شيبة ) ( ونهاني خليلي صلى الله عليه وسلم عن إقعاء كإقعاء الكلب )
( مسلم وأبو عوانة ) وفي حديث آخر : ( كان ينهى عن عقبة الشيطان )
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان إذا قعد في التشهد وضع كفه اليمنى على فخذه ( وفي رواية : ركبته ) اليمنى ووضع كفه اليسرى على فخذه ( وفي رواية : ركبته ) اليسرى [ باسطها عليها ] )
( أبو داود والنسائي بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يضع حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى )
( البيهقي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) و ( نهى رجلا وهو جالس معتمد على يده اليسرى في الصلاة فقال : ( إنها صلاة اليهود ) وفي لفظ :
(1/157)
( أحمد وأبو داود بسند جيد ) ( لا تجلس هكذا إنما هذه جلسة الذين يعذبون ) وفي حديث آخر :
( عبد الرزاق وصححه عبد الحق في أحكامه ) ( هي قعدة المغضوب عليهم ) 

تحريك الإصبع في التشهد
(1/)
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يبسط كفه اليسرى على ركبته اليسرى ويقبض أصابع كفه اليمنى كلها ويشير بإصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة ويرمي ببصره إليها )
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان إذا أشار بإصبعه وضع إبهامه على إصبعه الوسطى )
( أبو داود والنسائي وابن الجارود وابن حبان في صحيحه ) وتارة ( كان يحلق بهما حلقة )
( أبو داود وابن حبان في صحيحه ) و ( كان رفع إصبعه يحركها يدعو بها ) ويقول :
(1/158)
( أحمد والبزار وأبو جعفر ) ( لهي أشد على الشيطان من الحديد . يعني : السبابة )
( ابن أبي شيبة بسند حسن ) و ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بعضهم على بعض . يعني : الإشارة بالإصبع في الدعاء )
( النسائي والبيهقي بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك في التشهدين جميعا )
و ( رأى رجلا يدعو بإصبعيه فقال :
(1/159)
( ابن أبي شيبة والنسائي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) ( أحد [ أحد ] ) [ وأشار بالسبابة ] )
====================

تحريك الإصبع في التشهد
(1/)
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يبسط كفه اليسرى على ركبته اليسرى ويقبض أصابع كفه اليمنى كلها ويشير بإصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة ويرمي ببصره إليها )
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان إذا أشار بإصبعه وضع إبهامه على إصبعه الوسطى )
( أبو داود والنسائي وابن الجارود وابن حبان في صحيحه ) وتارة ( كان يحلق بهما حلقة )
( أبو داود وابن حبان في صحيحه ) و ( كان رفع إصبعه يحركها يدعو بها ) ويقول :
(1/158)
( أحمد والبزار وأبو جعفر ) ( لهي أشد على الشيطان من الحديد . يعني : السبابة )
( ابن أبي شيبة بسند حسن ) و ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بعضهم على بعض . يعني : الإشارة بالإصبع في الدعاء )
( النسائي والبيهقي بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك في التشهدين جميعا )
و ( رأى رجلا يدعو بإصبعيه فقال :
(1/159)
( ابن أبي شيبة والنسائي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) ( أحد [ أحد ] ) [ وأشار بالسبابة ] ) 

وجوب التشهد الأول ومشروعية الدعاء فيه
(1/)
( مسلم وأبو عوانة ) ثم ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في كل ركعتين ( التحية )
( البيهقي بإسناد جيد ) و ( كان أول ما يتكلم به عند القعدة : ( التحيات لله )
( البخاري ومسلم ) و ( كان إذا نسيها في الركعتين الأوليين يسجد للسهو )
وكان يأمر بها فيقول :
( النسائي وأحمد والطبراني بسند صحيح ) ( إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا : التحيات إلخ . . . وليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فليدع الله عز وجل [ به ] ) وفي لفظ : ( قولوا في كل جلسة : التحيات ) . وأمر به ( المسيء صلاته ) أيضا كما تقدم آنفا
( البخاري ومسلم ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يعلمهم التشهد كما يعلمهم السورة من القرآن )
( أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) و ( السنة إخفاؤه )
(1/160) 

صيغ التشهد
(1/)
وعلمهم صلى الله عليه وسلم أنواعا من صيغ التشهد :
1 - ( البخاري ومسلم ) ( تشهد ابن مسعود : قال :
( علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد - [ و ] كفي بين كفيه - كما يعلمني السورة من القرآن :
( التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين [ فإنه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض ] أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) [ وهو بين ظهرانينا فلما قبض قلنا : السلام على النبي ]
(1/161)
2 - ( مسلم وأبو عوانة والشافعي ) تشهد ابن عباس : قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا [ السورة من ] القرآن فكان يقول :
( التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله [ ال ] سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته [ ال ] سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله و [ أشهد ] أن محمدا رسول الله . وفي رواية : عبده ورسوله )
(1/162)
3 - ( أبو داود والدارقطني وصححه ) تشهد ابن عمر : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في التشهد :
( التحيات لله [ و ] الصلوات [ و ] الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله - قال ابن عمر : زدت فيها : وبركاته - السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله - قال ابن عمر : وزدت فيها : وحده لا شريك له - وأشهد أن محمدا - عبده ورسوله )
4 - ( مسلم وأبو عوانة ) تشهد أبي موسى الأشعري : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( . . . وإذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم : التحيات الطيبات الصلوات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله [ وحده لا شريك له ] وأشهد أن محمدا عبده ورسوله [ سبع كلمات عن تحية الصلاة ]
5 - ( مالك والبيهقي بسند صحيح ) تشهد عمر بن الخطاب كان رضي الله عنه يعلم الناس التشهد وهو على المنبر يقول : قولوا :
( التحيات لله الزاكيات لله الطيبات [ لله ] السلام عليك . . . )
(1/163)
إلخ مثل تشهد ابن مسعود
6 - ( ابن أبي شيبة والسراج والبيهقي ) تشهد عائشة : قال القاسم بن محمد كانت عائشة تعلمنا التشهد وتشير بيدها تقول :
( التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات لله السلام على النبي . . . ) إلخ تشهد ابن مسعود
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وموضعها وصيغها
(1/)
( أبو عوانة في صحيحه ) وكان صلى الله عليه وسلم يصلي على نفسه في التشهد الأول وغيره
وسن ذلك لأمته حيث أمرهم بالصلاة عليه بعد السلام عليه
(1/164) 
وعلمهم أنواعا من صيغ الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم :
1 - ( أحمد والطحاوي بسند صحيح ) ( اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل بيته وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد )
وهذا كان يدعو به هو نفسه صلى الله عليه وسلم
2 - ( البخاري ومسلم ) ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على [ إبراهيم وعلى ] آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد
(1/165)
كما باركت على [ إبراهيم وعلى ] آل إبراهيم إنك حميد مجيد )
3 - ( أحمد والنسائي وأبو يعلى ) اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم [ وآل إبراهيم ] إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على [ إبراهيم و ] وآل إبراهيم إنك حميد مجيد )
4 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( اللهم صل على محمد [ النبي الأمي ] وعلى آل محمد كما صليت على [ آل ] إبراهيم وبارك على محمد [ النبي الأمي ] وعلى آل محمد كما باركت على [ آل ] إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد )
5 - ( البخاري والنسائي والطحاوي وأحمد ) ( اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على [ آل ] إبراهيم وبارك على محمد [ عبدك ورسولك ] [ وعلى آل محمد ] كما باركت على إبراهيم [ وعلى آل إبراهيم ] )
(1/166)
6 - ( البخاري ومسلم ) ( اللهم صل على محمد و [ على ] أزواجه وذريته كما صليت على [ آل ] إبراهيم وبارك على محمد و [ على ] أزواجه وذريته كما باركت - على [ آل ] إبراهيم إنك حميد مجيد )
7 - ( النسائي والطحاوي ) ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ) 
فوائد مهمة في الصلاة على نبي الأمة
(1/)
الفائدة الأولى : من الملحوظ أن أكثر هذه الأنواع من صيغ الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ليس فيها ذكر إبراهيم نفسه مستقلا عن آله وإنما فيها : ( كما صليت على آل إبراهيم ) والسبب في ذلك أن آل الرجل في اللغة العربية يتناول الرجل كما يتناول غيره ممن يؤوله كما في قوله تعالى : إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين آل عمران ( 23 ) وقوله : إلا آل لوط نجيناهم بسحر القمر ( 34 ) ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم صل على آل أبي أوفى ) وكذلك لفظ أهل البيت كقوله تعالى : رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت هود ( 73 ) فإن إبراهيم داخل فيهم
قال ( شيخ الإسلام ) :
( ولهذا جاء في أكثر الألفاظ : ( كما صليت على آل إبراهيم ) و ( كما
(1/168)
باركت على آل إبراهيم ) وجاء في بعضها : ( إبراهيم ) نفسه لأنه هو الأصل في الصلاة والزكاة وسائر أهل بيته إنما يحصل ذلك تبعا وجاء في بعضها ذكر هذا وهذا تنبيها على هذين )
إذا علمت ذلك فقد اشتهر التساؤل بين العلماء عن وجه التشبيه في قوله : ( كما صليت ) إلخ لأن المقرر أن المشبه دون المشبه به والواقع هنا عكسه إذ أن محمدا صلى الله عليه وسلم أفضل من إبراهيم وقضية كونه أفضل أن تكون الصلاة المطلوبة أفضل من كل صلاة حصلت أو تحصل وأجاب العلماء عن ذلك بأجوبة كثيرة تراها في ( الفتح ) و ( الجلاء ) وقد بلغت نحو عشرة أقوال بعضها أشد ضعفا من بعض إلا قولا واحدا فإنه قوي واستحسنه شيخ الإسلام وابن القيم وهو قول من قال :
( عن آل إبراهيم فيهم الأنبياء الذين ليس في آل محمد مثلهم فإذا طلب للنبي صلى الله عليه وسلم ولآله مثل ما لإبراهيم وآله وفيهم الأنبياء حصل لآل محمد من ذلك ما يليق بهم فإنهم لا يبلغون مراتب الأنبياء وتبقى الزيادة التي للأنبياء - وفيهم إبراهيم - لمحمد صلى الله عليه وسلم فيحصل له من المزية ما لا يحصل لغيره )
قال ابن القيم :
( وهذا أحسن من كل ما تقدم وأحسن منه أن يقال : محمد صلى الله عليه وسلم هو من آل إبراهيم بل هو خير آل إبراهيم كما روى علي بن طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى : إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين آل عمران ( 33 ) قال ابن عباس : ( محمد من آل إبراهيم ) وهذا نص إذا دخل غيره من الأنبياء الذين هم من ذرية إبراهيم في
(1/168)
آله فدخول رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى فيكون قولنا : ( كما صليت على آل إبراهيم ) متناولا للصلاة عليه وعلى سائر النبيين من ذرية إبراهيم ثم قد أمرنا الله تعالى أن نصلي عليه وعلى آله خصوصا بقدر ما صلينا عليه مع سائر آل إبراهيم عموما وهو فيهم ويحصل لآله من ذلك ما يليق بهم ويبقى الباقي كله له صلى الله عليه وسلم قال : ولا ريب أن الصلاة الخاصة لآل إبراهيم ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم أكمل من الصلاة الحاصلة لهم دونهم فيطلب له من الصلاة هذا الأمر العظيم الذي هو أفضل مما لإبراهيم قطعا ويظهر حينئذ فائدة التشبيه وجريه على أصله وأن المطلوب له من الصلاة بهذا اللفظ أعظم من المطلوب له بغيره فإنه إذا كان المطلوب بالدعاء إنما هو مثل المشبه به وله أوفر نصيب منه صار له من المشبه المطلوب أكثر مما لإبراهيم وغيره وإنضاف إلى ذلك مما له من المشبه به من الحصة التي لم تحصل لغيره فظهر بهذا من فضله وشرفه على إبراهيم وعلى كل من آله - وفيهم النبيون - ما هو اللائق به وصارت هذه الصلاة دالة على هذا التفضيل وتابعة له وهي من موجباته ومقتضياته فصلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا وجزاه عنا أفضل ما جزى نبيا عن أمته اللهم صل على محمد وعلى آله محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) 

الفائدة الثانية : ويرى القارئ الكريم أن هذه الصيغ على اختلاف أنواعها فيها كلها الصلاة على آل النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وذريته معه صلى الله عليه وسلم فلذلك فليس من السنة ولا يكون منفذا للأمر النبوي من اقتصر على قوله : ( اللهم صل على محمد ) فحسب بل لا بد من الإتيان بإحدى هذه الصيغ كاملة كما جاءت عنه صلى الله عليه وسلم لا فرق في ذلك بين التشهد الأول والآخر وهو نص الإمام
(1/169)
الشافعي في ( الأم ) ( 1 / 102 ) فقال :
( والتشهد في الأولى والثانية لفظ واحد لا يختلف ومعنى قولي ( التشهد ) التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا يجزيه أحدهما عن الآخر )
وأما حديث : ( كان لا يزيد في الركعتين على التشهد ) فهو حديث منكر كما حققته في ( الضعيفة ) ( 5186 )
وإن من عجائب هذا الزمن ومن الفوضى العلمية فيه أن يجرؤ بعض الناس - وهو الأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي في كتابه : ( الإسلام الصحيح ) - على إنكار الصلاة على الآل في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم على الرغم من ورود ذلك في ( الصحيحين ) وغيرهما عن جمع من الصحابة منهم كعب بن عجرة وأبو حميد الساعدي وأبو سعيد الخدري وأبو مسعود الأنصاري وأبو هريرة وطلحة بن عبيد الله وفي أحاديثهم أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم : ( كيف نصلي عليك ) فعلمهم صلى الله عليه وسلم هذه الصيغ وحجته في الإنكار أن الله تعالى لم يذكر في قوله : صلوا عليه وسلموا تسليما مع النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ثم أنكر وبالغ في الإنكار أن يكون الصحابة قد سألوه صلى الله عليه وسلم ذلك السؤال لأن الصلاة معروفة المعنى عندهم وهو الدعاء فكيف يسألونه وهذه مغالطة مكشوفة لأن سؤالهم لم يكن على معنى الصلاة عليه حتى يرد ما ذكره وإنما كان عن كيفية الصلاة عليه كما جاء في جميع الروايات على ما سبقت الإشارة إليه وحينئذ فلا غرابة لأنهم سألوه عن كيفية شرعية لا يمكنهم معرفتها إلا من طريق الشارع الحكيم العليم وهذا كما لو سألوه عن كيفية الصلاة المفروضة بمثل قوله تعالى : وأقيموا الصلاة فإن معرفتهم لأصل معنى الصلاة في اللغة لا يغنيهم عن السؤال عن كيفيتها الشرعية وهذا بين لا يخفى
(1/170)
وأما حجته المشار إليها فلا شيء ذلك لأنه من المعلوم عند المسلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم هو المبين لكلام رب العالمين كما قال تعالى : وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم النحل ( 44 ) فقد بين صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة عليه وفيها ذكر الآل فوجب قبول ذلك منه لقوله تعالى : وما آتاكم الرسول فخذوه الحشر ( 7 ) وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المشهور : ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ) وهو مخرج في ( تخريج المشكاة ) ( 163 و4247 )
وليت شعري ماذا يقول النشاشيبي - ومن قد يغتر ببهرج كلامه - فيمن عسى أن ينكر التشهد في الصلاة أو أنكر على الحائض ترك الصلاة والصوم في حيضها بدعوى أن الله لم يذكر التشهد في القرآن وإنما ذكر القيام والركوع والسجود فقط وأنه تعالى لم يسقط في القرآن الصلاة والصوم عن الحائض فالواجب عليها القيام بذلك فهل يوافقون هذا المنكر في إنكاره أم ينكرون عليه ذلك فإن كان الأول - وذلك مما لا نرجوه - فقد ضلوا ضلالا بعيدا وخرجوا عن جماعة المسلمين وإن كان الآخر فقد وفقوا وأصابوا فما ردوا به على المنكر فهو ردنا على النشاشيبي وقد بينا لك وجه ذلك
فحذار أيها المسلم أن تحاول فهم القرآن مستقلا عن السنة فإنك لن تستطيع ذلك ولو كنت في اللغة سيبويه زمانك وهاك المثال أمامك فإن النشاشيبي هذا كان من كبار علماء اللغة في القرن الحاضر فأنت تراه قد ضل حين اغتر بعلمه في اللغة ولم يستعن على فهم القرآن بالسنة بل إنه أنكرها كما عرفت والأمثلة على ما نقول كثيرة جدا لا يتسع المقام لذكرها وفيما سبق
(1/171)
كفاية . والله الموفق 

الفائدة الثالثة : ويرى القارئ أيضا أنه ليس في شيء منها لفظ : ( السيادة ) ولذلك اختلف المتأخرون في مشروعية زيادتها في الصلوات الإبراهيمية ولا يتسع المجال الآن لنفصل القول في ذلك وذكر من ذهب إلى عدم مشروعيتها اتباعا لتعليم النبي صلى الله عليه وسلم الكامل لأمته حين سئل عن كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فأجاب آمرا بقوله : ( قولوا : اللهم صل على محمد . . . ) ولكني أريد أن أنقل إلى القراء الكرام هنا رأي الحافظ ابن حجر العسقلاني في ذلك باعتباره أحد كبار علماء الشافعية الجامعين بين الحديث والفقه فقد شاع لدى متأخري الشافعية خلاف هذا التعليم النبوي الكريم
فقال الحافظ محمد بن محمد بن محمد الغرابيلي ( 790 - 835 ) وكان ملازما لابن حجر - قال رحمه ومن خطه نقلت :
( وسئل ( أي الحافظ ابن حجر ) أمتع الله بحياته عن صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة أو خارج الصلاة سواء قيل بوجوبها أو ندبيتها هل يشترط فيها أن يصفه صلى الله عليه وسلم بالسيادة كأن يقول مثلا : اللهم صل على سيدنا محمد أو على سيد الخلق أو على سيد ولد آدم أو يقتصر على قوله : اللهم صل على محمد وأيهما أفضل : الإتيان بلفظ السيادة لكونها صفة ثابتة له صلى الله عليه وسلم أو عدم الإتيان به لعدم ورود ذلك في الآثار
فأجاب رضي الله عنه :
نعم اتباع الألفاظ المأثورة أرجح ولا يقال : لعله ترك ذلك تواضعا
(1/172)
منه صلى الله عليه وسلم كما لم يكن يقول عند ذكره صلى الله عليه وسلم : ( صلى الله عليه وسلم ) وأمته مندوبة إلى أن تقول ذلك كلما ذكر لأنا نقول : لو كان ذلك راجحا لجاء عن الصحابة ثم عن التابعين ولم نقف في شيء من الآثار عن أحد من الصحابة ولا التابعين لهم قال ذلك مع كثرة ما ورد عنهم من ذلك وهذا الإمام الشافعي - أعلى الله درجته وهو من أكثر الناس تعظيما للنبي صلى الله عليه وسلم - قال في خطبة كتابه الذي هو عمدة أهل مذهبه : ( اللهم صل على محمد ) إلى آخره ما أداه إليه اجتهاده وهو قوله : كلما ذكره الذاكرون وكلما غفل عن ذكره الغافلون وكأنه استنبط ذلك من الحديث الصحيح الذي فيه : ( سبحان الله عدد خلقه ) فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال لأم المؤمنين - ورآها قد أكثرت التسبيح وأطالته - : ( لقد قلت بعدك كلمات لو وزنت بما قلت لوزنتهن ) فذكر ذلك وكان صلى الله عليه وسلم يعجبه الجوامع من الدعاء
وقد عقد القاضي عياض بابا في صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب ( الشفاء ) ونقل فيها أثارا مرفوعة عن جماعة من الصحابة والتابعين ليس في شيء منها عن أحد من الصحابة وغيرهم لفظ : ( سيدنا )
منها حديث علي أنه كان يعلمهم كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : اللهم داحي المدحوات وباري المسموكات اجعل سوابق صلواتك ونوامي بركاتك وزائد تحيتك على محمد عبدك ورسولك الفاتح لما أغلق
وعن علي أنه كان يقول : صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وما سبح لك من شيء يا رب العالمين على محمد بن عبد الله خاتم النبيين وإمام المتقين . . الحديث
وعن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول : اللهم اجعل صلواتك
(1/173)
وبركاتك ورحمتك على محمد عبدك ورسولك إمام الخير ورسول الرحمة . . . الحديث
وعن الحسن البصري أنه كان يقول : من أراد أن يشرب بالكأس الأروى من حوض المصطفى فليقل : اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأولاده وذريته وأهل بيته وأصهاره وأنصاره وأشياعه ومحبيه . فهذا ما أوثره من ( الشفاء ) مما يتعلق بهيئة الصلاة عليه عن الصحابة ومن بعدهم وذكر فيه غير ذلك
نعم ورد في حديث ابن مسعود أنه كان يقول في صلاته على النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم اجعل فضائل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين . . . الحديث . أخرجه ابن ماجه ولكن إسناده ضعيف وحديث علي المشار إليه أولا أخرجه الطبراني بإسناد ليس له بأس وفيه ألفاظ غريبة رويتها مشروحة في كتاب ( فضل النبي صلى الله عليه وسلم ) لأبي الحسن بن الفارس وقد ذكر الشافعية أن رجلا لو حلف ليصلين على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الصلاة فطريق البر أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم صل على محمد كلما ذكره الذاكرون وسها عن ذكره الغافلون . وقال النووي : والصواب الذي ينبغي الجزم به أن يقال : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم . . . الحديث
وقد تعقبه جماعة من المتأخرين بأنه ليس في الكيفيتين المذكورتين ما يدل على ثبوت الأفضلية فيهما من حيث النقل وأما من حيث المعنى فالأفضلية ظاهرة في الأول
والمسألة مشهورة في كتب الفقه والغرض منها أن كل من ذكر هذه المسألة من الفقهاء قاطبة لم يقع في كلام أحد منهم : ( سيدنا ) ولو كانت
(1/174)
هذه الزيادة مندوبة ما خفيت عليهم كلهم حتى أغفلوها والخير كله في الاتباع والله أعلم )
قلت : وما ذهب إليه الحافظ ابن حجر رحمه الله من عدم مشروعية تسويده صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه اتباعا للأمر الكريم وهو الذي عليه الحنفية هو الذي ينبغي التمسك به لأنه الدليل الصادق على حبه صلى الله عليه وسلم قل إن كنتم تحبوني فاتبعوني يحببكم الله آل عمران ( 31 )
ولذلك قال الإمام النووي في ( الروضة ) ( 1 / 265 ) :
( وأكمل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم صل على محمد . . . ) إلخ وفق النوع الثالث المتقدم فلم يذكر فيه ( السيادة ) 

الفائدة الرابعة :
واعلم أن النوع الأول من صيغ الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم - وكذا النوع الرابع - هو ما علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه لما سألوه عن كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وقد استدل بذلك على أنها أفضل الكيفيات في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لأنه لا يختار لهم - ولا لنفسه - إلا الأشرف والأفضل ومن ثم صوب النووي في ( الروضة ) أنه لو حلف ليصلين عليه صلى الله عليه وسلم أفضل الصلاة لم يبر إلا بتلك الكيفية ووجه السبكي بأنه من أتى بها فقد صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بيقين وكل من جاء بلفظ غيرها فهو من إتيانه بالصلاة المطلوبة في شك لأنهم قالوا : كيف نصلي عليه قال : ( قولوا : . . . ) فجعل الصلاة عليه منهم هي قولهم كذا . انتهى
ذكره الهيتمي في ( الدر المنضود ) ( ق 25 / 2 ) ثم ذكرا ( ق 27 / 1 ) أن المقصود يحصل بكل من هذه الكيفيات التي جاءت في الأحاديث الصحيحية
(1/175) 
الفائدة الخامسة :
واعلم أنه لا يشرع تلفيق صيغة صلاة واحدة من مجموع هذه الصيغ وكذلك يقال في صيغ التشهد المتقدمة بل ذلك بدعة في الدين إنما السنة أن يقول هذا تارة وهذا تارة كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية في بحث له في التكبير في العيدين ( مجموع ) ( 69 / 253 / 1 )
الفائدة السادسة :
قال العلامة صديق حسن خان في كتابه ( نزل الأبرار بالعلم المأثور من الأدعية والأذكار ) بعد أن ساق أحاديث كثيرة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والإكثار منها - قال ( ص 161 ) :
( لا شك في أن أكثر المسلمين صلاة عليه صلى الله عليه وسلم هم أهل الحديث ورواة السنة المطهرة فإن من وظائفهم في هذا العلم الشريف الصلاة عليه أمام كل حديث ولا يزال لسانهم رطبا بذكره صلى الله عليه وسلم وليس كتاب من كتب السنة ولا ديوان من دواوين الحديث - على اختلاف أنواعها من ( الجوامع ) و ( المسانيد ) و ( المعاجم ) و ( الأجزاء ) وغيرها - إلا وقد اشتمل على آلاف الأحاديث حتى إن أخصرها حجما كتاب ( الجامع الصغير ) للسيوطي فيه عشرة آلاف حديث وقس على ذلك سائر الصحف النبوية فهذه العصابة الناجية والجماعة الحديثية أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة وأسعدهم بشفاعته صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي - ولا يساويهم في هذه الفضيلة أحد من الناس إلا من جاء بأفضل مما جاؤوا به ودونه خرط القتاد فعليك يا باغي الخير وطالب النجاة بلا ضير أن تكون محدثا أو متطفلا على المحدثين وإلا فلا تكن . . . فليس فيما سوى ذلك من عائدة تعود إليك )
قلت : وأنا أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلني من هؤلاء المحدثين الذين هم أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ولعل هذا الكتاب من الأدلة على ذلك
(1/176)
ورحم الله الإمام أحمد إمام السنة الذي أنشد :
دين النبي محمد أخبار نعم المطية للفتى آثار
لا ترغبن عن الحديث وأهله فالرأي ليل والحديث نهار
ولربما جهل الفتى أثر الهدى والشمس بازغة لها أنوار
وكذلك سن لهم الدعاء في هذا المتشهد وغيره فقال صلى الله عليه وسلم :
( النسائي والطبراني وأحمد وهومخرج في ( الصحيحة ) ( إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا : ( التحيات لله . . . ) ( فذكرها إلى آخرها ثم قال : ( ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه ) 
القيام إلى الركعة الثالثة ثم الرابعة
(1/)
( البخاري ومسلم ) ثم كان صلى الله عليه وسلم ينهض إلى الركعة الثالثة مكبرا وأمر به ( المسيء صلاته ) في قوله : ( ثم اصنع ذلك في كل ركعة وسجدة ) كما تقدم
( أبو يعلى بسند جيد وهو مخرج في ( الصحيحة ) و ( كان صلى الله عليه وسلم إذا قام من القعدة كبر ثم قام )
( البخاري وأبو داود ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يرفع يديه ) مع هذا التكبير أحيانا
( البخاري وأبو داود ) و ( كان إذا أراد القيام إلى الركعة الرابعة قال : ( الله أكبر ) وأمر به ( المسيء صلاته ) كما تقدم آنفا
(1/177)
( أبو عوانة والنسائي بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يرفع يديه ) . مع هذا التكبير أحيانا
( البخاري وأبو داود ) ثم ( كان يستوي قاعدا على رجله اليسرى معتدلا حتى يرجع كل عظم إلى موضعه ثم يقوم معتمدا على الأرض )
( الحربي في ( غريب الحديث ) ومعناه عند البخاري ) و ( كان يعجن يعتمد على يديه إذا قام )
و ( كان يقرأ في كل من الركعتين : الفاتحة ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) وكان ربما أضاف إليهما في صلاة الظهر بضع آيات كما سبق بيانه في القراءة في ( صلاة الظهر )
القنوت في الصلوات الخمس للنازلة
(1/)
( البخاري وأحمد ) و ( كان صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت في الركعة الأخيرة بعد الركوع إذا قال : ( سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ) و ( كان يجهر بدعائه )
( أحمد والطبراني بسند صحيح ) و ( يرفع يديه )
(1/178)
( أبو داود والسراج وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) و ( يؤمن من خلفه )
( أبو داود والسراج والدارقطني ) و ( كان يقنت في الصلوات الخمس كلها ) لكنه
( ابن خزيمة في صحيحه ) ( كان لا يقنت فيها إلا إذا دعا لقوم أو على قوم ) فربما قال :
( أحمد والبخاري والزيادة لمسلم ) ( اللهم انج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف [ اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله ] )
( النسائي وأحمد ) ثم ( كان يقول - إذا فرغ من القنوت - : ( الله أكبر ) فيسجد ) 

القنوت في الوتر
(1/)
( ابن نصر والدارقطني بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يقنت في ركعة الوتر ) أحيانا
( ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي ) و ( يجعله قبل الركوع )
(1/179)
وعلم الحسن بن علي رضي الله عنه أن يقول [ إذا فرغ من قراءته في الوتر ] :
( ابن خزيمة وكذا ابن أبي شيبة ) ( اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت [ ف ] إنك تقضي ولا يقضى عليك [ و ] إنه لا يذل من واليت [ ولا يعز من عاديت ] - هذه الزيادة ثابتة في الحديث كما قال الحافظ في ( التلخيص )
(1/180)
تباركت ربنا وتعاليت [ لا منجا منك إلا إليك ] ) 
التشهد الأخير وجوب التشهد
ثم كان صلى الله عليه وسلم بعد أن يتم الركعة الرابعة يجلس للتشهد الأخير
وكان يأمر فيه بما أمر به في الأول ويصنع فيه ما كان يصنع في الأول إلا أنه ( البخاري ) ( كان يقعد فيه متوركا )
( أبو داود والبيهقي بسند صحيح ) ( يفضي بوركه اليسرى إلى الأرض ويخرج قدميه من ناحية واحدة )
( مسلم وأبو عوانة ) و ( يجعل اليسرى تحت فخذه وساقه ) و ( ينصب اليمنى ) وربما ( فرشها ) - مسلم وأبو عوانة - أحيانا
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان يلقم كفه اليسرى ركبته يتحامل عليها )
وسن فيه الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كما سن ذلك في التشهد الأول وقد مضى هناك ذكر الصيغ الواردة في صفة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم
وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
(1/)
وقد ( سمع صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
(1/181)
( عجل هذا ) ثم دعاه فقال له ولغيره :
( أحمد وأبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) ( إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه جل وعز والثناء عليه ثم يصلي وفي رواية : ليصل ) على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء )
و ( سمع رجلا يصلي فمجد الله وحمده وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( النسائي بسند صحيح ) ( ادع تجب وسل تعط ) 
وجوب الاستعاذة من أربع قبل الدعاء
(1/)
( مسلم وأبو عوانة والنسائي وابن الجارود ) وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا فرغ أحدكم من التشهد [ الآخر ] فليستعذ بالله من أربع [ يقول : اللهم إني أعوذ بك ] من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر [ فتنة ] المسيح الدجال [ ثم يدعو لنفسه بما بدا له ] )
(1/182)
( أبو داود وأحمد بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يدعو به في تشهده )
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان يعلمه الصحابة رضي الله عنهم كما يعلمهم السورة من القرآن ) 

الدعاء قبل السلام وأنواعه
(1/)
( البخاري ومسلم ) وكان صلى الله عليه وسلم يدعو في صلاته بأدعية متنوعة تارة بهذا وتارة بهذا وأقر أدعية أخرى و ( أمر المصلي أن يتخير منها ما شاء ) . وهاك هي :
1 - ( البخاري ومسلم ) ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح
(1/183)
الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم )
2 - ( النسائي بسند صحيح ) ( اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل [ بعد ] )
3 - ( أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) ( اللهم حاسبني حسابا يسيرا )
4 - ( النسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق ( وفي رواية : الحكم ) والعدل في الغضب والرضى وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا يبيد وأسألك قرة عين [ لا تنفد و ] لا تنقطع وأسألك الرضى بعض القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك و [ أسألك ] الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا
(1/184)
هداة مهتدين )
5 - وعلم صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن يقول :
( البخاري ومسلم ) ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يفغر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم )
6 - ( أحمد والطيالسي والبخاري في ( الأدب المفرد ) وقد خرجته في الصحيحة ) وأمر عائشة رضي الله عنها أن تقول :
( اللهم إني أسألك من الخير كله [ عاجله وآجله ] ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله [ عاجله وآجله ] ما علمت منه وما لم أعلم وأسألك ( وفي رواية : اللهم إني أسألك ) الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل وأسألك ( وفي رواية : اللهم إني أسألك ) من [ ال ] خير ما سألك عبدك ورسولك [ محمد وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ] [ وأسألك ] ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته [ لي ] رشدا )
7 - ( أبو داود وابن ماجه وابن خزيمة بسند صحيح ) و ( قال لرجل : ( ما تقول في الصلاة ) قال : أتشهد ثم أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار أما والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال صلى الله عليه وسلم :
(1/185)
( حولها ندندن )
8 - وسمع رجلا يقول في تشهده :
( أبو داود والنسائي وأحمد وأبن خزيمة ) ( اللهم إني أسألك يا الله ( وفي رواية : بالله ) [ الواحد ] الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم . فقال صلى الله عليه وسلم :
( قد غفر له قد غفر له )
9 - وسمع آخر يقول في تشهده أيضا :
( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال :
( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية :
(1/186)
الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى )
10 - ( مسلم وأبو عوانة ) وكان من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم :
( اللهم اغفر ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ) 

التسليم
(1/)
( مسلم بنحوه وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه ) ثم ( كان صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه : ( السلام عليكم ورحمة الله ) [ حتى يرى بياض خده الأيمن ] وعن يساره : ( السلام عليكم ورحمة الله ) [ حتى يرى بياض خده الأيسر ] )
( أبو داود وابن خزيمة بسند صحيح ) وكان أحيانا يزيد في التسليمة الأولى : ( وبركاته )
( النسائي وأحمد والسراج بسند صحيح ) و ( كان إذا قال عن يمينه : ( السلام عليكم ورحمة الله ) اقتصر - أحيانا
(1/187)
( ابن خزيمة والبيهقي والضياء في ( المختارة ) ( على قوله عن يساره : ( السلام عليكم ) . وأحيانا ( كان يسلم تسليمة واحدة : [ ( السلام عليكم ) ] [ تلقاء وجهه يميل إلى الشق الأيمن شيئا ] [ أو قليلا ] )
( مسلم وأبو عوانة والسراج وابن خزيمة والطبراني ) و ( كانوا يشيرون بأيديهم إذا سلموا عن اليمين وعن الشمال فرآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
( ما شأنكم تشيرون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس إذا سلم أحدكم فليلتفت إلى صاحبه ولا يومئ بيده ) [ فلما صلوا معه أيضا لم يفعلوا ذلك ] ( وفي رواية : إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله )
وجوب السلام
( صححه الحاكم والذهبي ) وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( . . . وتحليلها ( يعني : الصلاة ) التسليم )
(1/188) 
الخاتمة
كل ما تقدم من صفة صلاته صلى الله عليه وسلم يستوي فيه الرجال والنساء ولم يرد في السنة ما يقتض استثناء النساء من بعض ذلك بل إن عموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) يشملهن وهو قول إبراهيم النخعي قال :
( تفعل المرأة في الصلاة كما يفعل الرجل )
أخرجه ابن أبي شيبة ( 1 / 75 / 2 ) بسند صحيح عنه
وحديث انضمام المرأة في السجود وأنها ليست في ذلك كالرجل مرسل لا حجة فيه . رواه أبو داود في ( المراسيل ) ( 117 / 87 ) عن يزيد بن أبي حبيب وهو مخرج في ( الضعيفة ) ( 2652 )
وأما ما رواه الإمام أحمد في ( مسائل ابنه عبد الله عنه ) ( ص 71 ) عن ابن عمر أنه كان يأمر نساءه يتربعن في الصلاة فلا يصح إسناده لأن فيه عبد الله بن العمري وهو ضعيف
وروى البخاري في ( التاريخ الصغير ) ( ص 95 ) بسند صحيح عن أم الدرداء :
( أنها كانت تجلس في صلاتها جلسة الرجل وكانت فقيهة )
وهذا آخر ما تيسر جمعه في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم وأرجو الله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وهاديا إلى سنة نبيه الرؤوف الرحيم
(1/189)
و ( سبحان الله وبحمده سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك )
( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد )   

 

 

المسيح الدجال ليس خوارق لكن دجل وكذب //الجزء الثاني صلوا كما رئيتموني اصلي..

  المسيح الدجال ليس خوارق لكن دجل  وكذب بياناته الشخصية اسمه :مسيح الدجال او مسيح الضلالة ويلقب بالأعور الكذاب او الدجال ،اما ميلاده ...